الوطن

نصرالله: نحن ضدّ الانتخابات النيابية المبكرة وإذا استمرّ تقاعس الدولة سنشتري محروقات من إيران

ـ نعمل بجدّ للوصول إلى معادلة: الاعتداء على القدس يعني حرباً إقليمية ـ بدل التحدث عن انتخابات مبكرة تفضلوا وشكلوا حكومة ـ تشكيل حكومة جديدة المدخل الطبيعي للاقتدار على مواجهة الأزمة الاقتصادية

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنه «لم يخطر ببالنا تأجيل الانتخابات النيابية ولم نناقش هذا الأمر مع أحد من حلفائنا وما زلنا ضدها»، معتبراً أنّ «اللجوء إليها مضيعة للوقت». وأعلن الوقوف إلى جانب رئيس المجلس النيابي نبيه برّي في تشكيل الحكومة ونساعده ويجب عدم اليأس ومواصلة العمل. وطالب الحكومة الحالية والوزارات المعنية بإعلان الحرب على الاحتكار والمحتكرين، معلناً أنه «إذا بقيت الدولة على تقاعسها سنشتري من إيران بواخر محروقات ونأتي بها إلى ميناء بيروت».

كلام السيد نصرالله جاء في كلمة متلفزة أمس، بمناسبة الذكرى الـ30 لتأسيس «قناة المنار» وتطرق فيها إلى الشأن الداخلي فقال «حزب الله لم يخطر في باله أصلاً تأجيل الانتخابات النيابية ولم نناقش ذلك مع حلفائنا»، مشدّداً على أنه «يجب أن تجري الانتخابات النيابية اللبنانية في موعدها مهما كانت الظروف»،  مضيفاً «نحن ضد الانتخابات النيابية المبكرة واللجوء إليها هو مضيعة للوقت وهو إلهاء للناس ومن يطالب بالانتخابات النيابية المبكرة فليتفضل وليشكل حكومة وليتحمّل المسؤولية». ورأى أن «أغلب الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة حساباتهم حزبية فئوية، لا علاقة لها بوطن وشعب».

الأداء الرسمي ضعيف

وقال «نحن نواصل السعي لحل الأزمة الداخلية ويجب عدم اليأس وعلى المعنيين الاستماع لوجع الناس وأن يشاهدوا بألم الناس على محطات الوقود وفقدان الدواء وانقطاع الكهرباء والعديد من المواد الغذائية الأساسية. يجب أن يضعوا هذا المشهد الإنساني قبل أي حسابات سياسية تفرض التشدّد هنا أو هناك».

ولفت السيد نصر الله إلى أن «الأزمة التي نعيشها اليوم هي نتاج 30 أو 40 سنة من التراكمات وسبق أن تحدثنا عن توزيع المسؤوليات، بالنتيجة هي تراكم ظروف عديدة ولكن البعض لا يريد أن يرى إلاّ أن السبب هو حزب الله، كما يتحدث الإسرائيلي، ويتجاهلون كل الأسباب الحقيقية الأخرى. وتابع «هناك أسباب أخرى موجودة يمكن معالجتها ولكن تحتاج إلى قرار منها الأداء الرسمي الضعيف في كل الملفات وبالوزارات المختلفة إلى حين تشكيل الحكومة، على الحكومة والوزراء والمدراء والموظفين تحمّل المسؤولية خصوصاً أن الأزمة طالت وقد تطول على الرغم من الجهود من قبلنا ومن قبل الأخ الرئيس نبيه برّي».

وأكد أن «معلوماتنا تقول إن الدواء موجود في مستودعات يحتكرها تجار الدواء وكذلك المواد الغذائية» وأضاف «عندنا في لبنان المحتكرون يسرحون ويمرحون ومعروفون، ولكنهم يحظون بالغطاء السياسي»، مشيراً إلى أن «الحلول الجذرية للأزمة الاقتصادية تحتاج سنوات ولا يجوز انتظارها بلا حل للوضع الحالي». وتابع «أنتم الذين تحتكرون الدواء والمواد الغذائية وما يحتاجه الناس من ضروريات الحياة بانتظار أن ترتفع الأسعار، أنتم خونة، قتلة وشركاء في جهنم مع قتلة النفس المحترمة». واعتبر أن «على الحكومة والوزارات المعنية الحالية أن تُعلن حرباً على الاحتكار والمحتكرين وهذا جزء من المعالجة».

البنك الدولي يشترط رفع الدعم

وأعلن أن «حزب الله يعرض تقديم 20 ألف متطوع لدعم الدولة في مواجهة الاحتكار»، لافتاً إلى أن «معالجة أزمة البنزين في لبنان ممكنة وخلال أيام قليلة عبر النفط الإيراني لكن بحاجة قرار سياسي جريء». وقال «كل الذلّ الذي يعاني منه الشعب اللبناني أمام محطات الوقود ينتهي سريعاً عند اتخاذ قرار التخلي عن أميركا واستيراد النفط من إيران وبالليرة اللبنانية». وأضاف «أيها الشعب اللبناني كل ما تسمعونه عن ترشيد الدعم لن يحصل، الحكومة الجديدة إن شُكّلت، برنامجها معروف من الآن، فلا حلّ لديها إلاّ صندوق النقد الدولي وأول شروطه رفع الدعم».  وسأل «هل أحد أسباب تأجيل تأليف الحكومة هو انتظار انتهاء الدعم على المواد الأساسية؟».

وأعلن أنه «إذا استمر الإذلال بموضوع البنزين والمازوت ومن دون وجود حل للأزمة فإننا كحزب الله سنتفاوض  مع الحكومة الإيرانية ونشتري بواخر بنزين من إيران إلى ميناء بيروت ولتمنع الدولة اللبنانية إدخال البنزين والمازوت إلى الشعب اللبنان».

وأشار إلى أن «البطاقة التمويلية إذا أقرّت في مجلس النواب تساعد 750 ألف عائلة في تخفيف المعاناة ونؤيد مشروع هذه البطاقة»، معتبراً أن «تشكيل حكومة جديدة هو المدخل الطبيعي للاقتدار على مواجهة الأزمة، فهي السلطة التنفيذية في البلد».

أملي كبير بالصلاة في الأقصى

من جهة ثانية،  طمأن السيد نصر الله إلى أن صحته بخير وقال «أتوجه بالشكر لكل المحبين وكل العائلات وكل الذين تأثروا بعد خطابي في 25 أيار في عيد المقاومة والتحرير لوضعي الصحي، وعبّروا عن ألمهم». وأضاف «بالحقيقة ربّ ضارة نافعة لأننا كسبنا دعواتكم والتعبير الصادق وأنا أعتزّ بهذه المحبة». وأضاف «سنواصل الطريق سوياً وأحمل أملاً كبيراً في أن نصلي في المسجد الأقصى سوياً».

وهنّأ السيد نصر الله «قناة المنار» في ذكرى تأسيسها. وقال «هذه القناة أسست على التقوى منذ أول يوم وأُسست لتكون صورة للمقاومة، المقاومة التي ستصنع التحرير في العام 2000 ومن ثم تصبح قناة المقاومة والتحرير».

«الإسرائيلي» عدو حاقد ومأزوم

وشدّد على أن «ما يجري في فلسطين يجب أن يُواكب من كل الأمّة وكل من يتحمل المسؤولية الإيمانية تجاه فلسطين ومقدساتها». وقال «نحن أمام عدو حاقد وأحمق ومأزوم وقد يهرب إلى الأمام من مآزقه الداخلية». ورأى أن «نتنياهو قد يذهب إلى أي خيارات وهدّد بالملف النووي الإيراني كذلك قد يرتكب حماقة  في القدس، موضحاً أن «الفلسطينيين مصمّمون على حماية القدس ويبقى على الأمّة أن تدعمهم».

وأشار السيد نصر الله إلى أن «الأعداء عندما يفشلون في تحقيق أهدافهم بالحروب ينتقلون إلى الأساليب الأخرى وهذا ما يحصل اليوم في اليمن وسابقاً في لبنان وسورية والعراق»، لافتاً إلى أن «الأميركي يخدع العالم عندما يقول إنه يؤيد وقف الحرب على اليمن ولكنه يؤيد بقاء الحصار رغم كل الأوضاع الصحية والمعيشية والاقتصادية الصعبة. وتابع «فقط لنعرف مدى الخداع وعلى اللبنانيين الانتباه لذلك جيداً لأن الأميركي يريد بالحرب الاقتصادية الحصول على تنازلات، وما يجري من الأميركي هو كذب وتضليل وعلينا أن نفهم صوت هؤلاء المظلومين في اليمن وأن لا ينطلي هذا الخداع الأميركي على أحد».

وأكد «أننا نعمل بجدّ على أن نصل إلى معادلة أن الاعتداء على القدس يعني حرباً إقليمية»، موضحاً أن «أول الغيث بالمعادلة الجديدة جاء من اليمن العزيز».

وأضاف «نحن اليوم أمام فشل كبير للعدوان السعودي الأميركي على اليمن، الذي يبحث عن مخرج ومكاسب»، ورأى أن «ما نعانيه في لبنان اليوم هو بعض ما يعانيه اليمنيون منذ سنوات لإجبارهم على التنازل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى