حديث الجمعة

صباحات

 

} 21-1-2021

صباح القدس لزمن انشغال الذين رصدوا المال والسلاح والقدرات لهزيمة مقاومتنا بأحوالهم وانقساماتهم والانشغال سيطول فليس مطلوباً أن يتحول الأشرار الى أخيار كي نفرح لأنه مستحيل الحدوث بل ان يتجسد نصر يصنعه الثبات بنقل تصدعات الأزمة والفشل الى داخل مجتمعات الحروب والفتك بها من الداخل واستنزاف مقدراتها في تشظي مكوّناتها، والذي يقرأ أهم إنجازات المقاومة في لبنان وفلسطين سيكتشف أنها أطلقت أزمة وجوديّة في كيان الاحتلال تشظّت حوله اتجاهات السياسة وشلّت بسببه يد صناعة الحروب ومَن يدقق بنصر سورية سيجدُه في الطريق المسدود أمام أحلام ومشاريع الآخرين، حيث مواصلة الحرب مصيبة والتراجع عنها كارثة والتقسيم استحالة والارتدادات داخل الأجسام المحاربة على جبهات الدول والحركات صارت تستهلك كل طاقاتها، وما فعلته المواجهات الإجمالية لمحور المقاومة وصمود إيران أن الأزمة الكبرى عصفت بالكيان الاستيطاني الاولأميركاحيث تفكّك المجتمع الى مكوّناته الأصلية وضاع الحلم الذي شكل شعار الجمع لتصير الأحلام مصدر إلهام التطرف والقسمة واعظم ما في المشهد الأميركي اليوم هو أن أميركا كما «إسرائيل» لم تعد الملاذ الآمن الأول للذين كانوا يرونها أرض الميعاد، وان النزوح صار خياراً والنزيف خيار والحرب الأهلية خيار والتطرّف في كل اتجاه صار هو الشعار وماذا عسانا نحلم بصباح أجمل من صباح ترتبك فيه أقدامهم بعقد الحبال التي ظنوها حبال مشانقناما نشهده ليس إلا البدايات والآتي أعظم، وهذا ليس إلا رأس جبل الجليد وما خفي أعظم. بوركت السواعد والتضحيات التي صمدت وصنعت مأزقاً لا فكاك منه ولمن يسبح في الأوهام سيثبت له وهمَه مقبلُ الأيام وأهم الأوهام وابهتها ما اصاب المهرولين للتطبيع بصفته سمة العصر وما صارلهن بالقصر من مبارح العصر، وإذا بالقصر يتداعى بتداعي أركانه من تل أبيب لواشنطن خوف وهلع من شؤون الداخل وحكام الغفلة يتساءلون عن المصيرصباحكم بنور القدس يعمي أبصارهم وينير طريق المقاومين.

} 20-1-2021

صباح القدس للحقيقة وليس سواها ينسجم مع الحق، والحقيقة أن أميركا المنقسمة والتي تواجه خطر الانقسام الأهلي الكبير والخطير وتعيش القلق من تداعي وحدة ولاياتها ومن انكسار أمنها الداخلي قد تتجمّد في الملفات الخارجيّة كلها عند حدود ربط النزاع الا في ملف ايران النووي حيث لا قيمة تتعدى الكلمات الإنشائية للحديث عن السعي لاتفاق جديد يطال الصواريخ الإيرانية ويتشارك المصالح والمخاوف مع دول الخليج و»اسرائيل»، مهما طبل الإعلام المموّل خليجياً لالتزام بايدن بسياسات ترامب في هذا المجال. فما قاله وزير خارجية بايدن توني بلينكن امام لجان الكونغرس خطير وهام جداً، فهو قال نتشارك المخاوف ذاتها ونحمل المشاعر ذاتها وكلنا قلقون ونريد أن نصل لاتفاق جديد يضمن الحدّ من صواريخ إيران وتدخّلاتها ويطمئن «إسرائيل» والخليج، ولكن، وهنا القصة الكبيرة، يقول بلينكن نحن متفقون أن القضية الأساس يجب أن تبقى إبعاد إيران عن امتلاك السلاح النووي. وهذا هو الالتزام الذي نأخذه كأولوية، ويتابع أن الاتفاق النوويّ ضمن وفق تفاهم الشركاء مراقبة انشطة إيران لتبقى بعيدة سنة على الاقل عن امتلاك مقوّمات كافية لإنتاج قنبلة. وهذا ما تحقق في زمن الاتفاق النووي حتى خروج ترامب منه، ويصل للنقطة الخطيرة التي سوف تشكل أساس السياسة الخارجية لبايدن، فيقول بلينكن إن إيران بفضل ترامب صارت بعيدة شهوراً قليلة بين 3 و4 شهور فقط عن امتلاك ما يكفي لامتلاك قنبلة، وليس من سبيل لإعادة المدة الى سنة الا العودة للاتفاق النووي، وهو يعلم ان العودة أميركياً تعني رفع العقوبات ويعرف الكونغرس ذلك أيضاً. وهذه الحقيقة تكفي لمعرفة الكثير عما هو قادم، حيث قد تؤجل إدارة بايدن الكثير من برامجها الخارجية سعياً لتفاهم جمهوري ديمقراطي الا في الملف النووي، أي في العقوبات على إيران، فليفهم الذين يتباهون ويتفاخرون بأن شيئاً لن يتغير، بانهم واهمون، وان ما فعلته إيران وأنجزه محور المقاومة وضع مصير الاتفاق على المحك، فخلال ثلاثة شهور ما لم تبدأ واشنطن برفع العقوبات لن يبقى من الاتفاق شيء، صباحكم بأنوار القدس والصبح قريب.

} 19-1-2021

صباح القدس للذين لم يبدلوا تبديلاً ومنهم من قضى ومنهم مَن ينتظر، وها نحن بفضلهم نشهد انهيار الإمبراطورية التي حكمت العالم منذ الحرب العالمية الثانية، فالذي يجري في واشنطن بداية مسار وليس نهاية مسار. والزمن الأميركي الحاكم للعالم قد ولّى الى غير رجعة، وتكفي للتيقن من ذلك اثنتان، الأولى قراءة ما يكتبه كبار المفكرين والمحللين الأميركيين عن عمق الانقسام الأهلي وعن حرب أهلية باردة مهيأة للانفجار في أي وقت، وعن خطر انشقاق الجيش والحرس الوطني عند أي مواجهة، وعن وصول عدد المنخرطين في الميليشيات البيضاء المسلحة الى عشرين مليوناً، وعن استقطاب الميليشيات السوداء المسلحة لعشرة ملايين، والثانية قراءة ما يكتبه المتباكون من جماعة أميركا من العرب الذين ترتعد فرائصهم من حتمية الانكفاء الأميركي نحو الداخل والتراجع الأميركي عن الحروب في وجه قوى المقاومة وانعكاس ذلك على الحلف المعلن بين حكام الخليج وكيان الاحتلال، ولو أن الفريقين من الكتاب الأميركيين والعرب يتحدثان بوقاحة عن نموذج الديمقراطية الأميركية وعن موقع أميركي لتعميم الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان كعنوان للحروب الأميركية، ولا يخجلون من أن نموذجهم الخليجي كاشف وفاضح لحجم الكذب في خطابهم، إلا أن هذه الاعترافات والبكائيات ستتزايد والوقائع القادمة ستحوّلها من تحذير من خطر الانهيار الى شهادات على يوميّات وقوعه ومن بكائيّات استغاثة أملاً بالتأثير لصالح مواصلة الانخراط الأميركي بالحروب الى بكاء فعلي لنتائج الانكفاء الأميركي الحتمي القادم، ولمن لا يعرف ليست كورونا ولا خلافات التأمين الصحيّ ولا الانقسام حول العنصرية البيضاء ما انتج هذا التحول التاريخي فكلها عناصر إشعال لا أكثر والأساس كان وسيبقى في فشل المشروع الإمبراطوريّ خلال عقدين بكسر محور المقاومة وترويضه، وللذين لا يصدّقون فليسألوا أنفسهم، ماذا لو حقق هذا المشروع أهدافه في إيران وسورية ولبنان وفلسطين والعراق واليمن، الم تكن الغنائم كافية لصناعة التماسك، انظروا للحلف الذي نجحت واشنطن بتشكيله لإسقاط سورية ضمن مفهوم توزيع المغانم المفترضة، وأين أصبح هذا الحلف عند الفشل، حيث التوزيع للمغارم كان كفيلاً بأن يقول كل منهم يا رب نفسي فتمزّق الدف وتفرق العشاق، وما حدث هنا يحدث الآن هناك، الفارق في الزمن ليس إلا، لأنهم الثابتون الذين ما بدلوا تبديلا ومنهم مَن قضى ومنهم مَن ينتظر لهم الصباح ولهم تشتاق القدس والصبح بات قريباً.

} 18-1-2021

صباح القدس لمقداد الدبلوماسيّة السورية وفيصلها يترجم خطواته الأولى تثبيت محور مواجهة مشروع الهيمنة الأميركية وجيشها الرديف المتمثل بالإرهاب من بوابة زيارتين مفصليتين الى طهران وموسكو. فيأتي الردّ الأميركي والإرهابي سريعاً من التابع الذليل في أوروبا بإدراج اسمه على لائحة العقوبات، والرسالة مفتوحة لا تحتاج الى فتح المغلف لقراءتها، أوروبا مهما صاخت وشاخت حتى داخت تشبه سيارة عجلاتها على ضفاف المتوسط ومحركها في الأطلسي وبطاريتها في كيان الاحتلال. قد تخدع الكثيرين بصوت مذياعها من مقر الأمم المتحدة في جنيف، لكن مقودها في واشنطن ولأن دمشق لم تخدع وتعرف أوروبا جيداً قالت بلسان معلم دبلوماسيتها الراحل وليد المعلم منذ اليوم الأول للحرب على سورية، سننسى ان هناك أوروبا على الخارطة، ليس كرهاً لأوروبا ولا تقليلا من قدرها بل لأن التذكر والانشغال بوجود اوروبا هدر للوقت والجهد فمن يتابع الموقف الأميركي سيسهل عليه توقع المواقف الأوروبية، ومن ينتظر العكس سيصاب بالخيبة والإحباط، لكن في الحصيلة يبقى السؤال أليس عائد الخيبة والإحباط هو الذي يصيب أوروبا بسبب هذه التبعية العمياء بحيث يرتد الإرهاب الذي دعمته في سورية طلباً لخرابها يصير سبباً لخراب أوروبا، بينما سورية تتعافى، فهل تستفيق أوروبا قبل فوات الأوان ووصول النار الى ذيل ثوبها. الأمر الحاكم هنا يبدأ من القدس وفلسطين، حيث لا تبيع أوروبا إلا الأقوال بينما أفعالها لصالح كيان الاحتلال، وصباح القدس كما سورية وكل مقاوم لا ينخدعون بالأقوال بل يمعنون النظر في الأفعال، فيرون إشارة الخيبة على جبين اوروبا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون كما يردّد أهل القدس كل صباح.

} 16-1-2021

صباح القدس للشهامة والنخوة تدب في عروق مواطن عربي ذهب يبحث عن رزقه في بلاد النفط معتقداً أن العروبة حية عند الحكام وكافية لتحميه، ولما وقع التطبيع كظم غيظه وصمت لأن التأدب في البلاد المضيفة هو باحترام خياراتها ولو كانت تضييعاً للحقوق فهكذا تعلّم، ولكنهم أصرّوا على إحراجه بإشراكه في جريمتهم فدعوه وهو طيار في شركة خطوط الإمارات لقيادة رحلة الى فلسطين المحتلة ضمن برامج التطبيع. تأمل هذا الشاب التونسي منعم صاحب الطابع وفكر بصمت، ثم جهر بصوت مرتفع، لا لن أذهب أحترم خياراتكم فاحترموا خياراتي، معتقداً أن لغة الحق وحدها تكفي فصمتوا هم أيضاً ليس احتراماً بل تغطرس، ثم أبلغوه انه موقوف عن العمل وخلال ساعات أغلقوا صفحته التي أعلن فيها تمرده على مجاراة التطبيع لقاء لقمة العيش قائلاً، الله فقط من يرعانيلست نادماً، وانقطعت أخبار منعم، خرجت في بلده تونس أصوات تنادي وزارة خارجيتها للتحرّك كشفاً لمصير الطيار الشاب أسوة بما فعلته الحكومات التونسية بحق إرهابيي القاعدة وداعش من «أبناء البلد»، حتى الآن مصير منعم مجهول، الله وحده يرعاه كما قال، وصباح القدس ينادي كل الشرفاء والأحرار لعدم ترك قضيته للنسيان، فهو أول علامات الشهامة العربية، التي يجب الا تضيع عند شرفاء العرب، رهانه كان عليكم فلا تخذلوه، يكفي كم خذله الحكام.

} 15-1-2021

صباح القدس للقضاء العراقي وقد سجّل الخطوة الشجاعة بإصدار مذكرة للقبض على دونالد ترامب كمجرم بعد انتهاء التحقيقات في اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس والقضاء الناطق باسم الشعب والمنطلق من الوقائع يجد أمامه أن المهندس مسؤول يحمل صفة رسمية في الدولة وأن سليماني ضيف رسمي على الدولة وأن ترامب أصدر أوامر القتل وهو يمثل دولة ترتبط باتفاقيات تنسيق مع الدولة العراقية تلزمه بمساندتها والتحرك العسكري تحت قيادتها فيصدر القرار الشجاع بإصدار مذكرة إلقاء قبض على مجرم وستصبح هذه المذكرة قضية مستمرة إذا تمّت إجراءات رفع الحصانة عن ترامب في الكونغرس فتصبح الملاحقة عبر العالم متاحة قانوناً ويصير المجرم سجين الحدود الأميركية معرضاً للاعتقال في أي بلد خارج هذه الحدود والقرار بقيمته لا يأتي من اعتقال ترامب او عدم اعتقاله بل من مستوى الندية القانونية التي يقابل بها بلد من بلداننا الدولة التي اعتادت أن تصدر العقوبات على رؤساء ووزراء وشخصيات ومؤسسات في دول العالم ولا يجرؤ أحد على معاملتها بالمثل وبجمع القرار القضائي الى القرار البرلماني بإخراج القوات الأميركية من العراق كسقف ملزم لمهام أي حكومة عراقية يشكل العراق الدستوري الغطاء اللازم لقوى المقاومة التي تترجم هذه الإرادة بما يلزم في الشارع والميدان.. وهذا هو الصباح المقدّسي الآتي من العراق ليبشر القدس بأن الصبح قريب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى