أولى

استهداف سورية… الهدف واحد والمشغّل واحد والأدوات متنوّعة

 حسين مرتضى

مجدّداً تعرّض مطار دمشق الدولي لعدوان صهيونيّ تسبّب بأضرار كبيرة مما أدّى الى توقفه مؤقتاً عن الملاحة.

بالطبع هو ليس العدوان الأول الذي يقوم به كيان الاحتلال «الإسرائيلي» على سورية وبالتحديد على مطار دمشق الدولي.

بداية يشكل المطار مرفقاً حيوياً من الناحية الاستراتيجية إضافة إلى حركة الملاحة الجوية بين سورية والعالم قبل العدوان على سورية وبين دمشق وعدد من دول العالم بعد تطبيق الحصار والمقاطعة من عدد من الدول تنفيذاً لأوامر الإدارة الأميركية.

تعود بنا الذاكرة إلى بداية العدوان على سورية في العام ٢٠١١ عندها كانت المجموعات الإرهابية المسلحة تستهدف المرافق الحيوية في سورية إضافة إلى استهداف منظومات الدفاع الجوي والمطارات العسكرية والمدنية.

في تلك المرحلة كان تركيز المجموعات الإرهابية المسلحة على مطار دمشق الدولي ومحيطه من خلال عمليات قصف ممنهج لمباني المطار ومحاولة إيقاف الحركة المحلية عبر استهداف حركة إقلاع وهبوط الطائرات وإعلان منطقة المطار كمنطقة غير آمنة للحركة الملاحية.

اليوم ومن خلال تكرار كيان الاحتلال الصهيونيّ الاعتداءات على مطار دمشق الدولي، وتحديداً العدوان الأخير والذي أوقف الحركة الملاحيّة بشكل مؤقت نتأكد بأنّ كيان الاحتلال الصهيوني كان ولا يزال هو المشغل الحقيقي للمجموعات الإرهابية المسلحة بداية من خلال تقديم السلاح والعتاد انتقالاً إلى التدريب وعلاج الجرحى إضافة للدعم اللوجستي، واليوم بات كيان الاحتلال الصهيوني ينفذ العدوان بشكل مباشر.

على الصعيد السياسيّ فإنّ العدوان على مطار دمشق الدولي يأتي ضمن محاولة كيان الاحتلال الصهيوني للتصعيد في ظلّ معادلات الردع الاستراتيجي التي رسّخها محور المقاومة، وبالتالي فإنّ استهداف المطار يأتي ضمن إطار خلط الأوراق السياسية في المنطقة والإقليم.

على الصعيد العسكري فإنّ استهداف المطار يأتي ضمن خطة تسخين الجبهات الميدانية في سورية وتحديداً الجبهة الجنوبية والجبهة الشمالية والهدف الصهيوني فتح جبهات متعدّدة في محاولة لتشتيت القوة النارية للجيش العربي السوري مع استمرار الحرب على الجبهة الأوكرانية.

على الصعيد الاقتصادي فإنّ تعطيل الحركة الملاحية يشكل حالة من الضغط الاقتصادي إضافة للتشويش على الحراك الاقتصادي الأخير تجاه سورية.

رغم خطورة الرسالة الصهيونية الأخيرة إلا أنّ تصريحات الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصر الله قبل ساعات من العدوان تؤكد بأنّ المحور اليوم بات أقوى وأقرب إلى تحقيق النصر…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى