أخيرة

دبوس

 

البليون الذهبي

نسيَ منظّرو هذه الفلسفة الشيطانية إضافة ذوي العيون الزرقاء بعد ذكر البليون الذهبي، أو بدون لف ودوران وبدون مواربة، نريده عالماً للأنجلوساكسون فقط لا غير، وليذهب الآخرون الى الجحيم، هكذا يفكر هؤلاء الإلغائيون الاستئصاليون، لا يطيقون أن يشاركهم في هذا العالم أيّ عرق آخر، قاموا بافتراض انّ البقاء للأفضل، ثم افترضوا أنهم الأفضل، والآن يطالبون الآخر بالتلاشي، وهم في واقع الأمر يطبقون هذا المبدأ عملياً ومنذ قرون، حينما أبادوا قاطني أميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا، ليستولوا عليها كيما يسود هذا العرق الذهبي على حساب التنوّع الإنساني الفطري، وعلى حساب التكوين الطبيعي للإنسانية…
في واقع الأمر ورغم أننا لا ندعو الى إزالة أيّ عرق في هذا النسيج الإنساني المتنوّع بحكم الطبيعة الكونية، وبحكم التوازن الفطري لكوكبنا وللكون برمّته، فالأقرب الى المنطق وإلى خير البشرية هو التخلّص من التكوين الأكثر استهلاكاً والأكثر سيطرة على منابع المنفعة الإنسانية، فهذا البليون الذهبي، رغم انه لا يتجاوز الـ 10% من سكان العالم، يستحوذ عنوة على 70% من مقدّرات العالم، وعلى 40% من اليابسة، وهو علاوة على ذلك يسيء إدارة الموارد التي اغتصبها بطريقة لا إنسانية تؤشر الى انتفاء انتمائه للعنصر الإنساني بالمطلق، فيكفي أن نعلم أنّ هذا البليون الذهبي ينفق مما سرقه من قوت الشعوب المنكوبة به نصف تريليون دولار سنوياً للإنفاق على كلابه وقططه والطعام الذي يُلقى في حاويات القمامة…
قمين بهذه الإنسانية إنْ كان محتوماً علينا تشذيب التعداد السكاني بطريقة تصبّ في صالح هذه الإنسانية، أن تجد طريقة لاستئصال هذا البليون الذهبي بالذات.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى