الوطن

طهران: باقون في سورية طالما ترغب الحكومة والشعب السوريّان بذلك

الجولان السوريّ المحتل أحيا ذكرى الإضراب الرافض للضمّ للاحتلال الصهيونيّ.. وقوات الاحتلال الأميركيّة تُخلي موقعها في ريف الحسكة

أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني علي أصغر حاجي، في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أن «وجود إيران في سورية، هو وجود استشاريّ، وسيستمرّ طالما ترغب الحكومة والشعب السوريان بذلك».

وتعليقاً على الهجمات الصهيونيّة المتكررة لنقاط تابعة لإيران و»حزب الله»، قال أصغر حاجي، إن «طبيعة الكيان الصهيوني منذ نشأته طبيعية عدائية وقمعية في المنطقة، وهذا كان سلوكهم ضد الشعب الفلسطيني وضد الدول المجاورة»، مضيفاً أنه «في الوقت الذي تحارب فيه الحكومة السورية الإرهاب، تساعد «إسرائيل» الإرهابيين».

وأكد أن «هدف وجودنا في سورية هو مكافحة داعش والكيانات الإرهابيّة، لكن إذا أراد الكيان الصهيوني تجاوز الخطوط الحمراء سيواجَه بردّ حاسم يندمه على تصرفاته هذه».

وفي شأن خروج إيران من سورية، قال الدبلوماسي الإيراني، «إيران لم تتسلم أي رسالة لخروج قواتها من سورية، نحن موجودون بطلب من الحكومة السورية، ووجودنا استشاري عسكري، سوف يستمرّ طوال الفترة التي يرغب فيها الشعب والحكومة السورية».

وشدّد أصغر حاجي، على أن «الذين عليهم مغادرة سورية هم من جاؤوا بصورة غير شرعية واحتلوا أراضيها، هؤلاء هم من عليهم ترك الأراضي السورية»، مؤكداً أن «المناطق السورية لا بد أن تكون تحت السيادة السورية والحكومة السورية التي تتبنى استتباب الأمن فيها».

إلى ذلك، أحيا أهالي الجولان السوري المحتل أمس، الذكرى الـ39 للإضراب الشامل ضد قرار الاحتلال الصهيوني بضم الجولان، في تقليد وطنيّ سنويّ، يؤكدون من خلاله تمسكهم بالهوية السورية، ومواصلة نضالهم وتصديهم لكل المخططات الاستيطانية الصهيونية في الجولان المحتل، حتى تحرير كامل ترابه وعودته إلى الوطن.

وقفة بطوليّة سطرها أهل الجولان المحتل بإضرابهم الشامل في الرابع عشر من شباط/فبراير عام 1982، حين تصدّوا لقرار الكنيست الإسرائيلي بضم الجولان المحتل، وفرض القوانين الصهيونيّة على أبنائه، والذي صدر في الـ14 من كانون الأول/ديسمبر عام 1981، حيث أطلقوا شعار «المنيّة ولا الهويّة» على إضرابهم المفتوح، رفضاً لفرض «الهوية الصهيونية»، ولقرار الضم، وللتأكيد على تمسكهم بهويتهم الوطنية ومواصلة نضالهم في مواجهة إجراءات الاحتلال التعسفية حتى تحرير الجولان.

مسيرة النضال لأهل الجولان السوريّ المحتل ضد الاحتلال الصهيونيّ ومخططاته وقراراته العنصرية حافلة منذ عام 1967، ولعل الإضراب الشامل الذي أعلنوه قبل 39 عاماً كان أبرز تلك المحطات، وجاء بعد اجتماع شعبي تنادى إليه أهالي الجولان بمشاركة الآلاف منهم، في الثالث عشر من شباط/فبراير عام 1982، وقرّروا فيه إعلان الإضراب للتأكيد على رفضهم القاطع قرار الضم ومقاومة كل إجراءات الاحتلال والتمسك الثابت بهويتهم الوطنية السورية.

قوات الاحتلال وفور إعلان الإضراب، قامت بفرض حصار عسكري شامل على القرى والبلدات في الجولان، ومنعت وصول المواد الغذائية وقطعت الكهرباء عن الأهالي في محاولة للتعتيم على ما يجري وعزلهم عن العالم الخارجي، بغية الضغط عليهم وإجبارهم على إنهاء الإضراب والقبول بقوانينها، كما عمدت إلى اعتقال عشرات الشبان من أبناء الجولان بعد حملات مداهمة للبيوت وفرضت منع التجول في مختلف القرى.

أهالي الجولان العزّل قابلوا الحصار الجائر وضغوط الاحتلال بالصمود والمقاومة والتجذّر في أرضهم وقراهم، وخاضوا خلال فترة الإضراب مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، كان أهمها معركة الهوية التي جرت في الأول من نيسان/أبريل عام 1982، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال قرًى ونكلت بأهاليها.

وبعد أكثر من خمسة أشهر من الإضراب اضطر الاحتلال إلى الاستجابة لمطالب الأهالي والتراجع عن مخططاته العنصرية لفرض «الجنسية الإسرائيلية» على أبناء الجولان، بالتزامن مع تأكيد الأمم المتحدة والكثير من الدول الحرة في العالم أن قرار الكنيست الإسرائيلي بضم الجولان باطل ولا أثر قانونياً له وأن الجولان أرض سورية.

ورغم القمع والاعتقالات وعمليات التنكيل وكل الممارسات الجائرة على مدى 54 عاماً من الاحتلال، واصل أهالي الجولان تصديهم لكل مخططاته ومن بينها ما تسمى «انتخابات المجالس المحلية»، حيث أحرقوا في تشرين الأول/أوكتوبر 2018 البطاقات الانتخابية الصهيونية على مرأى من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح، تعبيراً عن رفضهم الشديد لإجراء تلك الانتخابات في قرى الجولان، كما رفضوا بشكل قاطع المخطط الاستيطاني المتمثل بإقامة «مراوح هوائية» على مساحة تقارب ستة آلاف دونم في عدد من المواقع المحيطة بقرى مجدل شمس وعين قنية وبقعاتا ومسعدة، والذي يهدف إلى الاستيلاء على أراضيهم وتهجيرهم منها.

وفي التاسع من كانون الأول/ديسمبر الماضي أعلن أهل الجولان إضراباً شاملاً شمل كل المرافق الحياتيّة لمنع الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ مخططه التوسعي إقامة «مراوح هوائية» على أراضيهم، حيث بدأوا منذ ساعات الصباح الباكر التجمع بين قريتي مجدل شمس ومسعدة المحتلتين، وانقسموا إلى مجموعات انتشرت في الأراضي المزمعة إقامة مراوح عليها فيما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدداً من المداخل الرئيسة لقرى الجولان السوري المحتل ومنعت الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في المناطق التي يعتزم الاحتلال إقامة توربينات عليها.

واليوم وفي الذكرى الـ39 للإضراب الشامل، يؤكد أهل الجولان السوري المحتل أن ذكرى الإضراب تزرع فيهم الأمل والعزيمة لمزيد من الصمود والمقاومة، وإفشال كل مخططات الاحتلال بحق الجولان أرضاً وتاريخاً وسكاناً.

على صعيد الاحتلال الأميركي، أفادت مصادر إعلاميّة سورية بأن القوات الأميركية أخلت موقع تمركزها في صوامع تل علو في ريف الحسكة، ونقلت عتادها وآلياتها إلى الأراضي العراقية.

وأشارت وكالة «سانا» السورية إلى أن «القوات الأميركية باشرت منذ الفجر بنقل آلياتها وعتادها العسكري وجنودها من موقع تمركزها في صوامع تل علو في منطقة اليعربية أقصى شمال شرق الحسكة بالقرب من الحدود العراقية».

وأضافت: «أنجزت عملية إخلاء الموقع المذكور بشكل كامل بعد ظهر اليوم الجمعة ونقلت آلياتها وعتادها العسكري والجنود عبر معبر اليعربية غير الشرعي».

وتأتي عملية الإخلاء لهذا الموقع بعد أيام قليلة من إدخال القوات الأميركية جنوداً ومعدات عسكرية من العراق إلى قواعدها في ريف مدينة الحسكة، حيث هبطت 4 حوامات تابعة لها في قاعدة الشدادي، وأنزلت جنوداً وصناديق محملة بالأسلحة والصواريخ.

وتواصل القوات الأميركية انتشارها في مناطق آبار النفط في الجزيرة السورية، بالتزامن مع حصار تفرضه على الشعب السوري لمنعه من الحصول على الطاقة والمواد الغذائية والأدوية وإعاقة إعادة الإعمار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى