الوطن

جنيف: لجنة مناقشة الدستور تتابع اجتماعات الجولة الرابعة لليوم الثالث

قبيلتا «الشرابين والمعامرة» تطالبان برحيل الاحتلال الأميركيّ عن مناطقهما شرقي سورية.. ومرتزقة الاحتلال التركيّ يعتدون على ريف الرقة

تابعت لجنة مناقشة الدستور اجتماعات الجولة الرابعة لليوم الثالث على التوالي في مقر الأمم المتحدة في جنيف بمشاركة الوفد الوطني والوفود الأخرى.

وركزت مداخلات الوفد الوطني خلال اجتماعات أول أمس، على مبدأين وطنيين أساسيين هما الملف الإنساني وموضوع رفع العقوبات غير القانونية المفروضة على الشعب السوري، حيث أكد عدد من أعضاء الوفد أن الملف الإنساني لا يُجزأ، ويجب الا يخضع لازدواجيّة المعايير وأن الدول المعادية للشعب السوري استخدمت منذ بداية الحرب سلاحَيْ الإرهاب والعقوبات لكسر إرادة الشعب وحمله على القبول بالمخططات التي رسمتها تلك الدول لمنطقتنا.

وكانت الجولة الرابعة لاجتماعات اللجنة بدأت في جنيف أمس الأول، حيث أكد الوفد الوطني ضرورة اعتماد موضوع عودة اللاجئين كمبدأ وطني جامع لما له من أهمية على مختلف الصعد وفي مقدمتها الصعيد الإنساني وأهمية توقف بعض الدول عن تسييس هذا الملف.

يذكر أن الجولة الثالثة لاجتماعات اللجنة المصغرة عقدت في مقر الأمم المتحدة في جنيف أواخر شهر آب الماضي وكانت ضمن جدول أعمال بعنوان «المبادئ الوطنية الأساسية، بينما عقدت الجولتان الأولى والثانية في جنيف خلال شهر تشرين الثاني من العام الماضي.

هذا، ولم تحقق محادثات اللجنة الدستورية السورية المصغرة أي تقدّم في اليوم الثاني من أعمال الجولة الرابعة، واستكملت هذه اللجنة مناقشة ورقة المبادئ الوطنية التي تنص أساساً على بنود عامة كسيادة سورية، ورفض الاحتلالات والهوية الوطنية، وهي بنود نوقشت خلال الجولة الثالثة التي انتهت في 25 آب/ أغسطس الماضي، من دون التوصل إلى أي نتيجة. وفي هذه الجولة طرح الوفد الحكومي ملفي عودة اللاجئين ورفع العقوبات الغربية الأحادية المفروضة على سورية، وكما في الملفات الأخرى، سيطر الخلاف بين الطرفين على النقاش في هذين الملفين، وكانت وجهات النظر متباعدة جداً.

ويعتبر وفد الحكومة السورية أن «الوقت قد حان لعودة اللاجئين ولوقف الاستغلال السياسي» من قبل بعض الدول ولا سيما تركيا، خصوصاً بعد انعقاد مؤتمر اللاجئين في 11 و 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الذي كان بمثابة إعلان عن استعداد الدولة السورية لاستقبالهم. وأكد المصدر أن أعضاء الوفد الحكومي يعتبرون أن الملف الإنساني «لا يُجزأ ويجب أن لا يخضع لازدواجية المعايير كما يحدث في الملفات الأخرى، فيتم التفريق بين معاناة جزء من السوريين عن معاناة جزء آخر، واستغلال معاناة السوريين في الداخل والخارج». ودعا المجتمع الدولي للالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية والكفّ عن استثمار الملف الانساني بمختلف جوانبه.

بالمقابل، أجمعت مداخلات أعضاء وفد المعارضة، على أن «الأمن غير متوفر» حتى الآن لعودة اللاجئين، وأن «العودة الآمنة والكريمة لهم مرتبطة بالتوصل إلى حل سياسي شامل وتطبيق القرار الدولي 2254»، كما قال هادي البحرة، رئيس وفد المعارضة في اللجنة الدستورية.

 

ميدانياً، في توسّع جديد للانتفاضة الشعبية العشائرية شرقي سورية، تظاهر المئات من أبناء عشائر قبيلتي (الشرابين العربيةالمعامرة العربية) ضد وجود الجيش الأميركي والميليشيات التابعة في منطقتهم، مطالبين برحيلهم.

وأفاد مصدر في محافظة الحسكة أن المئات من سكان قرى ريف مدينة الحسكة الجنوبي الشرقي التي تتوزّع في محيط خطوط نقل النفط السوري إلى الموانئ السورية، خرجوا الاثنين الماضي، بمظاهرات شعبية عشائرية ضد ممارسات الاحتلال الأميركي ومسلحي تنظيم «قسد» الموالي له، وذلك في توسع جديد للمظاهرات العشائرية ضمن الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ أشهر.

وقالت مصادر أهلية إن سكان 10 قرى وهي (الصلاليةالتنينير –  الجولانالرقيالحمر الشرقيةالحمر الغربيةالسحيلرد شقرارجمانصخر) جنوبي شرقي مدينة الحسكة، خرجوا انطلاقاً من مفرق الشدادي وصولاً إلى مفرق البترول، على طريق (الحسكةالهول)، بمظاهرات احتجاجية ضد تردي الوضع المعيشي والحصار الأميركي الجائر على الشعب السوري، مطالبين برحيل الاحتلال الأميركي وأعوانه من المنطقة.

وأضافت المصادر أن المحتجين قطعوا الطريق بالإطارات المحترقة، وأغلبهم من أبناء قبيلتي (الشرابين العربيةالمعامرة العربية) وطالبوا برحيل الاحتلال الأميركي ودخول الجيش العربي السوري إلى قراهم ومنطقتهم، التي تعتبر مسلكاً لخطوط نقل النفط الخام السوري.

وفي السياق، تظاهر العشرات من سكان قرية قبر عامر 4 كم غربي مدينة الحسكة، ضد ممارسات تنظيم «قسد»، وقاوموا دورياتهم.

وقالت مصادر أهلية في الحسكة إن العشرات من سكان قرية قبر عامر واجهوا دوريات مسلحي ميليشيا «الاسايش»، الذراع الأمني لتنظيم «قسد»، الذين هاجموا قريتهم لاعتقال شبان، وذلك بعد قيام مجموعة من سكان القرية بإجبار دورية على الانسحاب وفك اعتقال 15 شاباً تمّ اعتقالهم بحجة كسر حظر التجوال المفروض بحجة منع تفشي فيروس كورونا.

وبينت المصادر نقلاً عن مصادر أهلية أن سكان القرية، قاوموا الدوريات بالحجارة والعصي، في حين أصيب عدد منهم بجروح نتيجة الاعتداء عليهم من قبل مسلحي ميليشيا «الأسايش»، واعتقال شاب من سكان القرية.

يُشار إلى أن تنظيم «قسد» الموالي للجيش الأميركي يفرض من خمسة أيام، حظراً للتجوال على سكان مدن الحسكة والقامشلي والرقة والطبقة شرقي سورية، بحجة تفشي فيروس كورونا، والذي يستمر لمدة خمسة أيام أخرى، ما أدى لحدوث نقص حاد في الخبز والمواد التموينية والغذائية، حيث تشهد المدن المذكورة حركة مرورية وتسوّق خفيفة، حيث اعتقلت ميليشيا «الاسايش» عدداً كبيراً من المواطنين في مدينة الحسكة بينهم موظفون حكوميون ونساء بحجة مخالفة حظر التجوّل مع فرض غرامات مالية عليهم وأجبرتهم على السير لمسافات طويلة كعقوبة جسدية.

وفي سياق متصل، جدّد مرتزقة الاحتلال التركي من التنظيمات الإرهابية اعتداءاتهم بقذائف المدفعية على قرى ومناطق في ريف الرقة الشمالي.

وذكرت مصادر محلية لـ سانا أن مرتزقة الاحتلال التركي من الإرهابيين قصفوا اليوم بالمدفعية الثقيلة مخيم عين عيسى وقرية صيدا بالقرب من الطريق الدولي ومحيط مدينة عين عيسى شمال الرقة ما تسبّب بوقوع أضرار ماديّة في المنازل والممتلكات والبنى التحتية.

واعتدى مرتزقة الاحتلال التركي بالمدفعية الثقيلة على قرى ومناطق في محيط مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي ما أسفر عن وقوع أضرار ماديّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى