أخيرة

ضجيج

الشعب اللبناني هو شعب ذكي جداً، بل ربما من أذكى شعوب الأرض، يعرف من أين تؤكل الكتف، أينما ذهب يتفوّق ويصبح مميزاً، حتى سياسييه، اتفقت معهم او اختلفت… أذكياء، لماذا وهم على هذه الدرجة من الذكاء يفشلون في اختيار بدائه الحلول لأزمتهم… على سبيل المثال…

*الكهرباء… بحاجة الى استثمار بليون أو بليونين من الدولارات، لتوفير مبلغ مماثل سنوياً، استثمار ليس له مثيل… *الدواء… بحاجة الى استثمار بليون دولار لتوفير بليون دولار سنوياً. *تكرير النفط… ليس بحاجة لاستثمار أيّ شيء… دول وشركات جاهزة لتشغيل ذلك، وما على لبنان سوى جني الأرباح. *إعادة إعمار الميناء… *إنشاء شبكة مواصلات وسكك حديد تجارية ومدنية تدرّ مبالغ طائلة على الدولة…؟

أين اللغز…؟ ولماذا يحجم لبنان الذكي عن تحقيق النهوض؟ ويصرّ على الانكفاء والمعاناة الماسوشية؟ الجواب بسيط… منذ انتصار المقاومة، قرر العقل الشيطاني الصهيو ـ أميركي، وباستعمال أدوات أعرابية وأدوات محلية، من محبّي الحياة، ومحبّي بدنا نعيش… بكرامة أو بدون كرامة، مش فارقة… قرّر أن يغرق البلد في بحبوحة مصطنعة تثير كلّ علامات الاستفهام… فوائد مرتفعة ليس لها مثيل! الهدف… تعويد الناس على سهولة العيش وجني الأرباح… يترتب على ذلك كأثر جانبي… قتل الإنتاج… ثم حينما يحين الحين وتأتي ساعة الحساب… نسحب كلّ هذه الامتيازات وكلّ تلك الربحية السهلة… بل ونشلّح الناس حتى أصول أموالهم… والجهاز المصرفي وأصحاب القرار المالي بيد أدواتهم في الداخل… مع توقع ان يقوم الشارع بتحميل المسؤولية للمقاومة، يساعدهم في ذلك سيطرة شبه مطلقة على الإعلام، هل نجحوا في ذلك؟ جزئياً ومرحلياً… ودعونا ننتظر… لأنك لا تعوّل على مَن يحب الحياة بكرامة أو بدونها… فسيكون أول الهاربين حينما يحمى الوطيس… هكذا كانت أدوات الغرب، وهكذا ستكون، ضجيج بلا طحين…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى