ثقافة وفنون

القاصة السورية رشا النقري تستلهم أفكارها من الواقع المعيش في سنوات الحرب

اختارت الشابة رشا النقري رفقة القلم والورق منذ صغرها، فراحت تكتب القصص القصيرة والنصوص الأدبية على مدى سنوات، مؤسسة لحضور أدبي مميز لها في طرطوس، حيث اتخذت كتاباتها منحى واقعياً، مستلهمة نصوصها من البيئة السورية والحياة اليومية، لتجسّد حال الناس خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية، وما خلفته من تداعيات على الواقع المعيش.
النقري الحاصلة على إجازة ترجمة باللغة الإنكليزية من جامعة البعث في حمص تحدثت في لقاء صحافي عن بداياتها عام 2009 بكتابة قصص قصيرة عبر صفحتها على الفيسبوك، مرفقة إياها بصور تعبر عن الكلمات، فكانت أولى قصصها عن ليلى التي أومت بوشاحها الأحمر للذئب لتنسج حكاية جديدة تحت عنوان (ليلى تبحث عن الذئب في الغابة)، حملتها مشاعرها وأفكارها عن الحياة والحرب وصدمتها بفقدان أخيها وخالها الشهيدين.
وقالت: لاقت القصة تفاعلاً كبيراً ومطالبات عدة من المتابعين لكتابة قصص جديدة، فأكملت بعدها تأليف قصص واقعية حول الحرب، وبدأت بنشر أعمالي في مجلات عديدة، كمجلة «الفينيق» قبل أن أنقطع لفترة عن الكتابة، بسبب عملي بالمركز الإذاعي والتلفزيوني في طرطوس لأعود إليها عند ظهور فيروس كورونا، حيث كانت الضغوط الاقتصادية والخوف المنتشر بين الناس حافزاً قوياً للكتابة.
وترى النقري أن الكتابة الواقعية مسؤولية تجاه بلدها للإسهام بتوثيق أحداثه، موضحة أنها أصدرت ديوانها الأول عام 2021 الصادر عن دار أعراف للنشر وحمل عنوان «البكاء دفعة واحدة»، وضم نصوصاً وجدانية حاكت من خلالها هموم الشعب وصورت معاناته في طابع إنساني طاغ.
وتابعت: بعد ذلك توثيق الأحداث في محيطها الاجتماعي لتصدر كتابها الثاني «رصاص وقيصر» والذي ضمّ مجموعة مقالات، سلطت فيها الضوء على تضحيات الشهداء والمفقودين وذويهم جراء الحرب، مدركة دورها في التعبير عن قضايا الناس إذ وثقت حكايا المدن التي شرد أهلها ودمرت بيوتها جراء الإرهاب، كحكاية حمص التي روتها على لسان البطلة في قصة «سمر».
وتعتمد النقري في نصوصها أسلوباً قصصياً فنياً مشوقاً تسترسل مع سير الأحداث وتتناغم وتنفعل معها بلغة بسيطة مترعة بالصفاء الروحي، كما أنها تنجح في التعبير عما يجول في خاطرها وتشاهده عيناها لتختار موضوعاتها وشخوصها، بما يسهم بإيصال فكرتها للقارئ كما ذكرت، مبينة أنها قرأت لكتاب كثر منهم أحلام مستغانمي وغادة السمان وحنا مينة.
وتأمل الكاتبة الشابة أن تتمكن مستقبلا من كتابة مسلسل يوصل إحساسها للمشاهد وأن تنشر كتاباتها على نطاق أوسع لتكون وثيقة تؤرخ لواقع السوريين خلال الحرب الإرهابية على بلدهم.
يذكر أن النقري حاصلة على دبلوم إعلام من الأكاديمية السورية للتدريب والتطوير في دمشق، وتعمل مذيعة في المركز الإذاعي والتلفزيوني بمحافظة طرطوس، وتكتب القصة القصيرة والومضة والرواية والنثر وتعمل على التحضير لكتاب جديد بعنوان «عتمة روح».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى