أخيرة

دبوس

إعتقال مصعب إشتيه

 

من تفاجأ باعتقال مصعب إشتيه من قبل سلطة أوسلو هو بالتأكيد لا يعلم ماهية هذه السلطة، ولا يعلم الديالكتيكية والميكانيكية التي تؤطّر حركة هذه السلطة وغيرها من التنفيذيات على مستوى الأمة برمّتها، هؤلاء الموضوعِين علينا سواءً على هيئة سلطة في فلسطين، أو على هيئة مجلس وزراء تنفيذي في لبنان أو العراق أو الأردن أو مصرهم ممسوكون بالتلابيب ومن أعناقهم من خلال منافع شخصية يفقدونها إنْ هم حادوا قيد أنملة عن الخط المرسوم لهم للحركة، هم لا يملكون من أمرهم شيئاً، ناهيك عن ان يملكوا اتخاذ ايّ قرار في منطقة المصلحة العامة، يؤمَرون فينفذون بلا جدال

يمسكون سلطة أوسلو وعلى رأسها دعبس من الوريد، سيستيقظ في صبيحة اليوم التالي وقفاه يقمّر عيشاً هو وأولاده طارق وياسر إنْ هو نطق سهواً بما قد يوحي خروجه عن النص المرسوم، فلسطين والشعب الفلسطيني بمقدّساته وثرواته ووجوده عرضة للزوال المطلق في المفاضلة بينها وبين بقاء ونماء ثروات أولاد دعبس البُلهاء، بقاء هؤلاء الأوغاد هو سبّة على جبين كلّ فلسطيني يرتضي هكذا معادلة، أن نباع ونشترى ويذرف وجودنا على قارعة الطريق في مقابل ان يثرى هذا الساقط وعائلته وشلة الأونطة المحيطة به والمنتفعة من انبطاحته بالإمتيازات المادية الشخصية

أن نرتضي بذلك هو إشهار بالفم الملآن بأننا لا نستحق الوجود، يصدر صبيحة اعتقاله لمصعب إشتيه، وتنفيذاً لأوامر مشغليه في تل أبيب بياناً يثير القرف بأكثر مما يثير الاشمئزاز، هو يدعو شعبنا الى التهدئة وعدم الإنجرار خلف بعض الأجندات الإقليمية لإحداث الفوضى العارمة، والإضرار بالمشروع الوطني!

أيّ مسخٍ هو هذا الشيء القابع في المقاطعة، نقتّل في الشوارع، وتهدم بيوتنا على رؤوسنا، وتقلع أشجارنا، وتنتهك مقدساتنا، ويُعتقل أبناؤنا وبناتنا ويُزجّ بهم وبهنّ في غياهب السجون إلى ما شاء الله تحت التعذيب والإهانة والإمتهان، وتُسرق أراضينا لتعطى لقطعان من المستوطنين قدِموا إلينا كوطاويط الليل من أقاصي الأرض، ثم يقوم هذا الأفّاق بدعوة الناس الى التهدئة خوفاً على مشروعه الوطني، ما هو مشروع دعبس الوطني، بالله عليك يا دعبس أن توضح لنا بالتفصيل المملّ، ما هو مشروعك الوطني؟

سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى