أخيرة

دبوس

الإنسان

 مهما كانت كمية الدعم المالي والتسليحي والتقني والإعلامي الذي يتدفق على أوكرانيا من الغرب يبقى هنالك عنصر بالغ الأهمية، بل ويختصر بطريقة حاسمة المسار الذي ستؤول إليه هذه الحرب، ومن سيخرج منها وله اليد العليا، هذا العنصر هو الإنسان، هل يستطيع الإنسان الأوكراني ان يكون كالڤيتنامي او الأفغاني أو اللبناني او الفلسطيني أو اليمني، هذا ما لا يستطيع العقل الغربي المضمحلّ إدراكه، ولذلك فهو يراهن على إغراق أوكرانيا بكلّ أنواع الدعم منتظراً بتفاؤل أحمق أنّ هذا الإنسان الأوكراني سوف يدفع ضريبة الدم نيابة عنه.

مجرد ان تجتاز جبال الأورال غرباً شمالاً فإنك بإزاء إنسان محب للحياة ولمتع الحياة، وكلما أوغلت في الاتجاه شمالاً وغرباً كلما زادت كمية الجذب المركزي الداخلي لهذا الإنسان، حتى تبلغ الذروة حينما تصل الى الدول الاسكندنافية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، والجذب الداخلي المركزي هو تعبير علمي للأنانية والرغبة في الاستحواذ ومن ثمّ حب الحياة والتمتّع والتلذّذ بالرفاهية، وهذا النمط من الإنسان لن يقاتل حتى الموت، ولن يبذل الدم في سبيل أيّ شيء، هو يستعمل الآخرين للقتال نيابة عنه، لذلك فإنّ مراهنة منظّري أميركا وأوروبا على استخدام الأوكراني لخوض حربهم ضدّ روسيا هي مراهنة خاسرة، وسيكتشف هؤلاء انّ رهانهم كان في غير محله، وأنهم مضطرون لقبول الخسارة عاجلاً أم آجلاً، أما طلعات زيلينسكي العجيب من وقت لآخر بـالتيشيرتواللحية النابتة وتصويره كأنه صانع العجائب والبطل الذي لا يشق له غبار، فسيلقى به في أقرب مزبلة حينما يستنفذ مبرّر وجوده، ويغدو في منطقة المنتهية صلاحيته، هكذا كان الغرب وهكذا سيبقى، آنيّ، أناني، غرائزي، رغائبي، لا أكثر ولا أقلّ، وحينما تعرف نقاط ضعفه تستطيع تهشيمه بكلّ سهولة.

سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى