دبوس
الشريك الكامل
تزفّ إلينا «نيوزويك» الأميركية بشرى تعديلات أجريت على العقيدة العسكرية الأميركية، من أبرزها اعتبار كيان الإحلال شريكاً كاملاً في الجهد العسكري الأميركي وإدماجها في القيادة العسكرية مباشرة وليس ضمن قيادة أوروبا أو الشرق الأدنى أو أفريقيا…
الجسم العسكري الأميركي و»الإسرائيلي» أصبحا وحدة واحدة سيشاركان معاً في مجمل الاشتباك على مسرح العمليات، وبالذات ذلك المتعلق بإيران، هل يعني ذلك شيئاً جديداً؟ وهل يشكل ذلك تعزيزاً لقوة العدو في حال اندلاع اشتباك شامل؟ لا أعتقد ذلك، وأعتقد فوق ذلك أنه في حالة الصراع الكلي، وحتى في حالة القتال المنخفض الوتيرة فإنّ الاصطفافات قائمة، والأدوار لكلّ مقوّمات المعسكرين، معسكر الهيمنة، ومعسكر المقاومة معروفة، وتمارس دورها بدون الحاجة الى الإعلان عن ذلك…
لا يساورني أدنى شكّ بأنّ إمارات وممالك التطبيع والأنظمة المستتبَعة لقوى الهيمنة، وحتى سلطة أوسلو، هم جميعاً في خندق واحد، وفي حالة الاندلاع الشامل للصراع فإنّ كلّ واحدٍ منهم سيقوم بدوره المرسوم مسبقاً، وفي حالة الوتيرة المنخفضة للصراع، كما هي الحال الآن، فإنّ كلّ طرف في منظومة الهيمنة يقوم بما هو مطلوب منه، سواء أعلن عن ذلك أو لم يعلن…
الكتلة الكمية على طرفي الصراع معروفة ومنخرطة في عملية الصراع في كافة مستوياته، وأتمنى ان يتمّ التعبير العلني والتصريح الذي لا لبس فيه من قبل محور المقاومة بأنه وفي حالة الاشتباك المرتفع الوتيرة، فإنه سيصار الى توجيه الكمّ الأكبر من الضربات إلى كيان الإحلال، بطريقة ماحقة مروّعة، بحيث يجري إلحاق أكبر كمية من الدمار إلى هذا الكيان وبالذات كبده، وأتمنى أن يُصار الى ابتداع الوسائل والخطط اللوجستية، وقدرات التعبئة والحشد، بحيث يتمّ استحضار الكمّ الأكبر من المقاتلين بكفاءة عالية من حيث السرعة والتمويه والعديد، والذين سيندفعون نحو الأراضي المحتلة للإمساك بما يمكن الإمساك به، فحالة العدو في سيناريو كهذا، هي كحالة الملاكم الذي يتلقى سيلاً من اللكمات على الوجه والرأس فيحاول بكلتي يديه تغطية رأسه من الضربات، فينكشف جسمه تماماً، وتكون الفرصة السانحة لتوجيه ضربات قاتلة الى الجسد لملاكم تدرّب طويلاً على تحطيم الأضلاع، مما يستدعي التدريب المتواصل والذكي على الكيفية التي سيتمّ اتباعها في الحشد السريع، والاقتحام والإمساك بالأرض خلال الضربات الشاملة والقاصمة بالصواريخ والمُسيّرات.
سميح التايه