الوطن

«المؤتمر القومي العربي» يعقد مؤتمره المقبل في بيروت: لبناء تكامل عربي سياسي اقتصادي

أعلن المؤتمر القومي العربي، في بيان، أنه في أعقاب اجتماعين مطولين عبر تقنية الزوم للأمانة العامّة للمؤتمر، حضرهما ثلاثون عضواً من مختلف أقطار العالم العربي، وبرئاسة الأمين العام مجدي المعصراوي تقرّر عقد المؤتمر القومي العربي المقبل  في بيروت يومي 23 و24 حزيران المقبل.

وتوجهت الأمانة العامّة «بتحية إجلال وإكبار وتقدير عظيم لأرواح الشهداء الأبطال الذين سقوا بدمائهم تراب فلسطين عشية وخلال شهر رمضان، بعملياتهم النوعية والجريئة والشجاعة، وآخرها عملية الرعد الحازم في عاصمة الكيان الغاصب التي ألزمت المستوطنين جميعاً بالاختباء طوال ليل كامل في منازلهم، وأظهرت للعالم فشل القوات العسكرية والأمنية للاحتلال الصهيوني، وأكدت أن الشباب العربي يتمسك بالمقاومة خياراً للتحرير، مهما تنازلت حكومات عربية وإسلامية ومهما تواطأ مطبّعون لاهثون خلف الطيف الأميركي المتهاوي».

كما توجّهت «بالتحية والاعتزاز بالأسرى الفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال بكل إرادة صلبة من داخل زنازينهم ويحثّون بذلك إخوانهم في الخارج على مواصلة الكفاح والنضال والتضحية وصولاً ليوم التحرير الآتي قريباً، ويدعون، كما كل أحرار الأمّة، الفصائل الفلسطينية إلى انهاء الانقسام الذي لا يستفيد منه سوى العدو الغاشم».

ودعت الأمانة العامّة أعضاءها على امتداد العالم  العربي للتنسيق مع سائر القوى الحيّة لإطلاق فعاليات الدعم والمساندة لكفاح الشعب الفلسطيني، واعتبار هذه العمليات البطولية فرصة لإسقاط كل اتفاقيات التطبيع مع العدو.

أضافت “في موضوع التطورات الدولية حيث الحدث الأساس الذي سوف يترك تأثيراته على النظام الدولي بأبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، لعقود قادمة، هو العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا بعد سقوط الغرب من حيث المفاهيم التي حاول إيهام العالم بها لعقود مضت. إذ برز للعالم أجمع اعتماد معايير مختلفة للمفهوم الواحد، فالمقاومة في أوكرانيا هي بطولة بينما المقاومة في فلسطين المحتلة والعراق ولبنان هي فعل إرهاب، والاعتداء على أراضي الغير المحدودة في أوكرانيا جريمة بينما احتلال فلسطين وتشريد أهلها لأكثر من سبعين عاماً هي ديمقراطية”.

واعتبرت أن “الصراع القائم حالياً ليس بين روسيا والغرب، إنه بين الكتلة الأوراسية من جهة والغرب الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية من جهة ثانية”، مشيرةً إلى “أن ذلك يؤكد ما طرحه المؤتمر القومي العربي منذ سنوات من أن العالم ينقسم بين محورين: محور يتقدم ببطء لكن بثبات ومحور يتراجع لكنه يرفض الاعتراف بالهزيمة ويكابر إعلامياً واقتصادياً ليخفي حجم الهزيمة التي تصيبه، وقد أظهر التصويت في مجلس حقوق الإنسان انقسام العالم إلى هذين المحورين وتراخي القبضة الأميركية على كثير من حلفائها التقليديين”.

ولفتت إلى أنه  “بيّن أن مفعول العقوبات الاقتصادية على روسيا له آثار سلبية على الدول الأوروبية أكثر منه على روسيا نفسها، حتى أن كتّاباً غربيين بدأوا يظهرون خوفهم من سقوط النظام الاقتصادي العالمي وتربّع الدولار على عرش هذا النظام”، مؤكدةً أن  “للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا انعكاسات على الصراع العربي الصهيوني، ففيما هناك إرباك ظاهر عند حكومة الكيان الغاصب وسقوط محاولاته بالتوسّط بين روسيا وأوكرانيا، هناك بدايات تمرّد من أكثر من دولة عربية على القرار الأميركي متلازماً مع ارتفاع وتيرة المقاومة الفلسطينية البطلة في القدس والأراضي المحتلة عام 1948”.

ورأت أن “تداعيات الحرب في أوكرانيا على المستويات السياسية والاقتصادية والإستراتيجية، تتطّلب سعياً شعبياً ورسمياً من أجل الاستفادة من هذه التداعيات لبناء تكامل عربي سياسي اقتصادي، شعبي ورسمي، يُعيد أمّتنا إلى موقع الفعل والتأثير إقليمياً ودولياً لخدمة المصالح العربية والأهداف القومية، تكامل لا إقصاء فيه ولا تهميش لأي دولة أو تيار شعبي”.

وفي هذا الإطار، جدّدت الأمانة العامّة دعوتها لجامعة الدول العربية إلى إلغاء فوري لكل قراراتها المتعلّقة بتعليق عضوية سورية في الجامعة ومؤسساتها.

ولفتت إلى “تعثّر الولايات المتحدة الأميركية في إنجاز الاتفاق النووي الإيراني، ما يعني اندفاع إيران إلى رفع نسبة التخصيب إلى 90% وزيادة حجم التبادل الاقتصادي بين إيران والصين وتركيا في ظل تبادل تجاري بالعملات الوطنية وليس بالدولار الأميركي”.

ورأت أن المفاعيل السلبية لاتفاقات التطبيع بين بعض الحكومات العربية والكيان المحتل “بدأت تظهر بوضوح ولا سيّما أن حملة مقاطعة “إسرائيل” وصلت إلى أكبر الجامعات الأميركية حيث اعتبرت كلية الحقوق في جامعة هارفرد أن نظام الكيان المحتل هو نظام عنصري، إضافةً إلى جامعات عالمية أخرى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى