أولى

أفرجوا عن الأموال التي أقرّتها القمم العربية لفلسطين

بشارة مرهج *

في ذكرى قرار التقسيم الذي «زرع» الكيان الصهيوني في فلسطين ـ قلب الأمة العربية، وفي يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني جاهرت الجماهير العربية والإسلامية الموجودة في قطر لمتابعة مهرجان كرة القدم العالمي في الدوحة، بولائها للقدس وفلسطين وأثبتت أنها، رغم كلّ المزاعم والادّعاءات الصهيونية، تقف الى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله الهادف الى دحر العدوان الصهيوني المتصاعد وإسقاط خططه الرامية الى إقامة الدولة اليهودية الخالصة على أرض فلسطين التاريخية.
وفي هذه المناسبة المزدوجة التي يختلط فيها الألم بالأمل نستذكر باعتزاز أبطال الشعب الفلسطيني، نساءً ورجالاً، الذين استشهدوا دفاعاً عن فلسطين وحقها في الوجود والحرية والاستقلال، ونحيّي شعوب الأرض التي آزرت الحقّ الفلسطيني دوماً وأدانت الاحتلال الصهيوني الذي يمارس أعلى درجات العنصرية ضدّ الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه وفي الشتات. وفي هذا السياق نؤكد على النقاط الآتية…
أولاً: انّ الشعب الفلسطيني، رغم وجوده خارج الحلبة الكروية في قطر، سجل في المرمى الصهيوني أهدافاً رائعة شهدها وشارك فيها ناس من مختلف البلدان والأعراق فاجأوا الإعلام الصهيوني بمواقفهم الجريئة رفضاً للكيان الغاصب وتمسكاً بفلسطين وشعبها. ونتيجة لهذه المواقف المتلاحقة فشلت كلّ محاولات الإعلام الصهيوني للتسلل إلى المرمى الفلسطيني مثلما فشلت محاولاته في تزوير الحقائق ومحو ذاكرة الشعوب.
إنّ الانتصار الفلسطيني في الدوحة أضاء الشاشات العربية والدولية وبعث الى العالم برسالة تؤكد تجذر الشعب الفلسطيني في أرضه مثلما تؤكد ترنّح حركة التطبيع وبداية تصدّع ملموس للحصار الكبير الذي يضربه الكيان الصهيوني ومعه القوى العالمية الاستعمارية على الأراضي المقدسة وأهلها الميامين.
ثانياً: انّ الوحدة النضالية التي تتجلى كلّ يوم في ميادين المواجهة تماسكاً وتكافلاً بين أبناء الشعب الفلسطيني الذين يواجهون عدواً شرساً على امتداد الأرض الفلسطينية هي إنجاز كبير ينبغي الحفاظ عليه وتطويره حتى يعكس نفسه على مستويات قيادية عليا من نابلس الى جنين، الى القدس، الى غزة وعكا والناصرة فتكون الفعالية مضاعفة والثمرات متكاثرة لصالح المقاومة البطولية التي أربكت الكيان الصهيوني وجعلته يرتجف ويحسب ألف حساب للمخيمات والأحياء والشوارع والساحات التي ترفع قبضاتها وأصواتها عالياً بوجهه.
انّ ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل مهما كانت كلفته فهي لا تقارن بالمكاسب الستراتيجية التي يمكن أن يحققها النضال الفلسطيني المنسّق في هذه اللحظة التاريخية التي تشهد تحوّلات إيجابية مهمة لصالح فلسطين ومقاومتها الباسلة.
ثالثاً: انّ يمين اليمين الصهيوني المتطرف يهيّئ الخطط والقوانين للتضييق بوحشية على الأسرى الفلسطينيين في المياه والغذاء والدواء والإقامة وصولاً الى سنّ قانون بإعدامهم. وهذا ما يروّج له ايتمار بن غافير ممثل التيار الديني المتعصّب في الحكومة العتيدة الذي يفضل أيضاً زيارة الأسرى في القبور بدلاً من السجون.
لكلّ ذلك فإنّ القوى العربية والدولية المناصرة للحق الفلسطيني مطالبة بمضاعفة جهودها لدعم صمود الشعب الفلسطيني المناضل ومدّه بكلّ الوسائل التي تمكّنه من جبه الصهيونية وإحباط خططها الهادفة الى التطهير العرقي وبناء الدولة الصهيونية الخالصة على أرض فلسطين.
رابعاً: انّ الشعب الفلسطيني يستحق الإفراج عن الأموال التي تمّ إقراراها لصالح القدس وفلسطين في مؤتمرات القمة العربية المتتالية.
انّ هذه الأموال هي حقّ لفلسطين بذمة الأنظمة العربية وليس من مبرّر لهذه الأنظمة أن تؤجّل هذا الاستحقاق أو تتجاهله في وقت تنهمر فيه المساعدات الأميركية بدون حساب على خزائن الكيان الصهيوني ومعسكراته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نائب ووزير سابق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى