حديث الجمعة

ورد وشوك

 

العلم استقيناه ومازال الكثير يستقيه من مدارس تسابق الأهل لجعل أولادهم من متخرجيها بكد وتعب وتوظيف معظم تحصيلهم المادي في أن تكون حظوتهم في ساحات الحياة أكثر أماناً مما حصل عليه من قبل الآباء

هي سنة الحياةأرغب لولدي ما يفوق كل التمنيات.

وهكذا يبقى الحال من جيل لجيل تسلم فيه المهمات

لكن والحق يقال هناك مدارس على مر الزمان ليس لها قيود في الوزارات المتخصصة والمؤسسات المعنية في إعطاء هكذا شهادات

إنها مدارس الأمهاتمدارس عريقة معترف بها عبر العصور وفي كل المجتمعات بغض النظر عما تحمله تلك الأم مما ينبئ أنها من ذوات العلم والاختصاص. مدارس خاصة بامتياز تخرج الأجيال باقتدار رجال ونساء قادرين على الاستمرار في ركب حياة كل يوم تتعقد وتتشابك فيها الأولويات ويصعب فيها الاستمرار

والمهم يا سادة يا كرام أننا مطالبون بالتقدّم للأمام فالتراجع أمر خطير يورث الهلاك ويجعل مما قدمه لنا آباؤنا هباء منثوراً وهو أمر لا يمكن أن يكون مباحاً.

أذكر يومآ على عجل ذهبت مع أمي إلى طبيب العائلة تشكو ارتفاعاً في الضغط نتيجة ازدياد أعباء العمل وشقاء الحياة.

سمعت من ذاك الطبيب وهو من أجلّ وأحترم «أما آن لهذا الفارس أن يترجل..؟».

لن أنسى ما حييت منظر دمع يترقرق في عيون أمي وهي تقول:

لا يا سيديما زال الساح مشتعلاً بالسجالات لكن المأمول منك ما يلطف الحال ويساعدني على الاستمرار

أمي كمعظم الأمهات وحتى الآباء نذروا أنفسهم لنبقى لهم أوفياء

أطال الله في عمرك يا أمي وأمدك بالصحة وطول البقاء.

أنتِ ومن بقين لنا ذخراً في هذه الحياة ورحم من انتقلن لدار البقاء بعد أن أسسن مدارس تخرج منها رجال هم رعاة الحق وبناة الأوطان.

دائماً عند رؤيتهم في مفارق الحياة يقال لواحدهم بفخر واعتزاز: رحم الله الرحم الذي حملك والقلب الذي رباك ودائماً خير ما يقال البقاء لله جئنا لهذا الحياة على أننا راحلون لا محال.

 رشا المارديني

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى