حديث الجمعة

إمرأة التفاصيل

التفاصيل باتت متعبة، وها أنا أستحيل الى امرأة التفاصيل …

امعن النظر في لوحتي البيضاء طويلا، و اراقب تنهدات الاوراق بجانب سريري، ثم انظر الى اعلى و الى اسفل.. افتش عن اللاشيء في الشيء … وادور ادور ادور حول نفسي، اصرخ فأسمعني وحدي، ابكي واضحك، اهجر وأصل، دقيقة حتى في اختيار لون دمعي.

من قال ان الدمع لا لون له، ومن قال ان لا لون للضحكة، ازداد شوقا، و اهيم بحب قاتل، احلل جرائمه التي ارتكبها امامي، فأتذكر ما فعل خطوة بخطوة، و انا مسحوبة اللسان، يُطبق على فمي بيد و يرتكب جريمته بيد اخرى، و كأن أصابعه مُعدة للاهتمام بكل شيء بذات الوقت.

حتي أني في لحظتها، أتذكر شاله الاسود و جرابه الذي ثقبه كمنظار، و كؤوس الفودكا التي انفجرت بكاء في وحدتي.

ودمي الذي سال دون ان يراه.. دمي الذي اصبح مرهما شافيا لجروحه العقيمة. كيف أشرح له أنني متعبةٌ من الطريق والناس والأحلام، وحذري وترددي.. وقلة الحيلة، ومتعبةٌ من الغد وهو لم يأتِ بعد، ومن الأمسِ وهو قد انتهى، والأيام والوعود.. وصبري وطولة بالي، ومن التعقّل والتأنّي، والغضب ونوبات الجنون.. دون أن يشعر أنّي دراما؟

ميساء الحافظ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى