الوطن

حضور نوعي حاشد في احتفال «دار الندوة» بذكرى الاستقلال وذكرى تأسيسها

مرهج: هي مؤسّسة للحوار والثقافة ونشر الأفكار العربية التقدمية الحضارية

ــ عندما يرتفع صوت فلسطين من على منبر «دار الندوة» فإنه يرتفع منزهاً عن كلّ غرض ضيق أو مصلحة فئوية
ــ نريد رئيساً يكرّس جهده لتكريس الوحدة بين اللبنانيين وحماية تطلعاتهم نحو التقدّم والازدهار
ــ الاستقلال ليس خطاباً استعراضياً أو نشيداً حماسياً فحسب بل انتخاب رئيس جمهورية بإرادة لبنانية وليس بإملاء أجنبي
ــ نريد رئيساً يرعى استراتيجية دفاعية تصون عناصر القوة التي يمتلكها لبنان فتعزز الجيش والقوى الأمنية وتحمي وحدة الشعب وتصون المقاومة

 

غم انقطاع الكهرباء غصّت قاعة (دار الندوة) بالمئات من الأصدقاء من شخصيات سياسية وثقافية وإعلامية وحزبية ونقابية واجتماعية الذين شاركوها حفلها بعيد الاستقلال وذكرى تأسيس «دار الندوة» يتقدّمهم رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي أسعد حردان ممثلاً بوفد مركزي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي وناموس عمدة شؤون التنمية الإدارية رامي شحرور، الوزيران السابقان د. عصام نعمان ونقولا تويني، النائب السابق مروان أبو فاضل، المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور، العميد مصطفى حمدان أمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون، أمين عام حركة الأمة الشيخ عبد الله جبري، أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، ممثل سفارة فلسطين خالد عبادي، د. أنطوان سيف ممثلاً الحركة الثقافية انطلياس، العميد يحيى صالح رئيس جمعية كنعان ـ فلسطين، وشخصيات سياسية وحزبية وثقافية واجتماعية وممثلو حركات وجمعيات وهيئات ثقافية لبنانية.
افتتح اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني ثم ألقى عضو مجلس إدارة دار الندوة د. هاني سليمان كلمة قدّم فيها رئيس مجلس إدارة الدار الوزير السابق بشارة مرهج، جاء فيها: هذه الدار التي لكلّ واحد منكم فيها نصيب أو نصيب، هذه الدار التي بنيت طوبة طوبة، كدنا أن نلتقي على ضوء الشموع بسبب ضيق ذات اليد لا لأنّ الدار تذوب كالشمعة بل لأنها كما قال المتنبي إذا كانت النفوس كبار تعبت في مرادها الأجسام. جراح هذه الدار من جراح هذا الوطن وعزمها من عزم هذا الوطن.
مرهج
بعد ذلك ألقى مرهج كلمة جاء فيها: أهلاً وسهلاً بكم جميعاً في الدار التي تعتز بكم وبحضوركم خاصة في ظلّ هذه الظروف المأساوية التي تمرّ بها البلاد. هذه الحالة لم تكن من صنع شخص واحد أو طرف واحد وإنما من صنع منظومة أنانية عدوانية لا تهتمّ بمصالح الناس أو مصلحة البلد وإنما تهتمّ بمصالحها الخاصة ولو أدّى ذلك إلى إنهيار البلد وخسارة الناس ل 95% من أموالهم.
« دار الندوة» تعمل في لبنان ومن الطبيعي أنها دخلت التجربة وتعثرت بسبب الأزمة، لكنها بسبب تراثها الوحدوي واعتمادها على الديمقراطية وإيمانها بالتعدّدية واستنادها على أصدقائها فإنها مصمّمة على الخروج من هذه الأزمة كما هي مصمّمة على مشاركة الشعب معركته ضدّ الظلم والتسلط والرياء، وكلها ممارسات تجيدها المنظومة المتحكمة بمفاصل الدولة ومؤسساتها، المتنكرة لحقوق الناس وتطلعاتها، والرافضة لأيّ نوع من أنواع المساءلة.
« دار الندوة» كما فهمها المؤسّسون وفي مقدّمهم المفكر العربي الكبير الراحل منح الصلح هي مؤسّسة للحوار والثقافة ونشر الأفكار العربية التقدّمية الحضارية التي تحفز العرب في كلّ أقطارهم على الاتحاد في ما بينهم وجبه الأفكار العنصرية الفئوية وتجلياتها المادية والمؤسسية على أرض الواقع، على أن يُرسى هذا الاتحاد على أسس ديمقراطية تعاونية عصرية تحترم شخصية ومصالح واستقلال كلّ قطر.
أضاف مرهج: ومن صلب هذه الأفكار التحررية التي ندعو إليها فكرة الوحدة الوطنية داخل كلّ قطر مع مراعاة حقيقية للتعددية وحقوق الجماعات والفرد. أنّ عروبتنا الحضارية لا تعترف بالإقصاء أو الدمج القسري وإنما تعمل للتواصل والتفاهم لصالح المجتمع ومكوناته وأفراده.
وإذا أردنا أن نلخص عروبتنا بكلمة في هذه المرحلة فهي فلسطين التي تحمل العبء العربي كله. ومن هنا حركتنا المتواصلة نحو فلسطين ومساندة أهلها المناضلين الذين يقفون بشجاعة بوجه الصهيونية أعلى درجات الاستعمار والاستيطان منذ مئة عام دون أن يستظلوا بدعم كامل من أي دولة في العالم كما كان حال فيتنام التي انتصرت على الامبريالية الفرنسية ثم الأميركية بفضل حيوية شعبها والدعم الكامل الذي توفر لها من موسكو وبكين وباقي دول الكتلة الاشتراكية ودول العالم الثالث.
وسأل مرهج: لماذا التوجه الى فلسطين؟ لأنها قيمة إنسانية وحضارية فريدة بحدّ ذاتها، ولأنها أيضاً قلب العالم العربي وقد استهدفت لتقسيم الجسم العربي ومنعه من تحقيق الوحدة والانطلاق في بناء نفسه ورد الكيد عن أرضه.
ومن هنا ربطنا الدائم بين العروبة وفلسطين حيث لا نهضة قومية حقيقية إلا من خلال معركة الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه الكاملة على أرضه التاريخية المعروفة من قبل كلّ العلماء والمدونة في الكتب والأسفار على مدى قرون.
وبنفس القياس نحن نربط بين الوطنية وفلسطين لأنّ أكناف بيت المقدس شأن فلسطيني وشأن وطني أيضاً. وكلّ ما يضيم فلسطين أو ينتقص من حقوقها يطعن أقطارنا ويستنزف قواها. وهذا ليس حالاً جامداً وإنما هو وضع متحرك إذ أنّ تل أبيب وقياداتها سواء كانت يمينية متطرفة، أو دينية متعصّبة، تسير في نهج الدولة اليهودية الخالصة دونما حرج أو توقف عند رأي الغير مع ما يعنيه ذلك من إثارة للاضطراب في المنطقة واستقدام للمستوطنين المتطرفين لإحلالهم محلّ الفلسطينيين الذين يختبرون كلّ يوم الاضطهاد والقمع والحصار والأسر والتجويع والاغتيال والهجمات المتواصلة على مقدساتهم ومقدساتنا وفي طليعتها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة المباركة، وكلّ ذلك بهدف إخلاء الأراضي المقدسة من أهلها الصابرين وجعلها مساحة للغلو والتعصّب ومدخلاً للسيطرة على كلّ المنطقة العربية سواء بالسلاح أو التهديد به، أو الضغط السياسي وذلك بالاشتراك الكلي مع الرأسمالية الحاكمة في واشنطن التي تمنح تل أبيب كلّ ما يمكنها من التفوق عسكرياً واقتصادياً والكترونياً في المنطقة العربية وتخومها وصولاً الى الحدود الباكستانية والمحيط الأطلسي.
لذلك عندما نساند الشعب الفلسطيني وندافع عن فلسطين فنحن لا نقوم بواجبنا القومي فحسب، وإنما نقوم أيضاً بواجبنا نحو بلدنا الذي يربطه مع فلسطين مصير واحد كما كلّ بلد عربي وخاصة الشقيقة سورية التي تشكل رئتنا الثانية ومدخلنا الى العمق العربي.
وعندما يرتفع صوت فلسطين من على منبر «دار الندوة» فإنه يرتفع منزهاً عن كلّ غرض ضيق أو مصلحة فئوية، يرتفع مستقلاً واثقاً أنه يعبّر عن مشاعر جيل رفض التبعية والزبائنية وآثر التحرر والاستقلال ولو كلفه ذلك ما يملك. وإذا رأيتم «دار الندوة» تتحرّق الى التطوير والتحديث فلأنها حريصة على دورها الوطني والقومي وقد آثرت منذ تأسيسها أن تكون متكلة على نفسها وأصدقائها المخلصين الذين يشاركونها نزعتها الاستقلالية حيث لا وصاية ولا إملاء.
كما أنّ فلسطين القضية ترسم الإطار الفسيح الذي تتحرك دار الندوة من خلاله، فإنّ الوطنية اللبنانية الخالصة بما هي إيمان عميق بالديمقراطية والتزام كامل بالأخوّة الوطنية والانتماء العربي هي التي تحدّد حركتنا في عالم التناقضات والتسويات والمرارات الذي نعيش فيه.
هذه الأخوّة الوطنية التي نتمسّك بها تمسّك الطفل بأمه هي التي حفزتنا عام 1988 أن نخالف أعز أصدقائنا ونعارض علناً قطع الرواتب على أهلنا في المنطقة الشرقية بحجة وقوعها تحت سلطة المليشيات.
وهذه الوحدة الوطنية التي نتمسك بها تمسك المؤمن بالحق هي التي أملت علينا عام 1987 أيضاً أن نلتقي مع الحركة الثقافية في انطلياس ومعظم الجمعيات الأهلية في رحاب المتحف الوطني في أكبر تظاهرة شعبية رافضة للانقسام والاقتتال والتسلط وداعية للوحدة اللبنانية والسلم الأهلي واستعادة الاستقلال الوطني من براثن الطائفية والفئوية والتخلف.
ولا غرو فرسالة «دار الندوة» هي النضال لتكريس الوحدة بين اللبنانيين، وتحصين الاستقلال الوطني، وتعزيز الديمقراطية، والنضال الدؤوب ضدّ كلّ أشكال الفساد والانحراف التي تسود منهج الطبقة الحاكمة، ذلك المنهج الذي يعرّض استقلالنا لأشدّ المخاطر ويشوّه سمعة لبنان في الكرة الأرضية ويفضي الى إفقار وتشريد اللبنانيين ودكّ دولتهم بمؤسساتها ومنجزاتها التي تحققت عبر تضحيات جيلنا والأجيال التي سبقتنا.
لقد أصبح واضحاً أمام اللبنانيين الذين يعانون من غموض يلف مستقبلهم ووعود كاذبة تقصفهم ليل نهار، أنّ الحقيقة هي التي تحرّرهم وتضيء طريقهم الى غدٍ لا إذلال فيه ولا استهتار. لذلك هم يريدون معرفة من التهم أموالهم وسطا على مدّخراتهم ومن تعدّى على موارد الدولة وأملاكها معرّضاً البلاد للانكشاف والاستقلال الى التهميش.
يريدون معرفة مَن شلّ القضاء وأجّل التحقيق العدلي في المرفأ وراوغ في التحقيق الجنائي المتصل بحسابات البنك المركزي؟ يريدون معرفة من سهّل وساهم في تهريب الودائع الى الخارج، ومن يختلق الذرائع للتقاعس عن استعادة هذه الودائع. يريدون معرفة من عمّم العتمة في بيوتهم وأحيائهم، ومن لوّث مياه أدونيس وعشتار، ومَن رفع سعر الدواء والغذاء والاستشفاء، ولمصلحة مَن زيادة الضرائب والرسوم ورفع الدعم عن الأساسيات، وعدم الالتزام بدعم الشرائح الأكثر فقراً كما جاء في كل الأدبيات.
يريدون معرفة من قصّر في حماية الليرة اللبنانية وغامر باستقرار الاقتصاد وحوّل أموال المودعين الى كبار الأثرياء ونقض أحكام القانون ورفض الردّ على أسئلة النواب ورفض الانضمام الى اجتماعهم.
يريدون معرفة مصيرهم في دولة ترفض كلّ الحلول التي يقدّمها علماء اقتصاد شرفاء وترفض كلّ الاقتراحات التي يقدّمها أشقاء وأصدقاء لا يزالون يطمحون الى مساعدة لبنان رغم الطعنات التي تلقوها والخيبات التي خبروها.
وعن الاستقلال قال مرهج: وبعد كلّ ما فعلوه يتغنون اليوم بالاستقلال وينشدون أناشيده فيما هم يطعنون، بأعمالهم البائسة، معانيه السامية.
فالاستقلال ليس خطاباً استعراضياً أو نشيداً حماسياً فحسب وإنما هو أيضاً انتخاب رئيس جمهورية بناء على إرادة لبنانية وليس بناء على إملاء أجنبي. الاستقلال هو تشكيل حكومة تلبّي مطالب الناس وحاجات البلد وليس الانزلاق الى صراعات فئوية تعكس انحطاط السياسة وعجز السياسيين. الاستقلال يعني إعطاء ذوي الحاجات الخاصة والطبقات محدودة الدخل أموالهم المحتجزة في صناديق مهترئة تسيطر عليها بيروقراطية متخلفة. الاستقلال يعني الاعتراف بحقوق العمال والموظفين والطلاب والالتزام بها. الاستقلال يعني إنصاف الأساتذة والمعلمين كي يتمكنوا من الوصول الى أماكن عملهم والمساهمة في انقاذ القطاع التربوي. الاستقلال يعني الاعتراف بحق الأمومة والطفولة وحق المسنين في حياة لائقة مثلما يعني الوفاء بحقّ المودعين بودائعهم ورسم الخطط العاجلة لردّ هذه الودائع الى أصحابها.
الاستقلال هو الاعتراف الحقيقي باستشهاد سعيد فخر الدين وشهداء طرابلس المنسيين الذين سقطوا في 13/11/1943 برصاص الانتداب الفرنسي وهم الى جانب عشرات الجرحى: 1- سليم صابونة، 2- أحمد صابر كلثوم، 3 – رشيد رمزي حجازي، 4- فوزي قاسم شحود، 5- محمد ثروت، 6- عبد الغني افيوني، 7- عباس إبراهيم حبوشي، 8- محمد علي حسين خضر، 9- عبد القادر مصطفى الشهال، 10- وديع خاطر بركات، 11- أحمد جوجو، 12- محمد حسن المحمد، 13- سليم الشامي.
وكما أنّ الاستقلال هو الوجه الآخر للحرية والسيادة فهو كذلك احترام لحقوق الجماعات والأفراد وكراماتهم، إذ لا معنى لكلمة استقلال عندما يُهان المرء في بلاده أو تهدر أمواله ولا يجد دولة تنتفض لكرامته أو قضاء يستعيد له حقوقه. الاستقلال هو حرية البلاد وسلامة أراضيها بوجود جيش وقوى أمنية تلتزم بالدستور والقانون وتنال حقوقها كاملة دون أن تنحاز لأيّ فئة أو شخص. الاستقلال هو التخلص من هذه الاتكالية على الأجنبي في السياسة والاقتصاد والتخلص من عادة التسوّل والاستجداء التي يتقنها مسؤولون أثرياء لا يعرفون أين تتكدّس أموالهم ولكن يعرفون كيف يزرعون مفاهيم الفردية والانتهازية في عقول الضعفاء في نفوسهم.
وقال مرهج: كغيرنا من اللبنانيين الحرصاء على بلدهم واستقلاله نريد رئيساً للجمهورية تليق به الرئاسة، مشاركاً في الحياة السياسية، مدركاً لمصلحة لبنان، عاملاً لمصلحة اللبنانيين يجنّبهم الصراعات الداخلية ويرمي بثقله لصالح الاستقرار السياسي والنهوض الاقتصادي والإصلاح الإداري والمالي، رئيساً يرفض إقصاء فريق أو محاباة آخر، رئيساً يكرّس جهده لتكريس الوحدة بين اللبنانيين وحماية تطلعاتهم نحو التقدّم والازدهار وفاقاً للطائف ومندرجاته في تجاوز الطائفية السياسية وانتخاب برلمان من خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس شيوخ… رئيساً يناضل كي يحافظ المجلس الدستوري على صلاحياته الحقيقية، رئيساً محصّناً ضدّ الاحتكارات والامتيازات والزبائنية السياسية، رئيساً مؤمناً باستقلالية القضاء لا يتدخل في التعيينات أو التشكيلات أو القرارات حتى يحذو الجميع حذوه ويغدو القضاء مضرب مثل في استقلاليته وفعاليته ومكانته. نريد رئيساً يخضع للدستور ويحميه، رئيساً يحترم القانون ويعليه، رئيساً يعمل لتكافؤ الفرص بين اللبنانيين وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة لا سيما حقها في إعطاء الجنسية لأطفالها، رئيساً يرعى الدولة المدنية التي تطمئن الجميع وتتيح للجميع فرصاً متساوية للتقدّم والعطاء والإنجاز، رئيساً يرعى استراتيجية دفاعية تصون عناصر القوة التي يمتلكها لبنان فتعزز الجيش والقوى الأمنية وتحمي وحدة الشعب وتصون المقاومة حيث يطمئن أهالي الشهداء والمقاومين الذين دحروا العدو الصهيوني وحرّروا الأرض، رئيساً يطمئن أهالي شهداء المرفأ والجرحى إلى أنّ حقوقهم مصونة ولن تقوى عليها رياح الاستهتار والفساد، رئيساً يقف الى جانب الطبقات محدودة الدخل التي سحقتها الأزمة ولا تزال بسبب تعنّت الاحتكار وبارونات المصارف والمال وبسبب هزال الحكومة وضعف مجلس النواب اللذين يقفان منذ الأمس وحتى اللحظة الى جانب من رفض التحقيق الجنائي أو تسليم الأرقام واعتبر الخسائر موجودات ووزع العطاءات تحت ستار الهندسات المالية التي نبّهنا الى مخاطرها منذ بداياتها عام 2016 والتي كانت لمصلحة المصارف.
وختم مرهج قائلاً: المجموعة الحاكمة تصادر حقوق الغير وتمضي في غيّها دون أيّ مراجعة من قبلها أو محاسبة من قبل القضاء أو مجلس النواب وذلك يحتّم علينا كشف الحقيقة والعمل بموجبها مهما تطلب ذلك من صبر ومثابرة، فخوض المعركة حتى النهاية ليس خياراً وإنما هو مهمة وطنية لإنقاذ بلدنا وإصلاح مؤسّساته وتحسين سمعته وتثبيت صدقيته. واسترداد أبنائه الذين غادروه بمئات الآلاف.
الشعب يطالب والصديق يراقب ومع ذلك تخفق الطبقة السياسية الحاكمة في إصلاح الاقتصاد وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة. معنى ذلك أنها لا تريد أو لا تستطيع حّل الأزمة التي تسبّبت بها. وفي الحالين الأفضل لها أن تذهب الى بيتها بدلاً من أخذ البلاد الى متاهة جديدة تقضي على ما تبقى من موجودات وآمال.
ومثل ما هم يطالبوننا بالانتظار نحن نطالبهم بالمبادرة لأنّ الانتظار في حالتنا بضاعة قديمة وكاسدة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى