أولى

كيف عرفوا بنزاهة القاضي؟

مع أهمية النقاش السيادي في معنى أن يصدر نواب في الكونغرس الأميركي بياناً لتأييد قاض لبناني، يبقى السؤال عن الكيفية التي أمكن لنواب الكونغرس الأميركي التحقق عبرها من الخلاصة التي تضمّنها بيانهم للإشادة بنزاهته؟

الفرضية الأولى انّ النواب لا يعرفون شيئاً سوى أن القاضي يخوض إعلامياً مواجهة مع حزب الله، وأنّ عليهم مساندته، وهذا مهمّ لجهة أن يعرف كلّ لبناني مسؤولاً كان أم غير مسؤول انّ ايّ مواجهة تخاض مع المقاومة لا تبقى داخل الجدران اللبنانية، بل تقدّم مؤونة لحساب جهة لا يهمّها الصحّ والخطأ بقدر ما يعنيها العبث بالداخل اللبناني وتشجيع الفتن والانقسامات.

الفرضية الثانية أن يكون النواب على معرفة لصيقة بالقاضي وبملفاته ولذلك فهم لا يخاطرون او يغامرون بإعلان دعم قاض قد يخيّب آمالهم بالمسار الذي يسلكه والنتائج التي يتوصّل إليها لأنهم يدركون انّ الأمر يدور في بلد حساس في مفهوم الأمن الذي تقع في صدارته الإلتزامات الأميركية بأمن «إسرائيل» ويهدّدها سلاح المقاومة، وبالتالي هم تحققوا قبل بيانهم من أنّ القاضي ماض في مواجهة حزب الله وإزعاجه، وفي ذلك بالحدّ الأدنى رسم أسئلة حول مصدر هذه الثقة وما اذا كانت تأكيداً للنزاهة ام طعناً بها؟

الفرضية الثالثة أنّ أعضاء الكونغرس لا يعرفون القاضي لكن التقارير الواردة من بيروت حيث تتابع السفارة الأميركية الملفات والقضايا اللبنانية، تؤكد أن القاضي جدير بالثقة، ويجب تحصينه بالدعم لتشجيعه على المضيّ قدماً في زمن يشك فيه حلفاء واشنطن بصدقية توفيرها للمساندة لهم، وهذا يعني اننا نتحدث في السياسة وليس في القانون.

مهما كانت الفرضيات سيبقى البيان الأميركي شهادة ضد القاضي حتى يخرج بوضوح واصفاً هذا التدخل الأميركي المشين بمحاولة التأثير على المسار القضائي وانتهاكاً لاستقلال عمل القضاة وللسيادة فهل يفعل…؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى