الوطن

لبنان تحت هول مأساة زورق الموت في بحر طرابلس ودعوات لكشف ملابسات الجريمة ومعاقبة المتسبّبين بالفاجعة

عاش لبنان في نهاية الأسبوع الماضي تحت هول مأساة زورق الموت الذي غرق بركابه قبالة شاطئ القلمون في الشمال، ما أدّى إلى  وفاة 6 أشخاص بينهم طفلة وفقدان 33 آخرين  من الجنسيتين اللبنانية والفلسطينية.

وأعلن الجيش اللبناني أن القوات البحرية التابعة له تمكنت من إنقاذ 48 شخصاً بينهم طفلة متوفية كانوا على متن المركب أثناء محاولة تهريبهم بطريقة غير شرعية.

وأصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً حول الحادث جاء فيه “بتاريخ 23 / 4 / 2022 تمكنت القوات البحرية التابعة للجيش حتى الساعة من إنقاذ 48 شخصاً بينهم طفلة متوفية كانوا على متن مركب تعرّض للغرق أثناء محاولة تهريبهم بطريقة غير شرعية، قبالة شاطئ القلمون – الشمال، نتيجة تسرّب المياه  بسبب ارتفاع الموج وحمولة المركب ‏الزائدة. وقد عملت القوات البحرية بمؤازرة مروحيات تابعة للقوات الجوية وطائرة “سيسنا” على سحب ‏المركب وإنقاذ معظم من كان على متنه حيث قُدمت لهم الإسعافات الأولية ونُقل المصابون منهم إلى مستشفيات المنطقة، فيما تواصل القوى عملياتها براً وبحراً وجواً  لإنقاذ آخرين ما زالوا في عداد المفقودين. وقد تمَّ توقيف المواطن (ر.م.أ) للاشتباه بتورطه في عملية التهريب .بوشرت التحقيقات باشراف القضاء المختص”.

وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تابع منذ ليل السبت التفاصيل المتعلقة بحادثة غرق الزورق  واطّلع على وقائع عمليات إنقاذ ركاب الزورق الذين نجوا من الغرق وتأمين العلاج اللازم لهم. وطلب عون من الأجهزة القضائية والعسكرية المعنية فتح تحقيق في الملابسات التي رافقت غرق الزورق.

وتوجه رئيس مجلس النواب نبيه برّي بأحرّ التعازي من ذوي الضحايا، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل، وداعياً السلطات الأمنية والقضائية المختصة “لإجراء تحقيقاتها بسرعة وشفافية مطلقة وكشف ملابسات هذه الجريمة المتمادية بحق أبناء الشمال وعاصمتها الفيحاء طرابلس، وإنزال أقصى العقوبات بحق المرتكبين ولا سيما أنها ليست الجريمة الأولى التي ترتكب ويدفع ثمنها اللبنانيون غالياً على متن قوارب الموت وعلى أيدي المجرمين من تجار الأزمات”.

 وأضاف “إن العزاء الحقيقي في هذه اللحظات الحزينة أن يسمع جميع المسؤولين في لبنان على مختلف مواقعهم خصوصاً من هم في السلطة التنفيذية والوزارات المعنية لصوت أبناء طرابلس والشمال المفجوعين بفلذات أكبادهم من أجل مقاربة حقيقية تضع حداً لحرمان هذه المنطقة العزيزة من لبنان وإنقاذ أبنائها الشرفاء والطيبين من مصيدة الموت المجاني هذه”.

 وختم برّي “هي لحظة يجب أن تكون وطنية جامعة ويداً واحدة لمؤازرة أبناء طرابلس”.

وتابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي قضية غرق الزورق وأجرى للغاية اتصالاً بقيادة الجيش للاطلاع على ملابسات الحادث طالباً استنفار الأجهزة المختصة لإنقاذ الركاب. كما أجرى اتصالاً بالوزير حميّة لاستنفار جميع المعنيين في مرفأ طرابلس للمساهمة في عملية الإغاثة. وأصدر ميقاتي مذكرة أعلن فيها الحداد الرسمي على الضحايا.

ويعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري للبحث في موضوع غرق الزورق قبالة شاطئ مدينة طرابلس وتداعياته إضافةً إلى البحث في الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية.

وكان حميّة تفقد أعمال الإنقاذ التي تقوم بها وحدات البحرية التابعة للجيش اللبناني والفرق الطبية التابعة للصليب الأحمر اللبناني والجمعية الطبية، واطلع منهم بشكل مباشر على أعمال إنقاذ الناجين من المركب وقال إنها “فاجعة أصابتنا جميعاً وأبناء طرابلس المفجوعون هم أهلنا وتعجز الكلمات عن التعبير ووصف الحادث المأسوي الذي أصابنا جميعاً في هذا الوطن”.

وعلّق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على حادثة غرق المركب، وقال  “يجب أن نتوقف عند المأساة المؤلمة والمحزنة التي حصلت بالبحر قبالة مدينة طرابلس”، داعياً إلى “ التحقيق السريع في هذه الحادثة لأن ما يُنقل ويقال أمر خطير جداً، ويجب تحديد المسؤوليات ومحاسبة المسؤولين”، كما دعا “الوزارات والحكومة للوقوف إلى جانب العائلات المصابة في مأساتها”

وختم “كالعادة نحن في حزب الله جاهزون لأي شيء يُمكن أن يُلملم الجراح نحن جاهزون ولن نتوانى على الإطلاق”.

وأسف الوزير السابق وديع الخازن في بيان، لـ”غرق مركب الموت قبالة شواطىء طرابلس”. وتقدّم بأحرّ التعازي من ذوي ضحايا، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل. ودعا “السلطات الأمنية والقضائية إلى أن تبادر سريعاً في تحقيقاتها لكشف ملابسات هذه الجريمة التي ألبست أبناء الشمال وعاصمته الرداء الأسود، وإنزال أشد العقوبات بحق المرتكبين، وطمأنة النفوس، تفادياً لأي انتكاسة في الشارع قد تؤثر سلباً على استحقاق الانتخابات التشريعية”.

وختم “أمام هول هذه الجريمة النكراء، فلتكن وقفة وطنية جامعة، ويداً واحدة لمواساة أبناء الفيحاء والشمال الذين هم أيضاً أبناء هذا الوطن المنكوب”.

وأسف مجلس نقابة محرّري الصحافة اللبنانية، لـ”نبأ غرق الزورق الذي كان يحمل مهاجرين هاربين من مأساة الوطن ومعاناة أبنائه”، معتبراً ان “هذه الفاجعة الوطنية دليل إضافي على حجم المأساة في بلد يدفع أهله كل يوم ثمن الأزمة والتخلي والضياع”.

 وقال في بيان “صحيح أن الحادثة ليست الأولى من نوعها، خصوصاً في مدينة طرابلس التي دفع ويدفع أهلها الغالي والرخيص في سبيل عيشها بكرامة، لكن تكرارها يُعبّر عن الآفاق المسدودة أمام أبناء هذه المدينة العزيزة، ما يجبرهم على المغامرة بكل ما يملكون مادياً ومعنوياً، معلقين الآمال على حياة أفضل خارج الوطن، وقد تبيّن أن بعض هذه الآمال هي مجرد أوهام، لكنها تفتح أمامهم سبل عيش أفضل مما يقاسونه في مدينتهم الغالية”.

 وختم “إن نقابة محرّري الصحافة اللبنانية التي تحفظ لطرابلس دورها البارز في حياة الوطن، تُعبر عن بالغ الأسف والألم لما أسفرت عنه هذه المأساة وتعزي بالضحايا الأبرياء الذين سقطوا، وتحث من جديد جميع المسؤولين في لبنان عموماً، وفاعليات طرابلس والشمال خصوصاً، على بذل المزيد من الجهد من أجل توفير حياة كريمة لأبناء المدينة وفقرائها على وجه الخصوص، ما يحول دون تفشي اليأس في صفوفهم ودفعهم إلى المغامرة بحياتهم وحياة أطفالهم ويحفظ لطرابلس كرامتها وعيشها الكريم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى