أخيرة

الـوعي ُ المـتـدفـق

} يوسف المسمار*

 

لا شيء يَصلحُ في الحياة ِ ويحسنُ

إن غـابَ عن فـهـم الحـياة ِ الأحسَنُ

فـهـْـمُ الحـيـاة ِ بـدايــة ٌ ونـهــايـة ٌ

وبـغـيـر ِ فـَهـم ٍ، فـالحـيـاة ُ تـَكـَهـّـُـنُ

وعـلى التـَكـَهـّـُن ِ لا تـقـومُ حـقـيـقـة ٌ

مـهـما تـَشـَبـَّثَ بـالظـنـون ِ المـُؤمـِنُ

إنَّ الحـقـيـقـة َ في الأسـاس ِ تـَوَجـدُنٌ

بـلغَ الوضوحَ، وبالوضوح ِ يُـعـرفـَنُ

فـَمـَن ابـتـدا بـالوعيِّ بـانَ طـريـقـُهُ

صـوبَ الســماء ِ، وبالسـماء ِ يُـطـَمأنُ

أمـا المغــامـرُ بـالتـَكـَهـّـُن ِ حـظــُـهُ

أبــدا ً لـنـامــوس ِ التـقـهـقـُر ِ يـُذعـِـنُ

عـَبـَثــَا ً نـَفـوزُ بـغـيـر ِ نـبـض ِ شعـورنا

وعـقولنا، ومـصيرَ أمتنا العزيزَ نـُكـَوِّنُ

لا يـنـفـَعُ الـتـأسيسُ إلا َّ بـالهـُدى

وبـغـيـر ِ تـَقـديـس ِ الهــُدى لا يـَمـتـنُ

هـذي الحـقـيـقـة ُ للبـيـان ِ نـســوقـهـا

ولســــوفَ نـبـقى للحـقـيـقـةِ نـُعـْـلـِنُ

بـدءُ الطـريـق ِ هِـدايـة ٌ، فـمـن اهـتـدى

مـن قـهـر ِ كـل ِ صـُعـُـوبـة ٍ مُـتـَمـَكـِّـنُ

مـن غـيـر ِ مـبـنى كـلُ مـعـنى رغـوة ٌ

مـن غـيـر ِ مـعـنى كـلُ مـبـنى مُـنـتـِـنُ

إنَّ الـوجـودَ هـُوَ الحـيـاة ُ بـعــَيـْـنـِها

وكــذا الحـيـاة ُ تـَمـَظـْـهـُرٌ مُـتـَوَجـدِنُ

والفـكـرُ تـَعـبـيـرٌ وقــولٌ واضـِـح ٌ

والقــولُ فِـكــرٌ في الحـقـيـقـة ِ بَـيـِّـنُ

والمـدرحـيـة ُ وحـدهـا، لا غـيـرها

أسّ ُ الـرقـيِّ، ورأسُـــه ُ المـُـتـَـكـَـوِّنُ

إنْ لـمْ نــع ِ الإنـسـانَ حـالَ تـفـاعُـل ٍ

وتَـطـَـوُّر، فـمـنَ المـحــال ِ نـُرَوحَـنُ

الـوعـي ُ مـعـنـاهُ احـتـرامُ نـفـوسنـا

لا نـعـتـدي أبـــدا ً ولا نـَسـْـتـَجـْــبـِـنُ

يـسـتـوجـِبُ التـأسيسُ جـعـلَ حياتـنـا

بالعـلـم ِ والخـُـلـُـق ِ الحـمـيــد ِ تـُـزَيـَّـنُ

لا يـسـلمُ البـنـيـانُ إنْ كـانـتْ بــِـهِ

آفـــــاتُ عـمــران ٍ وعـَـيـْـبٌ مـُزْمـِنُ

لا يـسـلـمُ الشـعـبُ المـُسـَلـِّـم أمـرَهُ

للمـجــرمـيـن وبـالـتــَـذ َلـُّـل يَــرْكــنُ

لا يـَســلـمُ الإنـســانُ إنْ حَـلـَّت بـه

أمــراضُ تـاريــخ ٍ بـهـا يـَـتـَـعـَـفـَّــنُ

بـدءُ الســلامـَـة ِ أن نـعي، وبوعـينـا

نـمـضي على درب ِ الهـُدى نـتـعـقـلـَنُ

ونـعـقـلنُ الجـيـلَ الجـديـدَ بـنـهـضـة ٍ

روحَ المـفـاهــيـمِ البـديـعـة ِ تـحـضـنُ

تـرقى بـهـا الأجـيـالُ، تـُدركُ خـيـرهـا

لا خـيـر إلا َّ في النـهـوض ِ يُـحـَصـَّـنُ

لا حــق إلا َّ بـالجـهـــاد ِ نـَصـونـه

بـحـمـى البـطــولـةِ والجـهـادِ المأمـنُ

لا عـــدل إلا َّ بالصــلاح ِ نـُقـيـمـه

إنَّ العــدالـة َ بالصــلاح ِ تُـشــرعـَـنُ

لا نـصـر إلا َّ بـالـثـبــات مـنـالـُـهُ

إنَّ الثـبـات على المبـادئ أضـمَـنُ

لا عـــزّ إلا َّ بالعـطــــاء ِ دوامُـــهُ

مـا ســـادَ إلا َّ بـالعـطـــاء ِ الأحـسـنُ

هـذي مـفـاهـيـمُ العـقـيـدة ِ عـنـدنـا

وعــيٌ يَـعــمُ، ونـهــضـــة ٌ تـتـبـركـنُ

ومـواهبٌ بـنـبـوغـها انبثـق الضـُحى

نــورا ً مـجـاهـيـلَ العـصـورِ يُـنـورنُ

وإرادة ٌ فـعـلـتْ وصارتْ ثــورة ً

أهــلَ القـبــورِ تـَهــُزهـم وتـُـثــورِنُ

ومـطـامـحٌ لا جـزر يـكـسِـفُ مـدَّهـا

تـمـتـَـدُ، تـجـتـازُ المـحــالَ وتـُمـعـِـنُ

هِـيَ نـهـضـة ُ الإنسان باركها ُ الإلـه

بـروحـِـه، فتعمـدت روحُ الإلـه تـُؤَنسَنُ

فـرضت حـقـيـقـتـها وروحَ صـلاحـها

نـهـجــا ً، حـيــاة َ العـالمـيــن تـُـمـَـدِنُ

أطـفــالُ غــزة في الفـــداء ِ تـألـقــوا

وعلى الغــزاةِ تـفـوقـوا وتسـلطــنـوا

وشـبـابُ بـغـداد الكـرامُ بـعــزمـهـم

شــرفَ الريـادة ِ في البـطـولةِ عـرقـنـوا

وبـنـاتُ لبـنـان الأبيّ بـما مـلكـنَ

مـنَ الـدمـاءِ، ذ ُرى الشـهامةِ لـبـنــنـوا

والشـامُ قـالتْ بـالوضـوح ِ لمن طـغى :

ســــوريـة ُ الأحــرار ِ لا تــتـصـهــيــنُ

وضـمـيرُ الكـويت العـزيـزة ِ شــامـخٌ

يـــزدادُ حـبــــا ً للإبـــــاء ِ ويـمـتـُـنُ

وشـبابُ عـمـّان الأبـاة هـمُ الألى

بـدمـائـهــم قــدسَ المـدائـن ِ لـوَّنــوا

سُـــوريـة ُ الأحـرار ِ بـحـرُ مـواهــب ٍ

الغــيـْـبُ ضـاقَ بـوســعـِـهـا والمـُعـْلـَـنُ

لا تـســألـوا عَـرَبَ النـذالــة ِ نـخـوة ً

عَــرَبُ الـنــذالـة ِ بـالـنــذالـة ِ أدمـنـوا

عَرَبُ الكـرامـة ِ وحـدهـمْ قـد أثـبـتـوا

ان الكــرامــة َ لا تـُـبـــاعُ وتـُـرْهـَــنُ

في المـغـرب ِ العـربي ظـلـَّت مـثـلـمـا

في مـشـرق ِ العـرب ِ الكـرامـة ُ تـَقـطـُنُ

روحُ المـسـيـح ِ تـثـورُ في وجـدانـهـم

ومـُحـَـمـّـدٌ في عــزمـهـم مُـتـوحــدِنُ

يـا أيـهـا الأحـرارُ فـيـكـمْ وحـدكـم

قـَـدَرُ الخـلاص ِ بـفـعــلكـم مسـتـوطـِنُ

هـذا هـُــوَ التـأسـيسُ وعيٌ دافــِقٌ

مـُـتـَجـَـددٌ مـُـتـَعـَـقــلـنٌ مـُـتـَعـَـقـــدنُ

هـذا هـُـوَ التـأسـيسُ نـهـجُ بـطـولة ٍ

بـالعـلم ِ يُــبـني، بالفــضـيـلـة ِ يُـتـْـقـِنُ

هـذا هـُـو الـبـنـيـانُ حــالُ تـفـــوّق ٍ

مـهـما تَــفـَـوَّقَ لا يـكِــفّ ُ ويـسـكـُـنُ

هـذا هـُـو البـنـيـانُ فـجـرُ تـألـُــق ٍ

بـالنـور ِأدمـغـة َالخـليـقـة ِيَـشـــحـَنُ

لا يـَصـلـحُ البنـيــان إلا َّ عـنـدمـا

بـجـهـادنــا لا بـالـتـخــاذل ِ نـُـؤمـِـنُ

*شاعر قومي مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى