أولى

بأمان الله «مولانا»

 نبيه بري
رئيس مجلس النواب
 

العين تدمع… والقلب يخشع.. والأنفس تُفجع مع رحيل الأنقياء والأتقياء ولن نقول

 إلُا ما يُرضي الرب فإليه ترجع الامور .

ويغيب من سكننا في حركتنا وفي سكوننا وأقام فينا بيوتاً له.

هو حارس ليلنا ونهاراتنا.

يفتح منها أبواباً للصباحات.

يَؤُمُنا لصلاة الفجر .

نتلو من راحتيه سورة النصر.

استوطن فينا وفاءً وثباتاً من أول الجرح في «عين البنية»، الى آخر السطر وليس آخره في كتاب المقاومة في مارون وبنت جبيل وميس الجبل والخيام وكل القرى والدساكر .

هو رجع الصدى «لموسى»: «إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام».

ويرحل الامام الشيخ عبد الأمير قبلان ظلاً من ظلالِ «الصدر» يسمو ويرتقي الى جوار من لا تضيع عنده الودائع .

ظلٌّ لن يحتجب سيبقى وارفاً بالصوت والصدى «أن اعدلوا قبل ان تفتشوا عن وطنكم في مقابر التاريخ».

سيبقى وارفاً بالدعوة الى الوحدة… ثم الوحدة… ثم الوحدة، فهي سر قوتنا وقيامتنا وانتصارنا .

سيبقى وارفاً بالدعوة الى سبيل الله والى سبيل الوطن، «فحب الاوطان من الايمان».

سيبقى وارفاً متوّهجاً فكراً رسالياً معتدلاً حوارياً خانقاً لكلّ فتنة في مهدها.

سيبقى ظلاً لا بل «مولى» لكل المقاومين .

أخي ورفيق الدرب «مولانا الشيخ عبد الامير»، أنت كما أنت مذ عرفتك لا تُحب الألقاب… عرفتك مفاجئاً مداهماً محبباً لأمكنتنا ومخابئنا وإجتماعاتنا وساحات حركتنا .

ها أنت اليوم كما أنت تداهمنا وتفاجئنا فتفجعنا بارتحالك وترحالك الى جوار من أحببت من الشهداء والاولياء والصديقين .

الله حق… الموت حق… وما الموت الا الفصل الأخير من حياة الكبار… وأنت من خيرة الكبار .

في وداعك «مولانا» الشيخ عبد الامير، لك مني ومن كل إخوانك في الجهاد وفي الوطن والمواطنية الوعد والعهد بأن نكون كما عهدتنا مقاومين عند حدود الوطن، وفي الداخل رسل وحدة وحوار وتعايش .

عهدنا ان يبقى جسدك الذي كان تراباً يمشي… بأن يصبح تراباً تشرئب منه أشجار بحجم قامتك الكبيرة نعلّق عليها ابداً ودائماً فاتحة الكلام .

وآخر الكلام مني اليك

أيها الحبيب الصديق:

بأمان الله «مولانا» في منزل صدق في علييّن وفي رعاية الله وحفظ مليك مقتدر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى