أخيرة

من ذاكرة الحرب على سورية

} يكتبها الياس عشّي

لم يعد دراكولا شخصية وهميّة، فلقد رأيته رجلاً من لحم ودم، يتجوّل في أروقة الجامع الأموي في حلب، وفي درعا وحمص ودير الزور وإدلب ودير الزور، وبين أماكن العبادة، وفي المدارس والروضات والحدائق العامة، ويزرع الخوف في عيون الأطفال والنساء والشيوخ .

رأيته ينتزع أجنحة العصافير والفراشات، ويصادر الياسمين من شرفات البيوت الشامية القديمة .

ولكني رأيته مرتبكاً وعاجزاً عن مصادرة الذاكرة السورية، وتدميرها، وأخذها إلى عالم افتراضي لا وجود له إلّا بين نابيه الغارقَين في الدم .

لم يستطع دراكولا، على سبيل المثال، أن يلغي من ذاكرة السوريين قصة البطريرك غريغوريوس حدّاد الذي رهن أوقاف البطريركية الأورثوذوكسية، وباع أواني الكنيسة الذهبية وصليبه الماسي الذي أهداه له قيصر روسيا، وذلك بعد مجاعة “سفر برلك”، كلّ ذلك لشراء القمح، وإطعام الجياع بغضّ النظر عن الدين والمذهب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى