أولى

مطبّعون خليجيون يقتحمون الأقصى بحماية الاحتلال

الشيخ صبري: عمل ساقط وباطل شرعاً ويعلمون أنهم منبوذون

صابرين دياب

 

اقتحمت أمس الأول الخميس، زمرتان من المطبّعين الخليجيين، المسجد الأقصى المحتلّ، ترافقهما وتحرسهما زمرة حاشدة من شرطة الاحتلال الاسرائيلي ووحدة (اليسام) الخاصة، تحت ظلّ الإغلاق الشامل والكامل، الذي يفرضه الاحتلال في كلّ فلسطين بذريعة «فايروس كورونا».

وتشهد المدينة المقدسة، على وجه الخصوص، تشديدات قاسية في حركة المواطنين المقدسيّين، فيما لا يستطيع أبناء الجليل والداخل المحتلّ، الذهاب إلى القدس منذ أكثر من أربعة أسابيع، بسبب الإغلاق، ويواجه أهل المدينة المقدّسة الاعتقال والغرامات المالية في حال لم يلتزموا بتعليمات «وزارة الصحة في دولة الاحتلال»، وتقتصر الصلاة في المسجد الأقصىى، على سكان البلدة القديمة فقط، «لفرض التباعد الجسدي ومنع تفشي الفايروس»، بحيث يُمنع سكان المدينة من أحياء بعيدة عن الحرم، من الوصول إليه.

وقد اقتحم المطبّعون مع شرطة الاحتلال، الحرم القدسي، من باب المغاربة، الذي يستخدمه المستوطنون عادة لاقتحام الحرم.

وليس محض مصادفة أن يكون ذات الباب الذي هرّبهم  منه الاحتلال وتحت حراسة نيرانه المشدّدة، هو عينه الذي يهرّب من خلاله المستوطنون، اذ يتضح على الأرض،  انّ المطبّعين والمستوطنين، هما وجهان صريحان للاحتلال

وتمّ الاقتحام، بتوقيت لا موعد للصلاة فيه، والمسجد يخلو حتى من مصلي البلدة القديمة «المسموح» لهم بالدخول إليه.

وتقول المرابطة ام محمد ابو نجمة لـ «البناء»، وهي من سكان الحرم، إنها لاحظت أفراداً من شرطة الاحتلال، يقفون على باب المطهرة حيث بيتها، وهو الباب الوحيد،  من بين أبواب الحرم القدسي الخاليعادة –  من تواجد  شرطة الاحتلال، لأنّ زقاق باب المطهرة المؤدي الى باب الحرم مقفل بباب خلفي.

 وسألتهم أم محمد: «لماذا تقفون على شباكي ومدخل بيتي؟»

فردّوا: «في إصلاحات على السطح، ادخلي إلى بيتك وبعد ساعتين سنترك المكان…»

وبعد أقلّ من ساعتين، غادروا باب المطهرة، ولم تعرف أم محمد، ولا أيّ أحد من جيرانها، من سكان الحرم، بتدنيس هؤلاء للمسجد، إلا من خلال الأخبار !

 لقد اقتحم المطبّعون الحرم كالخفافيش، وبالتنسيق المفضوح مع المحتلّ وتحت حماية شرطته، وباختيار توقيت الإغلاق الشامل حيث فراغ المسجد من المرابطين، ما يؤكد أنهم نسّقوا لاقتحامهم الوقح، وهم في باديتهم ومزارعهم في الخليج، واختار لهم الاحتلال التوقيت المناسب والحماية المشدّدة

واتضح للمقدسيّين، انّ الاحتلال استثمر إغلاقه، ليأتي بأعوانه المطبّعين من أعراب الخليج، ما يحمّل الفلسطينيين مسؤولية البقاء في الساحات على مدار الساعة حتى لو بأعداد قليلة، وتحت أيّ ظرف أو ذريعة أخرى قد يتذرّع بها المحتلّ لذات الغاية أو سواها لاحقاً

ولسان حال المرابطين يقول، المعركة لم تبدأ بعد مع المطبّعين، في ساحات الأقصى

فيما قال خطيب المسجد الاقصى، د عكرمة صبري لـ «البناء»: انّ ما اقترفه المطبّعون أمس الأول في المسجد الأقصى عمل باطل، ويندى له الجبين، فقد اقتحموا المسجد خلسة وتحت حراسة السلاح الذي يعتدون به على حماة الأقصى، وهم يعلمون جيداً بأنهم منبوذون وغير مرحب بهم، إنه فعلاً عمل ساقط وباطل شرعاً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى