الوطن

عدوان جوّي وبرّي «إسرائيلي» يُشعل حرائق في الجنوب ولبنان يتقدم بشكوى

في تطوّر أمني خطير  شنّ العدو «الإسرائيلي» بعد ظهر أول من أمس وفجر أمس، عدواناً برياً وجوياً على الجنوب مشعلاً العديد من الحرائق في بساتين وحقول المناطق المستهدفة.

وكان جيش الاحتلال الصهيوني تحدّث عن إطلاق ثلاثة صواريخ من لبنان أحدها سقط داخل الحدود اللبنانية واثنان سقطا في مستوطنة كريات شمونة. وأشار إلى أن طواقم الإسعافِ تعاملت مع أربع إصابات بالهلع في صفوف المستوطنين الصهاينة.

بدوره أعلن إعلام العدو عن فتح الملاجئ في مستوطنة كريات شمونة، فيما دعا رئيس بلديتها ورئيس المجلس المحلي في مستوطنات الجليل الأعلى السكان إلى البقاء قربَ الأماكن المحصّنة وعدم الخروج من المنازل.

وقامت مدفعية العدو بالاعتداء على خراج عدد من القرى، حيث استهدفت مرابض العدو في الجولان المحتل أحراج منطقة الخريبة بين إبل السقي وراشيا الفخار بقذائف المدفعية عيار 155 ملم، ما أدى إلى اشتعال حرائق كبيرة.

واستهدفت مدفعية العدو في موقع بركة ريشا الحدودي بقذائف المدفعية الثقيلة محيط تلة ارمز إلى الشمال من بلدة الناقورة في جنوب لبنان.

وعلى سهل الخيام سقطت 6 قذائف من عيار 155 ملم في منطقة مفتوحة مع تسجيل تحرك دبابتي ميركافا في موقع المطلّة العسكري.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه البيان في بيان أنه “بتاريخ 5/8/2021 وقرابة الساعة 00.45، شنّت إحدى طائرات العدو الإسرائيلي غارة جوية على طريق جسر التحرير في منطقة الدمشقية – مرجعيون، حيث أحدثت حفرة قطرها 15 متراً وعمقها 5 أمتار.

كما أغارت طائرة عدوّة مماثلة على محيط محلة الشواكير شمال مخيم الرشيدية – صور، ما أدّى إلى حدوث حفرة قطرها 10 أمتار وعمقها 4 أمتار. وتتم متابعة موضوع الاعتداءين بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان”.

بدورها، أشارت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ”يونيفيل” كانديس آرديل، إلى أنه في وقت مبكر من فجر أمس، سمع جنود حفظ السلام التابعون لـ”يونيفيل” انفجارات قوية بالقرب من صور ومرجعيون والمحمودية. ولاحقاً أكد الجيش “الإسرائيلي” أنه شنّ غارات جوية على ثلاثة مواقع في جنوب لبنان.

ولفتت إلى أن “رئيس بعثة يونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول، وعلى النحو الذي كان عليه طوال اليوم السابق، تواصل بشكل فوري مع الأطراف وحثّهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذه الأوقات العصيبة لتجنّب المزيد من تصعيد الوضع”.

وتابعت آرديل “تواصل يونيفيل التنسيق مع الأطراف والعمل مع القوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الأمن، وقد فتحنا تحقيقاً”.

وأثار العدوان الصهيوني ردود فعل لبنانية مستنكرة. وفي هذا السياق اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من قيادة الجيش على نتائج التحقيقات المتعلقة بإطلاق صواريخ من الاراضي اللبنانية التي حصلت أول من أمس والإجراءات الواجب اتخاذها في هذا الشأن، واعتبر أن “تقديم الشكوى إلى الأمم المتحدة خطوة لا بدّ منها لردع إسرائيل عن استمرار اعتداءاتها على لبنان”.

وأعلن أن “استخدام إسرائيل سلاحها الجوي في استهداف قرى لبنانية هو الأول من نوعه منذ العام 2006، ويؤشّر إلى وجود نوايا عدوانية تصعيدية تتزامن مع التهديدات المتواصلة ضد لبنان وسيادته، وما حصل انتهاك فاضح وخطير لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وتهديد مباشر للأمن والاستقرار في الجنوب”.

من جهته، طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب من وزيرة الخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر الإيعاز إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وعلّق عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل في بيان، على العدوان، فقال “مرة جديدة يتعرض الجنوب لعدوان إسرائيلي صارخ على السيادة الوطنية اللبنانية تسلل تحت جنح الليل، في انتهاك سافر للقرارات الأممية وضرب بعرض الحائط للمواثيق الدولية”.

أضاف “إننا إذ ننظر بعين الريبة إلى المحاولة الإسرائيلية الفاشلة لإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل نصر العام 2006 وفرض توازنات جديدة والسعي لخلق وقائع قديمة جديدة، ندعو الحكومة اللبنانية إلى متابعة الشكوى العاجلة إلى مجلس الأمن، ولتكن قوات يونيفيل شاهداً أمام الأمم المتحدة لفضح الجرائم الإسرائيلية وانتهاكاتها بحق لبنان ولجم تفلّت الكيان الصهيوني وتماديه في تجاوز القرارات الدولية”.

وأجرى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم اتصالاً هاتفياً بالرئيس دياب والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير وبحث معهما في الاعتداءات “الإسرائيلية” التي طالت منطقة قرى العرقوب وسهل مرجعيون والخيام وما أصاب المساحات الزراعية بسبب الحرائق التي أصابت بساتين المنطقة والتي تُعتبر مصدر رزق أساسياً ووحيداً لأبناء المنطقة.

وطالب بـ”ضرورة الكشف على الخسائر، والتعويض عن الأضرار دعماً لصمود أبناء القرى، وتثبيتهم في أرضهم، وهذا فعل وطني لأن هذه المنطقة المحاذية لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا تشكل تحدياً للعدو الذي لطالما أراد تحويلها إلى أرض خالية من أبنائها ومحروقة، ولأن الدولة هي راعية لشعبها فمن حق الناس على دولتهم الانتباه لقضاياهم الوطنية والأساسية”.

وبالتوازي أكد الوزير السابق وديع الخازن في بيان “ضرورة مضاعفة الإجراءات الاحترازية للأمن في الجنوب المعرّض لشتى المخاطر وليس أقلها النيات المبيتة لإسرائيل لهزّ الاستقرار وإضعاف مناعة الحماية التي يوفرها الجيش وقوات حفظ السلام الدولية، والتي أثبتت الظروف أنها سدّ منيع في وجه أي مطمع إسرائيلي للنيل من لبنان”.

ورأى “أن الوضع الدقيق من حولنا يحتّم جهوزية دائمة لتأمين تحصين داخلي لا يُخرق واستعجال تشكيل حكومة إنقاذية. وهنا تبدو دعوات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المتكرّرة إلى تحصين الساحة الداخلية أكثر من ملحّة لدرء المخاطر الإسرائيلية في مهبّ العواصف المتأجّجة من حولنا، والتي تلفح جوانب من وحدتنا الداخلية”، مؤكداً أن “من الضروري إبقاء لبنان في منأى عن أي تدهور أمني، لأن التفاهم الداخلي هو الضامن الأكبر والأفعل للدفاع عن الوطن من الأطماع الإسرائيلية بعد خروقاتها الجوية المتمادية فوق الجنوب والعاصمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى