أولى

هل يمكن لروسيا إعلان التعبئة العامة؟

نضال حمادة ـ باريس

تقدّم الجيش الروسي في ايزيوم وسيطر على تل استراتيجي في popasna، هذا التقدّم يفتح الطريق إلى مركز نقل كبير للجيش الأوكراني وهو خط إمداد حيوي للقوات الأوكرانية في دونباس.

هذا انتصار كبير للعملية الروسية بعد قتال عنيف مع اللواء 24 لفيف الميكانيكي الأوكراني المسلح بالدبابات والمدفعية الميدانية ومدافع الهاون والعربات المدرّعة الثقيلة والأسلحة المضادة للدبابات والمتحصن والمتخندق جيداً في تلك المنطقة .

من ناحية أخرى تقدّم الجيش الأوكراني في محيط خاركييف ويقترب من تأمين المدينة من القصف المدفعي.

في موضوع التعبئة العامة في روسيا الذي يتوقع البعض إعلانه غداً أبقى على الحياد واستبعد حصول ذلك الأسباب التالية:

هناك عقيدة عسكرية روسية دمّرت ايّ بنية تحتية للتعبئة العامة سوف تكون هكذا تعبئة محفوفة بالمخاطر الاقتصادية والتقنية والعملية والشعبية والأمنية.

مشكلة التعبئة الشاملة هي أنّ روسيا ليس لديها القدرة على القيام بذلك بشكل صحيح. كان هذا ممكناً للاتحاد السوفياتي، في حين أنّ روسيا لا تستطيع ذلك على الإطلاق.

تمّ تصميم العقيدة العسكرية السوفياتية للتعبئة الشاملة. من الناحية العملية، كان هذا يعني أن الجيش والبنية التحتية العسكرية كانت جاهزة للتوسع السريع والهائل في رتبها وتدفق أعداد كبيرة من المجندين غير المدرّبين أو غير المدرّبين تدريباً جيداً.

حافظ الجيش السوفياتي على بنية تحتية مكلفة لمرافق التدريب (لتدريب الجنود) والمدارس العسكرية (لتدريب الضباط). بما أن كادر الضباط سيعاني من خسائر فادحة، كان على الاتحاد السوفياتي تدريب ضباط جدد من المدنيين في تلك المدارس.

في العام ٢٠٠٧ أطلق وزير الدفاع الروسي يومها (اناتولي  سيرديوكوف) إصلاحاً معقولاً لإنشاء جيش محترف (مقاول) جاهز دائماً للصراع. لكن في الممارسة العملية، كان هذا يعني أنّ العقيدة العسكرية تغيّرت كما انّ المبدأ الجديد لم يتضمّن خيار التعبئة الجماهيرية على الإطلاق، وبالتالي أنهى كلّ البنية التحتية السوفياتية للتعبئة العامة.

أميل هنا الى أنّ بوتين قد يعلن تعبئة جزئية وانّ الجيش الروسي سوف يتخذ موقفاً دفاعياً في المناطق التي يسيطر عليها وسوف يغلق البحر على أوكرانيا مع إبقاء الأزمة مفتوحة لا حرب ولا سلم حتى إيجاد حلّ مع القيّمين على اوكرانيا

في واشنطن ولندن.

قد تلجأ موسكو إلى إزعاج واشنطن في فتح خطوط دعم تسلحي نوعي في الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية.

قد نرى أنظمة دفاع جوي متطور في لبنان وسورية وفنزويلا ونيكاراغوا.

إيران النووية أصبحت وسوف تصبح أمراً واقعاً…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى