أخيرة

«حسن الجوار»

} يكتبها الياس عشي

لم يعرف العرب في العصر الجاهلي قوانين مكتوبة، ولكنهم تبنّوا أعرافاً، وتقاليدَ، وعاداتٍ، نظمت حياتهم القبلية القائمة على التنقل، والغزو، لتأمين الكلأ والماء اللذين كانا العنصرين الرئيسين لاستمرار حياة القبيلة.

ورافق ذلك كله فروسيّة أخلاقية طالما كانت مادة دسمة في الفخر عند الشعراء، وقد يكون أهمّها ما تعارفت عليه القبائل وهي «حسنُ الجوار».

وماذا يعني ذلك؟

يحدث أحياناً أن يقوم أحد أفراد القبيلة بعمل شائن، فيخلعه شيخ القبيلة، فيصبح دون حماية، وتسقط عنه معادلة «في الجريرة تشترك العشيرة»، ويكون حينها مضطراً للدخول في حمى قبيلة أخرى، فيتوجه إلى أقرب قبيلة مجاورة، ويخلع عباءته، ويعلقها في مكان ظاهر، فيخرج شيخ القبيلة، ويرتدي العباءة، ويقول لصاحبها: «لك ما لك، وعليك ما عليك»، فيكتمل طقس «حسن الجوار» الذي أشبه ما يكون باللجوء السياسي الذي تتبناه الدول المعاصرة.

ماذا لو عدنا اليوم إلى تطبيق هذا العرف مستبدلين الأفراد بالدول؟ أليس من مصلحة اللبنانيين والسوريين والعراقيين والأردنيين أن يتبنّوا هذا القانون غير المكتوب؟

بلى… ولكن القرار عند الكثيرين منهم ليس من عندهم، وهنا تكمن المشكلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى