اقتصاد

قفزات مروّعة لكورونا: 6154 إصابة و44 حالة وفاة الأسرّة تُوشك على الامتلاء والطواقم الطبيّة مرهقة

فيما يسجّل انتشار وباء كورونا قفزات مروّعة على امتداد لبنان، شهد اليوم الثاني من الإقفال العام المقرّر لـ11 يوماً، التزاماً شبه تام في مختلف المناطق لم يخل من بعض الخروق. وعمدت قوى الأمن الداخلي إلى إقامة حواجز ثابتة ومتنقلة للتأكد من عدم مخالفة أصحاب السيارات استثناءات قرار حظر التجول، مسيّرةً دوريات عند مداخل المدن والبلدات. وسطرت محاضر ضبط بحق المخالفين.

 وفي موازاة ذلك، أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 6154 إصابة جديدة بفيروس كورونا في لبنان، رفعت العدد الإجمالي للحالات المثبتة إلى 243286. كذلك، سُجل رقم قياسي في عدد الوفيات اليومية، حيث بلغ 44 حالة، مع رفع الإجمالي إلى 1825.

أسابيع صعبة

وأكد مدير «مستشفى رفيق الحريري الحكومي» فراس أبيض أنّ الرقم القياسي الجديد لوفيات كورونا التي تمّ الإبلاغ عنها أمس «مثير للقلق»، منبّهاً عبر «تويتر» إلى أن  «الأسابيع المقبلة ستكون صعبة. ومع ذلك، كان الامتثال للإغلاق العام مشجعاً. للخروج من ورطتنا بأقل الخسائر». وشدّد على وجوب «تركيز جهودنا على أربعة مواضيع مهمّة: النقص المبُلّغ عنه في الأوكسيجين للاستخدام المنزلي يعني أنه سيتم الآن علاج المزيد من المرضى في المستشفى. سيكون الأمر خطيراً إذا نفدت المواد والمستلزمات الطبية في المستشفيات، والتي تعاني أصلاً من الإرهاق لكثرة المرضى. من المهم أن يتلقى مستوردو المواد الطبية مستحقاتهم».

وقال «يجب الإشادة بالسلطات والمواطنين عموماً على الامتثال المشاهَد بإجراءات الإغلاق. البقاء في المنزل ليس بالأمر السهل، والكثير بالتأكيد، يتعرضون لضغوط مالية ونفسية ضخمة. نحن بحاجة الآن إلى أن نكون بجانب بعضنا بعضاً كي ننجح. لا يُمكن أن نسمح للإغلاق العام أن يفشل».

وأضاف «التفكير في الخطوات التالية مطلوب أيضاً. ماذا بعد الإغلاق؟ كيف يمكننا تجنّب إغلاق آخر؟ سيتطلب هذا الكثير من التخطيط وحملة توعية واسعة لا هوادة فيها لتحسين الامتثال بإجراءات الوقاية، كما من الواضح أنه لا ينبغي التسرّع في تخفيف الإجراءات. يجب التعلّم من الدروس السابقة».

وأكد أنه «لن يكون توزيع اللقاح أمراً سهلاً، كما شهد العديد من البلدان»، معتبراً أنه «يجب القيام به بشكل صحيح. الخطة التي قدمتها اللجنة الوطنية واعدة، لكن التنفيذ السليم سيكون مفتاح النجاح».

وختم مؤكداً أن «اللقاحات تشكل ضوءاً في نهاية النفق، لكن الوصول إليه لن يكون سهلاً. التضحيات مطلوبة، وليس فقط من العاملين في مجال الرعاية الصحية. ومع ذلك، هذا أمر يُمكن القيام به. دعونا نتكاتف، ونتطلع إلى الأمام. لقد مرّ لبنان في الماضي بأزمنة مظلمة، وكل هذا أيضاً سيمرّ».

تهافت على الأدوية والأوكسجين

على صعيد آخر، طلب المدير العام لوزارة الصحة فادي سنان، في خلال افتتاحه قسماً إضافياً لمرضى كورونا في مستشفى الياس الهراوي الحكومي بزحلة «عدم التهافت على الأدوية والأوكسجين».

وقال «نحن نتصدى لهذا الوباء، الأدوية مؤمّنة اليوم في لبنان، أو نؤمنها بالطريقة اللازمة. ولكن على المواطنين أن يحسبوا حساب غيرهم، والغني أن يضع في حساباته الفقير غير القادر على تخزين الأوكسجين ولا الدواء في بيته. لا داعي لأن تشتري جهاز الأوكسجين وتضعه في منزلك، لأنّ الحد الأقصى لاستخدامك له هو أسبوع واحد، جهاز الأوكسجين يُمكن أن يستخدمه مريض آخر. اترك المجال لغيرك ليستفيد ولا تساهم بانقطاع الدواء والأوكسجين في لبنان».

ووسط أزمة الوباء الحالية ومع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حثّ المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، جميع اللبنانيين «على الالتزام بأقصى الإجراءات الإحترازية وتحمّل المسؤولية للمحافظة على سلامتهم وسلامة أحبائهم. لقد استُنفذت طاقات مقدمي الرعاية الصحية لدينا وهم مرهقون ويجب حماية إمكاناتهم كي يقوموا بواجباتهم تجاه المرضى».

وأضاف في بيان «لقد وصلت وحدات العناية المركّزة ووحدات الكورونا العادية إلى طاقتها الكاملة وهناك 40 حالة في قسم الطوارىء بحاجة للدخول إلى المستشفى. ونحن الآن في مرحلة بتنا فيها غير قادرين على إيجاد أسرّة حتى للمرضى ذوي الحالات الدقيقة. إننا في هذه المواجهة معاً. ساعدونا في مكافحة الوباء والتغلب على الكارثة. نحن نشكر تفهمكم وتعاونكم».

وفي السياق، أعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر أن عدد الإصابات التراكمية في المحافظة، بلغ منذ شباط 2020 حتى اللحظة 12962، في حين أن حالات الشفاء ارتفعت مقارنة مع الأسابيع الماضية لتسجل 9536 حالة، أمّا الحالات النشطة فسجلت 3235، وعدد الوفيات بلغ 301 لغاية يوم أمس.

وشدد على «تطبيق قرار الإقفال العام، والتزام المنازل حفاظاً على السلامة العامة وللحدّ من انتشار الوباء، وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية».

وأعلنت إدارة «مستشفى بشرّي الحكومي» في بيان «تسجيل 28 حالة جديدة في منطقة بشرّي بعد الفحوص التي أُجريت يومي 13 و14 الشهر الحالي».

وفي غضون ذلك، أجرت بلدية الدوير بالتعاون مع وزارة الصحةطبابة قضاء النبطية ومستشفى رزق الجامعيLAUMCRH ، فحوص دم مجانية IGG و IGM  لـ102 من أبناء البلدة بهدف تحديد المصابين بفيروس كورونا والكشف عن مناعة الجسم ضدّ الفيروس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى