عربيات ودوليات

73 عاماً على تأسيس كوريا الديمقراطية الشعبية واقع صمود ونهوض يدحض الدعاية الغربية

تصادف اليوم، الذكرى الـ 73 لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، (9 أيلول 1948) ويحتفل الشعب الكوري بهذه الذكرى بوصفها عيداً للاستقلال، ولأنها ثمرة نضال وتضحيات الكوريين ضد الاحتلال.

منذ أن تأسّست جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وهي تتعرض للحصار الظالم، وللحملات المغرضة من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، غير أن كوريا الديمقراطية بقياداتها المتعاقبة، منذ المؤسس الرئيس الراحل كيم إيل سونغ، إلى الرئيس الراحل كيم جونغ إيل، إلى الرئيس الحالي كيم جونغ أون، شكلت جبهة مواجهة متراصة في مواجهة القوى الإمبريالية والاستعمار، وحصنّت نفسها من خلال التركيز على قضايا الناس والاكتفاء الذاتي اقتصادياً وعلى الصعد كافة، إضافة إلى الاهتمام ببناء القدرات العسكرية الكبيرة لمواجهة الأخطار.

نجحت كوريا الديمقراطية على مرّ العقود في إفشال المخططات التي استهدفتها، وذلك بفضل التفاف الشعب حول قيادته التي وفرّت له كل الظروف التي تمكنه من الصمود بوجه الضغوط والحصار.

وبعد أن فشل الغرب في تطويع كوريا والنيل منها، فإنه جنّد وسائل إعلامه وأبواقه لتشويه صورة كوريا الديمقراطية، عبر الزعم بأن الناس في كوريا بلا مأوى وعاطلين من العمل ولا ضمان لحقوق الإنسان!!

مزاعم الإعلام الغربي هي بخلاف الواقع تماماً، فحين نريد معرفة مدى تقدم أي مجتمع أو بلد، لا بد من الإطلاع على أمور أساسية نقيس من خلالها التقدم أو عدمه، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن كوريا الديمقراطية تهتم كثيراً بالناشئة، تلامذة وأطفال، فالدولة الكورية توفر لهم كل المستلزمات للتعلّم، ومدارسهم كناية عن قصور، وتقيم لهم المخيمات في الأماكن الرائعة أو في المعالم المشهورة، تحت شعار «أفضل شيء إلى الأطفال!».

إضافة إلى ذلك، فإن مواطني أي بلد متحضّر، سيدهشون أيما دهشة، إذا عرفوا أن كوريا الديمقراطية مارست التعليم الإلزامي المجاني الشامل منذ عام 1959. لقد طبق هذا البلد التعليم المجاني بدءاً من التعليم الإلزامي قبل المدرسي والتعليم الابتدائي والثانوي حتى التعليم العالي، وفي عام 2012، صدر قانون يقضي بتطبيق التعليم الإلزامي العام لاثنتي عشرة سنة.

كما أن كوريا الديمقراطية توفّر الظروف الحياتية والثقافية والمستقرة لشعبها، وهي من الدول القلائل التي أصدرت منذ عام 1946 «قانون المساواة بين الجنسين»، وطبقت نظام العلاج المجاني مطلع عام 1953، (أثناء الحرب الكورية 1950 – 1953).

في السنوات الأخيرة، شهدت بيونغ يانغ نهضة عمرانية واسعة وإقامة العديد من الشوارع المهمة، شارع تشانغزون، شارع وونها للعلماء، منطقة ويسونغ السكنية للعلماء، شارع ميراي للعلماء، وشارع ريوميونغ وغيرها الكثير الكثير، كما شهدت بقية المدن والأرياف حركة مماثلة تمثلت ببناء المساكن على حساب الدولة وتم توزيعها على عاملين عاديين بلا مقابل.

في عام 2012، زار أحد الأجانب برفقة صديق له، منزلاً جديداً لأحد العمال االكوريين في شارع تشانغزون وسأله كم سعر هذا المنزل؟ غير أن العامل الكوري لم يجبه على السؤال، لأنه لا يعرف السعر، والسبب هو أن الدولة الكورية هي التي شيدت المنزل ومنحته للعامل من دون مقابل.

الشخص الأجنبي عاد إلى بلاده، وقال لأصدقائه أن الكوريين لا يعرفون أسعار مساكنهم، فهم يحصلون عليها بلا مقابل، كما لو أن ذلك حق من حقوقهم. أمّا صديقه فقال: الكوريون يستلمون من الدولة الكثير من المنافع مجاناً من دون دفع أي فلس.

الأمثلة الآنفة الذكر، تعكس صورة جلية وواضحة عن واقع كوريا الديمقراطية الشعبية التي على رغم أنها لا تملك أمولاً طائلة، لكنها تضع على كاهلها زيادة رفاهية أبناء الشعب على رأس سلم أولويات نشاط الدولة.

أمّا الغرب فهو لا يريد أن يعترف بهذه الحقيقة، بل ينهمك في نشر الدعايات الخبيثة ضد كوريا الديمقراطية، في محاولة منه لتشويه صورتها، فقط لأنها تهتم بشعبها وتطبق مبدأ العدالة الاجتماعية وترفض الخضوع للمشيئة الغربية ـ الاستعمارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى