أولى

بين بوتين وبايدن… ميركل

ـ منذ قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن لم تتسرّب أيّ تفاصيل عن طبيعة التفاهمات التي تمّت بينهما، وبقيت التحليلات التي تشهدها وسائل الإعلام ومراكز الدراسات مبنية على البيان الختامي وما قاله الرئيسان للصحافة، حيث كان الغموض سيد الموقف، باستثناء العودة لتفاهمات الحدّ من الأسلحة الإستراتيجية، وتفاؤل الرئيس الأميركي وتحفظ الرئيس الروسي تحت شعار فلننتظر عودة بايدن إلى واشنطن.

ـ بعد القمة ظهر أول تفاهم روسي أميركي فتح الباب لصدور قرار بالإجماع حول لإيصال المساعدات الأممية الى سورية، أيّدته وزارة الخارجية السورية وقالت إنه يلبّي طلباتها، وهذا يحدث للمرة الأولى منذ 2016.

ـ قبل أيام أعلن عن تفاهم أميركي ألماني حول تسهيل أنبوب السيل الشمالي الذي يحمل الغاز الروسي إلى أوروبا، وتشكل ألمانيا وجهته الرئيسية، وكانت واشنطن قد فرضت عقوبات على كلّ الشركات التي ساهمت في الأنبوب منذ العام 2019، والأنبوب يصبح صالحاً للضخ في الشهر المقبل، والتفاهم يضمن ضخ روسيا للغاز نحو أوروبا دون التعرّض لخطر العقوبات الأميركية التي كانت ترتبط بالتزام أميركي تجاه رغبة شركات أميركية تنتج الغاز الصخري بمنافسة الأنبو الروسي على سوق الغاز الأوروبية من جهة، والدعم الأميركي لأوكرانيا التي تعتبر المتضرّر الرئيسي من الأنبوب الذي لا يمرّ في أراضيها ويهمّش دورها التقليدي في عبور الغاز الروسي، من جهة مقابلة.

ـ التفاهم الذي لم يحظ باهتمام إعلامي وسياسي كاف يعتبر نقلة نوعية في التعاون الأميركي الروسي في حلّ قضية إشكالية كبرى ذات امتدادات اقتصادية واستراتيجية بحجم أهمية سوق الغاز لروسيا، والمنافسة الأميركية، وقضية أوكرانيا في العلاقات بين موسكو وواشنطن.

ـ تبدو ألمانيا شريكاً ثالثاً ستظهر مكانته في العديد من ملفات التعاون الأميركي الروسي، سواء في الملف النووي الإيراني، أو في ملفات كثيرة في المنطقة تحظى بشراكة أميركية ألمانية.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى