الوطن

«احتفالية الأربعين ربيعاً» بمناسبة مرور أربعين عاماً على انطلاق المقاومة وتأسيس حزب الله عفيف: نستهدف كتابة التاريخ حتى لا يموت الشهداء مرتين… وحتى لا تموت الذاكرة الحية

عبير حمدان

يحق لوطن صغير في مساحته كبير في مقاومته أن ينير شموع الاحتفاء بها، والعمر رقم في حسابات الصمود، رقم يُقاس بمقدار القوة والأفعال، رقم يؤسس للإنجازات التي من الواجب على كل إنسان حرّ صونها والمجاهرة بها في وجه أداء مضاد وممنهج عمل ويعمل على شيطنة المقاومة منذ العام 2000 وقبل ذلك كان يقلل من أهميتها.

والمقاومة المنبثقة من رحم الانتماء إلى هذه الأرض التي تزخر بالتين والزيتون والسنابل على امتداد السهل الواسع لا تشيخ، قد تهدأ لجزء من الثانية إلا أنّ نبضها يحضر حيث يجب أن تكون، والاربعون سنّ الوعي المتصاعد، ومراجعة الذات.

أربعون ربيعاً وما قبله شعب قاوم بالفطرة انطلاقاً من وطنيته لذا ليس مستغرباً أن ينبثق من روح هذا الشعب مقاومة على هذا النحو كما نراها اليوم بعددها وعديدها ومؤسساتها، ويبقى الاساس أن يكون فعل المقاومة نمط حياة ركيزته تربوية واجتماعية وثقافية وإعلامية وفنية في مواجهة الضخ المضاد والمشبوه وحفلات «التطبيع» المتنقلة كي يبقى الصراع مع العدو حياً في نفوس أجيال قادمة إلى حين تحرير كل شبر من بلادنا.

أعلن مسؤول وحدة العلاقات الإعلامية في حزب الله، محمد عفيف، انطلاق فعاليات إحياء «الاحتفالية الخاصة بالأربعين ربيعاً» بمناسبة مرور أربعين عاماً على تأسيس حزب الله، وذلك في مؤتمر صحافي في قاعة «رسالات»، حضره وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، ممثل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري المدير العام للوزارة الدكتور حسان فلحة، النائبان إبراهيم الموسوي وأمين شري، رئيس تحرير جريدة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل، المحامي سليمان فرنجية ممثلاً رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية، رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، نقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي، عضو المجلس الوطني للإعلام غالب قنديل، مستشار الرئيس د. حسان دياب خضر طالب، ممثلون للسفارتين الإيرانية والسورية، ومديرو مؤسسات صحافية وإعلامية وفاعليات.

وقال عفيف: “في مثل هذه الأيام من حزيران العام 1982، أي قبل أربعين عاماً، اجتاحت قوات العدو الصهيوني ‏بلدنا، احتلت جزءاً كبيراً من أرضه بما فيها عاصمته بيروت، ودمّرت المباني السكنية والبنية ‏التحتية، وقتلت الآلاف وهجّرت عشرات الآلاف الذين نزحوا تحت وطأة النار والعدوان، وخلّفت ‏الفوضى والذعر والدمار أينما حلت، وأنشأت نتائج كارثية على المجتمع والدولة والاقتصاد ظلّ لبنان ‏يعاني منها طيلة سنوات طوال».

أضاف: «في مثل هذه الأيام أيّ قبل أربعين عاماً، وسط مناخ الانقسام الداخلي سياسياً وطائفياً في أعقاب ‏الحرب الأهلية، ووسط أوضاع في غاية التوتر إقليمياً في ظلّ الحرب الباردة آنذاك، غادرت قوات ‏منظمة التحرير الفلسطينية لبنان، وانسحبت القوات السورية بعد معارك بطولية في السلطان يعقوب ‏وغيره، فيما اكتفت قوات الطوارئ الدولية بمراقبة المشهد وتسجيل عدد الآليات الإسرائيلية التي ‏تعبر الحدود الفلسطينية باتجاه الشمال، وتُرك لبنان وشعبه لقدرهما تحت جحيم الاحتلال وقبضته ‏الغليظة. ‏انقسم اللبنانيون ـ على جاري عادتهم في المواقف المصيرية ـ حول الموقف من الاحتلال، رفع ‏البعض المناديل البيضاء ونثروا الأرز على الدبابات. رحّب البعض بالقوات الغازية وتعاملوا معها ‏كالقوات المحرِّرة. شارك البعض في عملياتها العسكرية ضدّ أبناء شعبهم ووطنهم، وما مجزرة صبرا ‏وشاتيلا المهولة إلا مثالٌ واحد على حقيقة الأحداث ووقائع تلك الأيام، فيما لاذ الكثير من اللبنانيين ‏بالصمت والانكفاء ومراقبة الأحداث ومجريات الأمور.

‏وتابع: «غير أنّ قسماً من اللبنانيين، من أصحاب العقيدة والإيمان بالحقّ، والاستعداد للتضحية، من أجل ‏حرية وطنهم الغالي واستقلاله، من الطوائف والمناطق والاتجاهات السياسية والفكرية كافة، من ‏حركات وأحزاب وقوى سياسية، عقدوا العزم على تغيير الواقع ومقاومة المصير القاتم ورفض ‏الاحتلال وتداعياته السياسية والعملية، فانطلقت مقاومة شعبية بإرادة ذاتية حرة وامكانات متواضعة ‏‏ـ من أبناء هذه الأرض الطاهرة ـ مقاومة بكلّ الوسائل والأدوات المتاحة، ثقافياً وإعلامياً وتعبوياً ‏وعسكرياً، تؤذن ببدء عصر جديد في لبنان هو عصر المقاومة على أنقاض العصر «الإسرائيلي». من بين هذه الفئة كنا نحن وها نحن اليوم بعد أربعين من ‏السنين مقاومةٌ عظيمةٌ قادرة، وحزبٌ كبيرٌ، وقوة سياسية مؤثرة وفاعلة وذات شأن في لبنان ‏والمنطقة قادرة على ردع العدو وحماية الاقتصاد وثروة بلدنا في البر والبحر».

وأردف: «أن نحتفي اليوم بالأربعين عاماً، هذا يعني أننا نحتفي بالشهداء أولاً وبالجيل المؤسّس من علماء ‏المقاومة ومجاهديها ثانياً، وبتضحيات الجرحى وعوائل الجرحى وعوائل الشهداء. ‏

نحتفي بشعبنا الوفي الذي منه كنا ومن أجله قاومنا وبسببه نحن هنا في موقع الدفاع عنه وعن ‏مصالحه وحقوقه. نحتفي بكلّ مقاوم ومناضل وجريح وشهيد، نحتفي بجيشنا الوطني والمعادلة ‏الذهبية التي حمت لبنان، نحتفي بكلّ من وقف إلى جانب المقاومة من الجمهورية الإسلامية في إيران، الى الجمهورية العربية السورية، إلى كلّ الأحرار والشرفاء في العالم العربي وأصحاب ‏الضمير الحي على امتداد العالم.»

وقال: “عندما نطلق اليوم الأربعين ربيعاً، نستهدف كتابة التاريخ حتى لا يموت الشهداء مرتين، حتى لا ‏يظلمنا المؤرّخون والباحثون، حتى لا تموت الذاكرة الحية، حتى يعرف شعب لبنان أنّ جيلاً بأكمله ‏ترك مباهج الحياة الدنيا من أجل الحرية والكرامة والسيادة الحقيقية وعدم الارتهان للخارج، وحتى ‏يتمكن جيل جديد ولد بعد التحرير أن يكون وفياً لقيمه وتاريخه ومبادئه، ولا يسمح أبداً أبداً لبلده أن ‏يُحتلّ مرة أخرى”.

أضاف: «لقد بلغنا الأربعين عاماً، وإننا اليوم أكثر شباباً وإصراراً وعزيمةً وقدرة على العطاء والتضحية، ولسنا اليوم بصدد وثيقة سياسية موجودة بالفعل، يجري العمل على تنقيحها وتطويرها بتأنٍ ‏وهدوء، تتضمّن رؤيتنا إلى بلدنا ومستقبله، وإلى دورنا فيه وفي الدفاع عنه، وإلى تحالفاتنا المحلية ‏والاقليمية، وإلى رؤيتنا إلى مآلات الصراع في المنطقة وعليها، كما أننا لا نجد اليوم حاجة لتكرار ‏مواقفنا الثابتة والمعروفة في مواجهة الاحتلال ورعاته وأدواته، وفي تأييدنا التام للشعب الفلسطيني ‏في حقه في استعادة أرضه كاملة من البحر إلى النهر بالوسائل المتاحة كافة، وفي الطليعة منها ‏مقاومته الباسلة. كما أننا نتجنّب اليوم الردّ على الحملات الإعلامية والسياسية التي رافقت مسيرتنا ‏طوال أربعين عاماً، والتي قامت بها دولٌ ومنظماتٌ ومؤسساتٌ وأفرادٌ وأنفق فيها الكثير من المال ‏والتي هدفت إلى التشكيك بهويتنا وانتمائنا الوطني، فضلاً عن إلصاق التهم والافتراءات زوراً وبهتاناً، كما أننا لن نعلق هنا على مسار الأحداث واليوميات المعروفة فهذه لها سياقها الطبيعي خارج هذا ‏المؤتمر الصحفي المخصص للاعلان عن الربيع والفجر والولادة.

وختم:» إنني باسم حزب الله أعلن ‏عن إطلاق سلسلة من الأنشطة والفعاليات الاحتفالية إيذاناً بالأربعين ربيعاً على مدى شهرين كاملين ‏من 20 حزيران إلى 20 آب، تشمل مناطق وقطاعات عمل حزب الله وعبر المؤسسات الإعلامية ‏والثقافية المتنوعة ومنها المنار والنور وموقع العهد الالكتروني وسيميا وبينات الملف الإعلامي الذي ‏تأسّس حديثاً وذلك بمختلف الأشكال الفنية والإخبارية المتنوعة، كما نطلق اليوم شعار ولوغو ‏الاحتفالات المصمّم خصيصاً لهذه المناسبة من قبل الفنيين في وحدة الأنشطة الإعلامية المعروض ‏أمامكم، مراعين في ذلك حضور ذكرى عاشوراء الحزينة في وسط هذا الموسم على ان تختتم تلك ‏الفعاليات بمهرجان كبير في بيروت والمناطق يتحدث فيه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن ‏نصر الله ويشكل ذروة النشاطات ويتزامن مع الذكرى السادسة عشرة لانتهاء حرب تموز والذكرى ‏الخامسة لحرب التحرير الثانية، ندعو وسائل الإعلام المتنوعة والاعلاميين الأعزاء إلى مواكبة نشاطاتنا وفعالياتنا الاحتفالية ‏وإيلائها كلّ اهتمام ومتابعة ممكنة».

الاحتفالية تستمرّ  من 20 حزيران حتى 20 آب  وتتوّج بمهرجان كبير في بيروت والمناطق يتحدث فيه الأمين العام لحزب الله  السيد حسن ‏نصر الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى