رياضة

كان يا ما كان… كرة القدم في الضاحية تتوارثها العائلات آل همدر للحراسة وفرحات للوسط ورسلان للهجوم ورميتي للدفاع

إبراهيم وزنه

شهدت الضاحية خلال الستينيات والسبعينيات مداً كروياَ لافتاً ساهم في تفعيل حركته حرص اللاعبين من الآباء على تسليم الراية الكروية من بعدهم إلى بقية أفراد العائلة. هذا التوريث أدّى، مع الوقت، إلى وجود عائلات نجحت في نشر صيتها الكروي وفرض إيقاعها على الملاعب داخل الضاحية وخارجها حتى وصل عدد كبير من أبنائها إلى الفرق الكبيرة والمنتخبات الوطنية.

المتفق عليه عند أهالي الضاحية وسكانها، أن الكرة ما دخلت بيتاً من بيوتاتها إلا وشغلت أهله. فالتعلّق بلعبة شعبية في منطقة شعبية أمر طبيعي، ولطالما كان البيت الواحد يضم ثلاثة أو أربعة لاعبين، وفي بعض الأحيان كان لاعبو البيت يلتزمون مركزاً محدداً في اللعب، كآل همدر في الشياح (4 حرّاس مرمى) وآل فرحات في البرج (3 في خط الوسط) وآل رسلان في حارة حريك (3 مهاجمين).

 أطرق باب العائلات الكرويّة في وقت تشهد فيه الضاحية جزراً كروياً نتيجة انقراض الملاعب وشح المواهب وتبدّل الهوايات وتغيّر الاحوال، كما لم يعد الابناء أسرار الآباء، وكي لا تسقط من ذاكرة الضاحية تلك العوائل الكروية، نفلفش في الأسماء على أمل أن يعود البريق الكرويّ إلى منطقة كانت حتى الأمس القريب قبلة لكشّافي المواهب، والخزان الأكبر لكل الفرق اللبنانية.

أبرز العائلات «البرجيّة» 

بداية، لا بدّ من الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من أهالي الضاحية وسكّانها كانوا قد برزوا وتركوا بصماتهم في الملاعب، منهم من غرّد وحيداً ومنهم من كان ضمن سرب أشقائه، لكن المجال لا يتيح تسليط الضوء على كل هؤلاء، لذا اكتفيت بالتركيز على العائلات التي برز ثلاثة من أبنائها في الملاعب على الأقل، والبداية من برج البراجنة:

عمّار: أشهر لاعبيها النائب السابق محمود عمار (مواليد 1920) وشقيقه فضل (والد النائب علي عمار) ثم جاء بعدهما الأبناء كحافظ ( لعب مع النجمة والشبيبة المزرعة والمنتخب الوطنيّ) ورياض وجودت وعصام (حارس مرمى الانصار) وحسين ومهدي.

فرحات: برز منها الأخوة بسام وحسين وعامر في مركز خط الوسط، ويعتبر حسين (لاعب الأنصار والبرج) الأبرز ميدانياً، ومنها أيضاً علي وغسان وقاسم والحارسان الشقيقان محمد ومشهور، والمرحوم جمال فرحات.

رحّال: برز منها الشقيقان عباس وسهيل (الثاني لعب مع الراسينغ ومنتخب لبنان) وهما أولاد شقيقة النائب محمود عمار، ثم جاء بعدهما أولاد عباس الأربعة حسن وحسين وفضل وعلي (جميعهم لعبوا مع البرج).

الحسن: برز منها الأخوة عدنان ونور وربيع (لعب مع الشبيبة المزرعة)، ويواصل علي ابن عدنان المسيرة في فريق طرابلس.

جلول: البداية كانت مع محمد جلول (ابو عدنان) ثم تبعه الشقيقان محمد وحافظ (لعب مع النجمة والمزرعة والمنتخب)، وبعدهما من الجيل الثاني طالب وحسين (التضامن بيروت) وفاروق (الصفاء) والشيخ محمود (الإرشاد) وأحمد جلول مع الصفاء والنجمة والمنتخب الوطني.

وهناك عدد من أبناء البرج برزوا خارج السرب العائليّ، كفضل السباعي  (النجمة والراسينغ والمنتخب) والزميل حسين الحركة (المزرعة) وعبد القادر خير (المزرعة والراسينغ والمنتخب) وفاروق غالي (المزرعة) وفؤاد السابق الملقب بالحصان (النهضة والمنتخب) ومحمد برّي (الصفاء والمنتخب) وعباس حرب (الأنصار) ومحمد السيد (البرج) وناجي فرفور (البرج) ومحمد فلاح (البرج والراسينغ) وجمال زين العابدين (البرج والراية) ومحمد وسمير منصور (البرج والمجد) وفهد عيسى وهاني وخضر غملوش وعلي محمود (فتيان البرج).

 ويعزو عباس رحال (مواليد 1938) ظاهرة العوائل الكرويّةإلى رغبة الشباب في السير على خطى الآباء والأقارب. أما اليوم فقد غابت بسبب تعدّد الهوايات، كما أن السعي إلى تأمين لقمة العيش بات الهم الأول وقبل الكرة”. أما بسام فرحات (مواليد 1953) فيقول: “من خلالي تعلٌق أخوتي باللعبة، فكنا نتابع المباريات ونلعب متأثرين بمن سبقنا، أما اليوم فقد غابت هذه الظاهرة لانعدام الروابط الأخويّة وتبدّل الأحوال وهيمنة عصر الإنترنت والفضائياتوالجدير ذكره أن إبنة بسام علا تعدّ من أهم المواهب الكروية في لبنان.

عائلات الحارة والغبيري

نظراً لوجود الملاعب والفرق بين زواريب وأحياء المنطقتين، اندفع عدد كبير من الشباب الى ساحات الكرةَ، ومن أبرز العائلات الكرويّة:

علامة: أبرز لاعبيها أحمد (النسور فالنجمة وصولاَ الى المنتخب)، أما الأشهر فهو الدكتور فخري (النسور والنهضة فالمنتخب)، ثم عزيز (النهضة ومنتخب الشباب) وجلال، فالأخوة عدنان وبسام ومحمود (شباب الساحل) بالإضافة الى خضر وزهير (الساحل) وأدهم (الإخاء عاليه).        

حمدان: برز منهم الأشقّاء عفيف (المزرعة والوفاء) ومصطفى (الوفاء والتضامن بيروت) وعلي ووفيق (الراسينغ والتضامن والمنتخب)، وكذلك خضر وفراس وحسن وهيثم (التضامن بيروت).

عبد الفتاح: تعلّق الأخوة هاني وجاد ومحمد باللعبة الشعبية متأثرين بوالدهم الموهوب الذي جاء من فلسطين، برز هاني مع الساحل والصفاء، وجاد مع الساحل والتضامن ومحمد مع الساحل، وجميعهم فارقوا الحياة.

درغام: برز منها عصام وعادل مع شباب الساحل وجهاد مع الساحل والنجمة، والثلاثة لعبوا في خط الدفاع، وهناك حسن (التضامن) وبسام (الساحل).

سليم: شقّ محمد (ابو عبد) الطريق أمام شقيقه عادل (الأبرز ميدانياً ـ الساحل) ثم أكمل المسيرة خضر وحسين والشقيقان جمال واحمد.

قماطي: برز في البداية أنور (المجد) فمحمد ( الملقّب بالشاويش) ومحمد (الإخاء حارة حريك) ثم شقيقه الوزير السابق الحاج محمود (الوفاء والتضامن) فأولاد الأخير ميثم وخضر ومحمد باقر وعباس (الخيول)، بالاضافة الى الأخوين محمد وصلاح.

رسلان: برز الأخوة حسين ومحسن وجعفر في خط الهجوم، والثلاثة استهلوا مسيرتهم مع الساحل، لكن حسين (الأبرز) انتقل الى التضامن وقد سقط شهيداً مطلع الحرب الأهلية، بالإضافة إلى أولاد عمهم قاسم ونزار وابراهيم وعلي وعماد.

صالح: يعتبر أحمد الذي لعب مع الساحل والراسينغ والنجمة والمنتخب الأبرز في صفوف العائلة، ثم برز الشقيقان زهير وسامي وابن عمهما غازي مع الساحل والحارس بهيج، والحكم حسين وابنه علي مع البرج.

الأتات: بدأت المسيرة الكرويّة مع علي الأتات (النسور) ثم أكملها الشقيقان حمد وفؤاد مع الساحل، ليتألق علي فؤاد الأتات مع المبرة والعهد والمنتخب، وعلي حمد الأتات مع الساحل والأخاء عاليه، بالإضافة الى رأفت وبهجت ومحمد ومصطفى (الوفاء).

دبوس: شقّ مصطفى (الساحل) الطريق أمام شقيقيه علي (الانتصار) ويوسف (الساحل) ثم جاء دور علي خضر دبوس (المبرة).

وبرز في الحارة الأخوة شحرور مع المجد، والأخوة طهماز (علي، وأحمد مع النجمة وحسن مع الساحل) وطراد (أحمد ومحمود مع التضامن والنجمة) وأحمد ومحمود الخنساء (مع الاستقلال والتضامن) ومحمود صادق وابنه محمد (حالياً مع التضامن صور) وحيدر المقداد وسمير وعلي دبوق (الساحل) ومحمود عوالي وكفاح فياض (التضامن)، بالإضافة إلى عدد من لاعبي العائلات المسيحيّة كمراد (الأخوة سمير وايلي والياس) واسطفان وتحومي (ميشال وعبده وميلاد) ودكاش، وجميعهم مع الإخاء حارة حريك.

ويعلّق عفيف حمدان (مواليد 1940) على غياب العائلة الكروية: «قديماً كانت الرياضة عموماً، وكرة القدم خصوصاً، هدفاً إنسانياً. أما اليوم فتحولت إلى هدف سياسي وطائفي، فما عادت مفرداتها تعتمد على لم الشمل والتعاون والتنافس الشريف بل طغت عليها الحزبية والمذهبية والمصالح السياسية».

عائلات الشيّاح الكروية

اشتهرت الشياح بوفرة ملاعبها الصغيرة الموزّعة بين الأحياء، ومنها انطلق أول فريق في الضاحية (النسور 1935) ومن عائلاتها الكروية:

شاهين: برز منها الأشقاء الأربعة يوسف وصالح ومحمود وأحمد، ويعتبر يوسف الأبرز بينهم على المستوى الفني (المنتخب) ثم توفيق والياس وعلي (النصر)، وتضم العائلة حالياً عدّة نجوم في لعبة كرة اليد (أحمد وحسين).

وزنة: أسس موسى وزنة أوّل فريق في الضاحية (النسور) ولعب إلى جانبه شقيقه جميل، ثم سار أبناء موسى الأربعة على الطريق نفسها، وهم هاني (الساحل والأنصار والتضامن) وفيصل وأكرم وابراهيم (كاتب هذه السطور)، بالاضافة الى بلال ووجيه وربيع وفراس وعماد (التضامن) وحسين (الوفاء) ولاحقاً حسن وفضل وحسين.

رميتي: برز منهم الأشقاء الأربعة يوسف ومحمد (التضامن والراسينغ) ومصباح (الحكمة والنجمة) وعلي (النصر) وجميعهم لعبوا في خط الدفاع.

همدر: برز من العائلة الأخوة بسام وحسان والمرحوم هيثم وجهاد في مركز حراسة المرمى، والأشهر بينهم بسام الذي لعب مع الراسينغ والمنتخب الوطنيّ وقبلهم لعب محمد (ابو عصام) حارساً لمرمى الشبيبة المزرعة أيضاً.

كنج: الأبرز في الميدان فوزي (النسور والراسينغ والنجمة والمنتخب) وشقيقه منير (الراسينغ والشبيبة) وابن الأخير الحارس الراحل وسام (التضامن والراسينغ والأنصار والمنتخب)، بالإضافة الى الشقيقين رئيف (الضاحية) ورياض (الكفاح).

الخليل: من أقدم لاعبي العائلة الشيخ سلمان وشقيقه جعفر، وأولادهما لاحقاَ، وعبد الكريم (الكفاح) وعبد الكريم الملقّب بزيكو (التضامن) وحسين «الايتوش» استشهد عام 1985 وحسين (البرج) وحسنين (النصر).

ومن الشياح أيضاً برز الأخوة أحمد (علي ومحمد وفايز) وحايك (حسين وحسن وجواد وموسى ومصطفى والواعد قاسم) وشعيب (المدرب المقيم في أميركا حسين وشقيقه حسن بالإضافة إلى مصطفى وعيسى ومحمد وجمال) وحاجو (حسام وابراهيم واسماعيل ومهدي) وكركي (صالح وخليل وحسن) وبيضون (طارق وبلال) ورشيد (سليم وحسن وعباس) وعدد كبير من اللاعبين كحبيب كموني (كابتن منتخب لبنان) ومحمد حاطوم (الملك) وعماد عيسى وفيصل سلوم وأسعد فاعور وعلي شاهين وعبدالله سعد وعلي رمال وباسم بدران (التضامن) وأحمد عبد الكريم (النجمة والراسينغ) وعلي غندور ومحمد جواد وابنه محمود وحسين وعبد الأمير سبليني وسمير ومنير خلف (المعروف منير حسين) وحسن وعلي حركة وعلي وطلال نصرالله وطالب رمضان وابنيه جميل وحسن وبسام صبرا وشوقي شعيتو وسعيد يتيم وفيصل قبوط وغيرهم.

ويعلل محمود شاهين (مواليد 1943) الذي لعب مع النسور والاستقلال سبب أفول ظاهرة العوائل الكرويّة بأن «الأوضاع تغيّرت، والملاعب أصبحت عملة نادرة، فالهجمة العمرانيّة قضت على فسحات التلاقي بين الأجيال التي باتت لا تجد متنفّساً لها، بصراحة لقد قضت العولمة على هذه الظاهرة، والحمد لله من جهتي لا زلتُ أحرص على اللعب مع الأخوة والأولاد والأحفاد».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى