نقاط على الحروف

لا أعذار ولا ذرائع بل عمل إرهابي ميليشوي “البناء» صرح إعلامي قومي مقاوم حر

 ناصر قنديل

ما تعرّضت له مكاتب «البناء» فجر أمس غير قابل للنقاش، ولا يقبل الأعذار والذرائع، فهو اعتداء مسلح على مؤسسة إعلامية شرعية تعمل بموجب التراخيص القانونية وتحت سقف الدستور والقانون، اللذين يحميان حرية العمل الإعلامي ويقدّمان له الحصانة إلى حدّ القدسية، و»البناء» تمثل منبراً إعلامياً يحتضن كلّ الأصوات الوطنية والقومية والمقاومة، و»البناء» كانت صوتاً داعياً وداعماً لكلّ مسعى لوحدة الحزب السوري القومي الإجتماعي، وكانت ولا تزال بدعم وموافقة قيادة الحزب تتجنّب أيّ انزلاق إلى التحوّل لمنبر للمهاترات والسجالات، تضع نصب أعينها القضايا الوطنية والقومية، وكيفية خدمة المعارك الكبرى للأمة، ومن حقها أن تتلقى التقدير على ما تفعل، وأن تسمع أصوات التضامن ضدّ العمل الإرهابي الميليشوي الذي استهدف مكاتبها، وأن تشعر بدور المؤسسات القضائية والأمنية الفاعل لإعادة الأمور الى نصابها القانوني، وفق معادلة من لديه مزاعم ومطالب، فطريق الشكوى والمراجعة وإحقاق الحقّ هو القضاء.

البناء» تتوجه بالشكر والتقدير لمعالي وزير الإعلام للاهتمام الذي أبداه والتضامن الذي عبّر عنه، والمتابعة الدؤوبة مع المراجع القضائية والأجهزة الأمنية، وصولاً إلى إنهاء الاعتداء وملاحقة الفاعلين، كما تشكر نقيبي الصحافة والمحررين، لروح المسؤولية المهنية ومشاعر الزمالة التي تجسّدت في مواقفهما وما عبّرا عنه من مشاعر تؤكد موقع النقابتين المسؤول عن توفير الحصانة للمؤسسات الإعلامية والعاملين فيها، وتأسف لأن ينشغل أناس بحدث مؤسف كالذي استهدفها، وما كان ينقص لبنان واللبنانيين المزيد من هموم الأمن والقلق على الحريات وعمل المؤسسات الإعلامية، وهم يعيشون كلّ أنواع الخراب، حيث الهمّ المعيشي يحوّل اللبنانيين الى طوابير تلهث بحثاً عن لقمة مغمّسة بالعرق وأحياناً بالدم، و»البناء» ماضية في تحمّل مسؤوليتها لتكون منبر وصوت الناس في الاحتجاج ورفع الصوت، حتى تتحمّل المؤسسات مسؤولياتها، وتوضَع الحلول المناسبة للأزمات المتعدّدة، وتستعيد الدولة دورتها الدستورية بلا عراقيل، فتولد الحكومة العتيدة، ويُنجز الاستحقاق الرئاسي ضمن المهل الدستورية، وتنجح المؤسسات باستعادة حقوق لبنان وثرواته الضائعة في البحر.

ستبقى «البناء» كما كانت منبراً مفتوحاً لكلّ المناضلين الصادقين في سعيهم لبناء دولة المواطنة التي لا تميّز بين أبنائها على أساس دين أو مذهب أو منطقة أو جنس، دولة الرعاية لا الريع التي تتحمّل مسؤولياتها في توفير الحياة الكريمة لمواطنيها، وتضمن لهم حقوقهم الأصلية وفي طليعتها حقّ التعليم والطبابة والعمل والسكن وحرية التعبير، وستبقى «البناء» صوت المقاومين الذي لا يهدأ، بكلّ ألوان الطيف المقاوم، بوصلتها فلسطين حتى زوال كيان الاحتلال والاستيطان، وعودة الأراضي المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر والجولان السوري المحتلّ، ويستعيد الفلسطينيون حقهم بالعودة وتقرير المصير على كامل تراب فلسطين من البحر إلى النهر، وستبقى «البناء» صوتاً هادراً دفاعاً عن سورية وشعبها وجيشها وقيادتها في وجه الحرب الكونية الظالمة التي استهدفتها، حتى تستعيد الشام مكانتها كدرّة تاج المشروع القومي، الذي لن يتعافى إلا بتعافيها، و»البناء» تفخر بالانتساب إلى الفكر النهضوي الوحدوي والمقاوم الذي أرسى دعائمه المفكر والفيلسوف الزعيم أنطون سعاده، وتتوق وتعمل لتشهد حضور تلامذته ومريديه ومحبّيه وأبناء حزبه، حيث أراد أن يراهم سعاده، سعاة نهضة ودعاة وحدة، كما هو دأبهم وتاريخهم.

محزن ومؤسف ما تعرّضت له «البناء» والتحية لكلّ الزملاء العاملين فيها، والشكر لكلّ من اتصل وكتب ونشر وعبّر عن تضامنه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى