الوطن

المرتضى: لا احتلال إيرانياً في لبنان بل لقاء يرتكز إلى السيادة والحرية والمقاومة

أعرب وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى عن خشيته أن يكون مدّعو السيادة «مكلّفين من الاحتلال المدحور للتشويش على المقاومة»، مؤكداً عدم وجود احتلال إيراني في لبنان «بل لقاء لبناني إيراني يرتكز إلى القيم ومنها السيادة والحرية ومقاومة الظلم ونصرة المظلوم وجبه العدوان».

كلام المرتضى جاء خلال رعايته احتفال ملتقى الجمعيات الأهلية في صور ومنطقتها لمناسبة الذكرى السنوية لتحرير مدينة صور ومنطقتها، تخلله تكريم كوكبة من الأسرى المحرّرين من سجون العدو الصهيوني وذلك بحضور النائبة عناية عزالدين وحشد من القيادات اللبنانية والفلسطينية والإعلامية والتربوية.

وتوجه المرتضى إلى أهل صور بالقول «الانتصار لديكم يا أهل صور لم يقتصر على دحر الاحتلال الإسرائيلي وإرساء معادلة النار بالنار لحماية لبنان وشعبه وثرواته، فإن ثمة انتصاراً أهم في قاموسكم وفي سجلكم، يقتضي على اللبنانيين أينما كانوا أن يستهدوا به، هو الانتصار على كل عوامل التفرقة والانقسام في مجتمع متمايز متعدّد يضم مواطنين من أديان ومذاهب مختلفة ومن طبقات اجتماعية متفاوتة وانتماءات حزبية وعائلية متنوعة».

وتابع «إنه المثال الصالح والأنموذج الحيّ والصورة البهية عن الوطنية الحقّة، وعن التنوع ضمن الوحدة، وعن ثقافة التمسّك بالآخر والحرص عليه. هذا المجتمع، بل هذا المصهر الإنساني، أعطى الانتصار بعداً آخر، لأنه شكل النقيض الواضح للمفاهيم التي قام عليها الكيان المغتصب».

وعن الواقع الحالي الانتخابي قال «ألزمت نفسي في خلال الأيام القليلة الماضية، بالاستماع إلى بعض الخطابات الانتخابية لبعض السياسيين والمرشحين، وبخاصة أولئك الذين يصفون أنفسهم بالسياديين والمعارضين. كنت أعلم أن لهذا الموسم طقوسه ولغته، وأن النبرة العالية واحدة من وسائل التحفيز على الاقتراع أو اكتساب الأصوات، لكنني لا أكتمكم أنني لم أتوقع البتة أن تنصب مدافع الكلام وتصوب بنادق الحناجر، وترتفع سواتر الشعارات، بهذه الكمية الباهظة عدداً وآليات، وأن تُحدّد إحداثيات القصف اللفظي بصورة شبه دائمة إلى اتجاه معين هو المقاومة وبيئة المقاومة. ولقد زادني هذا الأمر إيماناً بأنه لو قُيّض  لنا قانون انتخاب نسبي يعتمد فيه لبنان كله دائرة واحدة، لما كان هؤلاء الخطباء المرشحون يتوجهون إلى جمهور اللبنانيين بالخطاب عينه، بل كانوا لينظروا إلى الانتخابات كاستحقاق دستوري يتنافس فيه المتنافسون على كسب ودّ جميع اللبنانيين بالاستناد إلى المشاريع لا إلى الافتراءات والتخرّصات».

وأردف المرتضى «على أن الأهم الذي يخلص إليه المستمع الحيادي من كل تلك الخطابات، هو التشوش الذي يعتري مضمون المصطلحات، كالسيادة والحرية والصديق والشقيق والعدو والتحرير والاحتلال، فإنّ مضامينها تختلط وتلبس على أفواه هؤلاء معاني بعيدة عن أصلها حتى التناقض. ولست أبتغي ههنا تفنيد ذلك، لكنني أسأل من ينبرون للتصدي للاحتلال الإيراني الموهوم أين هو هذا الاحتلال؟ ثم أين كنتم أنتم ووطنيتكم وحميتكم عندما كان ثمة احتلال فعلي لا وهمي، هو الاحتلال «الإسرائيلي» جاثماً على صدر الجزء الأعزّ من وطنكم؟، لماذا لم تفتحوا حينها فاهكم باعتراض أو تنشئوا جبهة أو مجلساً تنبروا من خلاله للمقاومة والتحرير؟ أخشى ما أخشاه أن يكون جُلّ ما في الأمر تكليف لكم من الاحتلال المدحور للتشويش على المقاومة التي قهرت وبيئتها هذا الاحتلال؟».

وتوجه إلى اللبنانيين، قائلاً «لا يُضلّلكم ضال مضلّ. الحقيقة أنه ليس ثمة احتلال إيراني في لبنان بل لقاء لبناني إيراني يرتكز إلى القيم ومنها السيادة والحرية ومقاومة الظلم ونصرة المظلوم وجبه العدوان، وهذا غير مرتبط بطائفة من دون أخرى، بل هو لكلّ اللبنانيين والإيرانيين على السواء، بل بالأحرى لكلّ العرب  خصوصاً للشعب الفلسطيني المقهور داخل الأرض المحتلة وفي الشتات».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى