رياضة

حكاية إنجاز بارالمبي للمصري حمدتو في طوكيو تحدّى الإعاقة ولعب كرة الطاولة بأسنانه !

اختُتمت أمس في طوكيو الألعاب الأولمبية، التي وانطلقت الثلاثاء (24 آب) الألعاب البارالمبية في العاصمة اليابانية، وتنافس فيها 4400 رياضي بارالمبي، من 162 دولة، في 22 رياضة متنوعة(539 ميدالية متنّوعة).

والرياضيون المشاركون، يعانون إعاقات جسدية متعددة، وفي الوقت عينه يمارسون الرياضة بكل حرية، ويحلّقون في أداء مُبهر من دون أن يشعر من يشاهدهم بأنهم يعانون أيَّ نقص جسدي، فيختصرون قمة الإبداع والإصرار البشريَّين، ويقدّمون إلى العالم درساً في العزيمة والقدرة على التطور والمنافسة. وهم أنفسهم يشكّلون نموذجاً للصبر وكيفية الوصول إلى القمة. مع كل رياضي، وفي كل لعبة من ألعاب الدورة البارالمبية، قصة مغايرة، وحكاية جميلة. بعضهم يعاني الشلّل، لكنه ينافس في ركوب الخيل. وآخرون ينافسون في سباقات العَدْوِ على الرغم من خسارة أجزاء من أجسادهم.

وبين هؤلاء الأبطال، الذين يسطّرون دروساً رياضية وإنسانية، بطلٌ مصري خَطف أنظار العالم في الأيام الأولى للألعاب، كما خطف أنظار الصحافة العالمية، في عزيمته وتحدّيه لظروفه وإصراره على ممارسة رياضته المفضَّلة، هو إبراهيم حمدتو، الذي ينافس في كرة الطاولة (بينغ بونغ). ويلعب حمدتو كرة الطاولة على الرَّغم من خسارته يدَيه. يحضّرُ الكرة بقدمه، ويمسك المضرب بفمه وأسنانه. وفي كل جزء من حركته لا تشاهد سوى انسيابية كبيرة، وقدرة عالية على السيطرة.

ابن الـ48 عاماً قهر كل الصعوبات، وعَبَرَ نحو ما هو صعب جداً من دون أن يقول هذا مستحيل. خسر حمدتو يديه في حادث هو في العاشرة من عمره، وكان يعمل نجّاراً في دمياط. طموح حمدتو، بحسب تصريحات صحافية له، كان أن يمتلك ورشة نِجارة. ويقول البطل المصري إنه لم يتخيَّل يوماً أن يكون في المكان الذي هو فيه اليوم.

بعد أن بُترت يداه، تعرّض حمدتو لكثير من المضايقات. وبحسب ما يقول، فإن أحد أصدقائه قال له «قُمْ بشيء يمكنك فعله، ولا تقترب من أشياء أخرى». اعتبر حمدتو هذه الكلمات بمثابة تَحَدٍّ له، وقرَّر أن يقوم بشيء يغيّر حياته، فبدأ يتدرّب مع نفسه في لعبة «البينغ بونغ» على الحائط، في مركز الشباب في دمياط، مدةَ عام كامل. وأول مباراة له كانت مع الشخص الذي وجَّه إليه الكلام. يعتبر حمدتو أن أسنانه هي رأس ماله، ولم يُخْفِ يوماً كل الألم الذي تعرَّض له بعد التدريبات، لكنه تحمّله ليصل إلى حيث يسعى: الألعاب البارالمبية، «طوكيو 2020». واشتهر حمدتو بأنه أول لاعب في تاريخ دورة الألعاب البارالمبية يمارس رياضة كرة الطاولة مستخدماً أسنانه، كما نال الميدالية الفضية في بطولة أفريقيا في عام 2013. وأشادت اللجنة البارالمبية في «تويتر» بما قدّمه حمدتو، وبحضوره في الألعاب، ووصفته بأنه «مصدر إلهام للجميع حول العالم. بعد فقدانه ذراعيه في حادث، أصبح يُرسل بقدمه ويمسك المضرب ويلعب بفمه». أمّا الحساب الرسمي لـ «طوكيو 2020»، فنشر مجموعة من التغريدات لدعم حمدتو. وكتب في إحداها: «يُسعدنا مشاهدة إبراهيم حمدتو دائماً». يختصر حمدتو قصّةً من آلاف القصص في هذه الألعاب البارالمبية، فهؤلاء الرياضيون يتميزون بطريقة وصولهم إلى ما هم عليه اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى