حديث الجمعة

سؤال دائما يُطرح ..

هل أنت وحدك…؟!

علماً أنني في رحم أمي لم أكن وحدي، «كنت توأم»

 أحب الحيّاة الاجتماعية.

أحب ضوضاءَ المدينة وعشت فيها أجمل حياتي وأعشق صراخ الباعة وعجقة السير… أحب جمال الرّيف وطبيعة أهل القرية وأنا ابنة هذا الرّيف الجميل… أحب نهر قريتي يتدفق فيه ماء الحياة… والوادي والجبل أعشق سنديان بلادي… أشتاق لضجيج البيت وفوضى الأبناء ومتطلباتهم…

وأعشق الهدوء أحياناً لأتصفح ذكرياتهم. وأعيد أحاديثهم

أحب كل هذا التضاد وأعيشه.

ما اخترت أبي وأمي ولم أختر اسمي ولا بلدي ولا ديني.. لم أختر مدينتي.. لست مخيّرة وأبنائي ليسوا لي.. أبناء الحياة..

ولكن.. أحببت أخطائي التي علمتني الصحيح، بعدها

أحببت جارةً من أسوأ الطباع والصفات. لأنها علمتني أن أبتعد عن كل صفاتها..

أحببت من انتقدني.. كي أرى نفسي بعينيه وأتفحص نفسي..

أحببت مرضي مرات ومرات. تشكرت ربي وأنا أتربّع عرش الصّحة والعافيّة..

لستُ وحدي فكل ما حولي ذاتي المتصلة بالذات الإلهيّة التي أتغذى منها وتصلني بكل العالم المحب.. الوحدة ليس أن تكون وحيداً في مكان وليس أمامك أو معك أحد، الوحدة أن تكون بين مجتمع كبير جداً، وترى فيه نفسك وحيداً بعقلك وفكرك وإحساسك.. فأنا معكم ومعي كل العالم المحب وأراهم بروحي وأبعث لهم محبتي… أحب نفسي بكل ما فيها أبيض وأبيض حتى لو رأيته أسود… تحياتي. فروحي متصلة معكم أنتم أعز الناس والأصدقاء والأبناء.

فلا تكونوا وحدَكم. ولو كنتم وحدِكم.

أنا لستُ وحدي….

سهيلة الحاج

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى