أولى

استقالة الحريري من الحياة السياسية حلقة مستمرة من الحرب على لبنان!

} عمر عبد القادر غندور*

   لا يمكن للمترقب والمتابع لخط الزلازل السياسية في لبنان ان يتجاهل قرارا ذاتيا اطلقه الرئيس سعد الحريري وفيه يعلن انسحابه من الحياة السياسية بعد سبعة عشر عاما تعيسا من حياة الوطن.

   في خطاب الاعتزال هذا، قال سعد الحريري ان مشروع والده يختصر بفكرتين… الاولى منع الحرب الاهلية في لبنان، والثانية حياة افضل للبنانيين ولم انجح في الثانية.

    واوضح ما قاله الحريري في اطلالته الوداعية، ان منع الحرب الاهلية فرض عليّ تسويات من احتواء لتداعيات 7 ايار الى اتفاق الدوحة، الى زيارة دمشق الى انتخاب ميشال عون الى قانون الانتخابات وكل هذه التسويات اتت على حسابي وكانت سبب خسارتي لثروتي الشخصية وبعض صداقاتي الخارجية والكثير من تحالفاتي الوطنية وبعض الرفاق وحتى الاخوة.

    الا ان الرئيس الحريري قفز فوق حادثة اعتقاله في الرياض واستقالته من رئاسة الحكومة من الرياض،  حيث طُلب منه انهاء حياته السياسية!

ولعل هذه الحادثة تختصر معاناته كلها لان فيها من التفاصيل ما يبرر قرفه، وما لم  يقله واشار اليه بغموض ان بعض هذه التسويات اغضبت من يريد الحرب الاهلية في لبنان وقد رفضها (وهو موقف يُشكر عليه)

    وفي بعض التسويات التي سبقت “خطاب الاعتزال” الطلب اليه الايعاز الى تياره الاقتراع للوائح التي يتقدم بها رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع واللواء اشرف ريفي وفؤاد مخزومي وبهاء الحريري !!

   وعلم ان الرئيس سعد الحريري ابلغ محدثيه انه لن يستجيب لهذا الطلب الذي يسعى الى نزاع سني شيعي وانه لن يكون ابدا اداة لهذه الرغبة ايا تكن تداعياتها، وقال ان الرسالة التي تبلغها عام 2017 لم يفهمها في حينه، بينما فهمها ابن عمتي نادر وابتعد وانا فهمتها متأخرا.

ويُفهم من هذا السياق ان المؤامرة على لبنان، ومن ارهاصاتها جريمة مجزرة الطيونة، وحادثة خلدة ، والزيارة الكويتية الى بيروت التي حملت شروطا تأديبية للدولة اللبنانية، والتي يمكن تسميتها بالغارة، والحملات الاعلامية المبرمجة والممولة بالنقد الاخضر على المقاومة، ولعل سعد الحريري اضاء على ما ينتظر لبنان عندما قال “انا بقتنع بأنه لا مجال لاي فرصة ايجابية في ظل التخبط الدولي والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة هو من دفعني الى الاعتزال.

    وكان لافتا صباح زمس٦ الاربعاء ما قالته صحيفة نيويورك تايمز على لسان “باحث في الشأن السياسي قال: لا اعتقد ان غياب الرئيس الحريري عن المشهد السياسي سيترك فراغا يمكن ان يصدم تيار المستقبل ومؤيديه ويسبّب انزعاج حلفائه السياسيين، وهذا القرار لا يعني انتهاء حياته السياسية بل هو تعليق مؤقت لها، لان الظروف الحالية غير مؤاتية لتيار المستقبل لاسيما في ما يتعلق بعلاقته غير السوية مع السعودية وهو لا يريد ان يخوض نزاعا جديدا مع الرياض ولا صراعا انتخابيا غير مضمون ولدينا الكثير من الاسماء المطروحة لتشغل مكانه.

    ونحن نقول وبكل وضوح: حان الوقت للاقلاع عن تسمية السنة بالطائفة لان المسلمين بكافة مذاهبهم امة اسلامية واحدة تصديقا لقوله تعالى «مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ » وكفى التعامل مع المسلمين بالمفرق، واذا خرج الرئيس الحريري من الحياة السياسية فلن تتعطل مسيرة المسلمين السنة وفيهم طاقات وكفاءات وقدرات ورجال تنهض بالمسؤوليات والواجبات.

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى