رياضة

تفاعل اللبنانيين مع مجريات مونديال قطر من يشجّع رئيس وأعضاء اللجنة الأولمبية

إبراهيم وزنه
تُجمع آراء أهل الخبرة وتفيدنا النتائج بأن مشاركة منتخب لبنان بكرة القدم في نهائيات كأس العالم أمر صعب التحقق أقّله في المدى المنظور، على أمل أن يصبح ذلك ممكناً مع رفع عدد المنتخبات إلى 48 ابتداءً من النسخة المقبلة 2026، مع الإشارة إلى أن ترتيب لبنان على لائحة الفيفا غالباً ما يحوم حول الرقم 100، وبالانتقال إلى مسألة عدم متابعة اللبنانيين للمونديال الدائر في دوحة العرب، بسبب الاستهتار الذي اعتمدته الحكومة اللبنانية في سياق التفاوض مع المعنيين، فيما كرة القدم في بلدنا وكل بلاد العالم هي اللعبة الشعبية الأولى، واللافت أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حرص على حضور حفل الافتتاح، وكأنه بذلك يمثّل جميع اللبنانيين! وللأسف، غاب عن بال “الميقاتي” بأن تكلفة الاشتراك تفوق راتب أستاذ ثانوي.
على أي حال، في ضوء حرمان غالبية اللبنانيين من متابعة المونديال العربي، ومع انتهاء الدور الأول، إرتأينا أن نقف على آراء رئيس وأعضاء اللجنة الأولمبية اللبنانية، الممسكين بدفّة القيادة للشباب الواعد، توجّهنا إليهم، مستفسرين عن المنتخب الذي يشجّعونه ولماذا؟ ومن يرشحون للفوز باللقب المنتظر، وما تعليقهم على عدم نقل المباريات عبر محطة تلفزيون لبنان الرسمي؟ فجاءت إجاباتهم كالآتي:
ـ بطرس جلخ (رئيس اللجنة الأولمبية): أشجّع منتخب ألمانيا، لأنه يملك أسلوباً ثابت ويتمتع بالنظام والانضباط والروح القتالية، منذ مطلع شبابنا سمعنا وتابعنا المدرسة الألمانية في اللعبة الشعبية. حزنت لخروجهم من الدور الأول، وأرى في تقارب المستويات الفنية صعوبة في تسمية البطل، لكنني أحبّ أن أثني على ما قدّمته المنتخبات العربية. أما بالنسبة لعدم نقل المونديال، فهذا خطأ ارتكبته الدولة، ولم يتصرّف المعنيون بالموضوع بطريقة صحيحة، ربما نتيجة كثرة المشاكل والملفات الضاغطة في أكثر من اتجاه.
ـ هاشم حيدر (نائب رئيس أوّل ـ رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم): أشجّع المنتخب البرازيلي، العنوان الساطع للعب الحلو، وقد عوّدنا هذا المنتخب على تقديم فواصل كروية ممتعة عبر التاريخ، وفي سجله خمسة ألقاب عالمية. وفي ضوء ما تابعته من مباريات أرى بأن المنتخب الفرنسي مرشّح طبيعي لإحراز اللقب الثالث في مسيرته التصاعدية. وحول ما حصل بخصوص النقل التلفزيوني والعوائق التي أحاطت به، أوضّح بأننا كاتحاد كرة قدم، لم نكن في جوّ المفاوضات التي دارت مع الأخوة والأصدقاء في قطر، أو حتى مع القيّمين على النقل التلفزيوني المشفّر، وأحزن لعدم وصول المفاوضات إلى ما يصبو اليه الناس المتعطشون للتنعّم بفسحة من الترفيه والفرح في خضم ما يواجهونه من أعباء اقتصادية وصحية ومعيشية في هذه الأيّام.
ـ جاك تامر (نائب رئيس ثانٍ): أشجّع الأرجنتين منذ القدم، لعبهم حلو وممتع، ومع خروجهم أرى اللقب برازيلياً. بالنسبة للتقصير الذي حصل في موضوع النقل، هناك سوء إدارة ومناكفات، ولو الإدارة صح ما كنا وصلنا إلى ما حصل، للأسف المسؤولون في وادِ والناس في وادِ آخر.
ـ أسعد النخل (نائب رئيس رابع): أشجّع المنتخب الأرجنتيني، ومعه أيضاً المنتخب الأميركي، فالأداء الارجنتيني ممتع على أرض الملعب، وقد تعلّقت بهم منذ مطلع شبابي، لكنني أرى أن ما يقدّمه المنتخب البرازيلي يؤهله ليكون طرفاً في المباراة النهائية. أما بالنسبة لموضوع النقل وحرمان الشعب من متابعته كما يجب، فالتقصير موجود من قبل المسؤولين، وعيب الذي حصل في هذا الموضوع، حرموا الناس من متعة المواكبة، المعيشة أصبحت صعبة على غالبية اللبنانيين فكان حرياً بالدولة مساعدة الناس وفتح نافذة ترفيه لمواجهة الحياة الصعبة التي يواجهونها.
ـ حسان رستم (أمين عام اللجنة الأولمبية): أشجّع البرازيل، تعلّقت بهم من زمان، هو تفاعل كروي قديم، ففي البرازيل وفرة في المواهب، نجوم يلاعبون الكرة على وقع رقصة “السامبا” والحمدلله حفيدي تعلّق بهم أيضاً، وأرشحهم للفوز باللقب العالمي للمرة السادسة في تاريخهم. وفي الحديث عن النقل وما حدث حوله من عقبات حالت دون نقله. فالثغرة موجودة في الحكومة، تعجّبت من حضور رئيسها حفل الافتتاح، بصراحة لو كنت مكانه لما فعلت ذلك، إنها “دعسة ناقصة”، كان من المفترض أن تدفع الدولة الاشتراك المطلوب ولا تحرم الناس من متابعة مجريات المونديال.
ـ محمود حطّاب (عضو مستشار في اللجنة الأولمبية): يعجبني المنتخب الألماني، فهو صاحب أمجاد وعراقة كروية، اعتدنا على تقديمه المستويات الراقية منذ عقود. وفي الصف الثاني أشجع منتخب البرازيل، الممتع في أدائه، وأتوقّع وصوله إلى المبارة النهائية لمونديال قطر. أما بالنسبة إلى عدم نقل المباريات عبر تلفزيون لبنان الرسمي ليتسنى لعموم اللبنانيين مشاهدتها، فأعتقد بأن همّ الشعب اللبناني أصبح في مكان آخر، وهذه المسألة تقع في آخر الترتيب على سلّم أولوياته، فاللبناني يفكّر حالياً بتأمين ثمن “نقلة” المياه التي يحتاجها أسبوعياً، فيما المونديال يطلّ عليه كل أربع سنوات! ولفتني ما قام ويقوم به البعض لناحية تكافلهم وتكفّلهم في تأمين حضور المباريات لمن لا يقدر على دفع الاشتراك المطلوب، وقد لمست هذا الواقع الرائع في أكثر من حيّ وبلدة.
ـ خضر مقلد (أمين صندوق اللجنة الأولمبية): بصراحة شجّعت المنتخب السعودي، وكنت أتمنى أن يصل إلى أبعد من ذلك في المونديال لأنه يستحق، فالانتماء العربي جعلني أشعر بضرورة تشجيع المنتخبات العربية، آملاً أن يحقق المنتخب المغربي المزيد من الانتصارات. أما بالنسبة لموضوع حرمان اللبنانيين من متابعة المونديال أسوة بكل شعوب العالم، للأسف، هذا موضوع سياسي ومحاصصات، علماً بأنه يجب فصل الرياضة وتنزيهها عن كافة الخلافات والمشاحنات السياسية، ولو جرت المفاوضات في هذا الموضوع كما يجب وبروح المسؤولية، كانت الناس تابعت المباريات وتفاعلت بفرح لترفع عن كاهلها الأثقال المعيشية وما أكثرها.
ـ ربيع سالم (محاسب اللجنة الأولمبية): مع خروج الألمان، سأشجّع المنتخب الفرنسي، علماً بأنني نشأت على حبّ المنتخب الألماني، وتفاجأت بأدائهم المتراجع. أتصوّر أن اللقب محصور ما بين منتخبي فرنسا وإسبانيا. ومن موقع المسؤولية الرياضية، أعتقد بأن الشعب اللبناني حُرم الكثير من الأمور البديهية في الحياة، ومتابعة المونديال واحدة منها، لذا لم نعد نستحق تصنيفنا (كعالم ثالث) بل أصبحنا سابعا أو تاسعا أو عاشرا، جميع دول العالم تتابع المونديال إلا في لبنان.. وهذا أمر عجيب ومعيب جداً.
ـ مازن رمضان (عضو مستشار في اللجنة الأولمبية): أشجع البرازيل وأرشّحها للفوز باللقب السادس في تاريخها، طريقة لعب الفريق حافلة بالمتعة والتميّز عن بقية المنتخبات بالاضافة إلى التطور الدائم في المجال الكروي، والبرازيل كما عهدناها هي مهد الخامات الكروية منذ زمن بعيد ولم تزل، وأنا مشجع للفريق منذ بداية تعلّقي بكرة القدم. أما بالنسبة لعدم نقل المباريات مجاناً على تلفزيون لبنان، فهذا أمر مستغرب، في حين أن المواطن اللبناني هو بأمسّ الحاجة إلى فسحة من الفرح والترفيه في خضم هذا الواقع المأزوم الذي نعيشه منذ سنوات وما يرافقه من ضغط نفسي وقلق معيشي.
ـ جورج عبود (عضو مستشار في اللجنة الأولمبية): أشجّع البرازيل، فمنذ الصغر وجدت نفسي مشجعاً للمنتخب البرازيلي ومتأثراً بمن حولي في هذا السياق، وأرشّح منتخب السامبا للفوز باللقب العالمي السادس في مسيرته المتألقة. أما عن عدم النقل، فأراه كارثة، لا أحد من المسؤولين يتعاطى بروح المسؤولية مع الشعب، للأسف انتظروا حتى آخر اسبوع، ولم يوفقوا بتأمين المال اللازم، إنه أمر معيب.
ـ رافي مومجوغليان (عضو مستشار في اللجنة الأولمبية): أنا من المعجبين بالكرة الألمانية، لكنني أشجع المنتخب الأرجنتيني، خصوصاً في ضوء ما يقدّمه من عروض ممتعة وهو صاحب أمجاد في البطولات العالمية، كما أرشّح الأرجنتين أو البرازيل للفوز بلقب النسخة الحالية، وأرى في المنتخب الفرنسي همّة عالية لتحقيق لقبه الثالث أيضاً. وعن عدم متابعة اللبنانيين للمونديال بشكل مجاني، فالحقّ في المقام الأول يقع على الدولة، مؤسف وحرام حرمان الناس وخصوصاً الشباب الرياضي من هذه المتعة التي تأتي كل أربع سنوات… ربما غرقنا في المشاكل والانقسامات انعكس على سير المفاوضات في موضوع النقل التلفزيوني.
ـ وليد دمياطي (عضو مستشار في اللجنة الأولمبية): أشجّع المنتخب الألماني، وهذا أمر طبيعي وبديهي لأن والدتي ألمانية، ومع خروج ألمانيا أرشّح الفرنسيين أو الاسبانيين للفوز باللقب. أما عن عدم نقل المونديال عبر محطة تلفزيون لبنان، فالناس في لبنان محرومون الكثير من الخدمات والتقديمات، وهذا انعكاس واضح للوضع السياسي على عيش اللبنانيين، فالحرمان وصل إلى أبسط الأمور ـ حضور مباريات كأس العالم ـ للأسف لا يوجد شيىء مجاني في لبنان، الناس متعبة والدولة آخر من يعلم أو يسأل أو يواجه بمسؤولية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى