أخيرة

دبوس

نفير الوهابية

يبدو أنّ أحدث نفير للجهاد أُفتيَ به من قبل جهابذة الوهابية القاتلة هو النفير للجهاد في أوكرانيا ضدّ العدوان الروسي الكافر، ولا بّد انّ الجدلية التي تمخضت عنها عقول ماكينة الإفتاء لدى نجوم الوهابية من أمثال العريفي والعرعوري ومن لفّ لفيفهم هي انّ القتال الجهادي جائز مع إخواننا الكتابيين الأوكرانيين ضدّ الكفار الروس الذين يخبّئون فكرهم الشيوعي الكافر الضال بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وهم في واقع الحال ما زالوا يعتنقون هذه الفلسفة الكافرة في الخفاء وبدون ضجيج،
يستطيع أيقونة الفكر الوهابي الضال، السيّئ الذكر والطالع، وجهبذ جهاد المناكحة، العريفي، ان يلقي بأفعاه الإفتائية لتبتلع كلّ الأفاعي الأخرى، فالرجل ذو باعٍ طويل في متاهة الضلال والتضليل، والفاقدين للعقول وللديدن جاهزون، تمّ ترويض عقولهم الضاحلة لتستقبل كلّ الغثاء الفكري بدون أدنى مجادلة، وتندفع بعد ذلك للقتال في سبيل الله، اليوم هم أجناد القوقاز، والوجهة، شمال شرق، والموقع، بلاد الأوكران المقدسة، والرفاق، صهاينة وفاشيّي ونازيّي فيالق الآزوف الأبطال، وستترى الفتاوى تباعاً، حسب الظروف، وحسب المتغيّرات، وكلّه بسعره…
وإنْ جادلك أحدهم، ماذا عن الجهاد أيها الأحبة في فلسطين، ألم يحن الوقت للجهاد هناك، بعد البوسنيا، وبعد أفغانستان، وبعد الإيغور، متى يأتي دور المنكوبة فلسطين، سيردّ عليك العرعوري، قدّس سرّه المجيد، انّ الدور لم يأت بعد، الأوْلى حالياً هو المجاهدة دفاعاً عن نساء أوكرانيا الجميلات، ذوات الشعر الذهبي والعيون الزرقاء، وتضامناً مع إخواننا الكتابيين من اليهود، أحفاد موسى وسليمان وداوود ويعقوب، ثم، هل نسيتم أحبتنا مقاتلي الناتو، الذين قاتلنا معهم كتفاً بكتف في ليبيا، وتكريساً لفتوى كبير مفتي الأمة الراحل العظيم، القرضاوي، والذي أتحفنا، «رضي الله عنه وأرضاه»، بأنه لو كان محمد موجوداً لتحالف مع الناتو، والدليل على صحة فتاويه المقدسة هو الخير والسلام والاستقرار والرخاء الذي تنعم فيه ليبيا الآن، خاصةً بعد تدخل الناتو…
وبعد اثني عشر عاماً من فتواك المبجّلة، نم قرير العين أيها القرضاوي الفذ، فأبناؤك يحملون الراية، وسيتابعون المسيرة بإصرار وبلا هوادة، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً .
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى