أولى

ديناميات الصراع الروسي…

‭}‬ رنا العفيف
انعكاسات وانتكاسات فرضت نفسها على ساحة المعارك الدائرة، في مسار الصراع الروسي والأكرواني الغربي، وتحديداً في مسألة المسار العسكري الاستراتيجي في أوكرانيا، الأمر الذي أدى إلى تغيير في أدوات التسليح، مع تزامن التحولات السريعة في ديناميات الصراع، التي سعت واشنطن إليها، عبر تكثيف المساعدات العسكرية النوعية لأوكرانيا، لا سيما التطورات الميدانية، التي تطرح أسئلة كثيرة حول الأسباب الاستراتيجية لإعادة تسليح كييف بالأسلحة النوعية بهذة الطريقة..
انطلاقاً من إيجابيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول ما يشيد بأداء قواته بأوكرانيا، ويصفها بالديناميات الإيجابية، لا سيما أنه يعطي مؤشراً على انعكاسات قد تحصل في المرحلة المقبلة، ستقلب موازين العملية العسكرية التي خطط لها سابقاً، ليقع كباش الديناميات بين يديه، أيّ مفاتيح الحلّ والربط، بدلاً من توقعات الأطراف التي تعاني من اضطرابات سياسية، عكس ذلك، ومنها من يهدد بحرق صوامع القمح في خاكييف، وإلصاق التهمة بروسيا، نظراً لتزامن الكباش مع التطورات المتسارعة على الساحة الأوكرانية، لا سيما في ظلّ التقدّم الميداني الروسي على جبهة باخموت من جهة، واستعداد كييف لتفجير صوامع القمح، إلا أنّ واشنطن تقوم بتغيير ديناميات الصراع، على نحو جذري، مع دخول الدبابات الأطلسية إلى ساحة المعركة، كان أصداء تردّد الديناميات في لندن التي أعلنت عن إرسال دبابات شالنجر 2 إلى أوكرانيا، بعد إعلان فرنسا إرسال عربات مدرّعة، ومع ازدياد التقلبات الداخلية والضغوط الخارجية، ترد الحكومة الألمانية على تزويد كييف بدبابات ليوبارت 2، وهي دبابات كانت قد أعلنت عنها بولندا لإرسالها إلى كييف بالرغم من حاجتها لموافقة برلين، ولكن كلّ هذة التعزيزات تصبّ في خانة الدب الروسي، لأنّ شحنات الدعم العسكري مهما تزايدت لن تغيّر شيء من واقع الصراع العسكري الإستراتيجي بين روسيا والغرب، لطالما واشنطن ومن معها يبحثون عن استراتيجية عسكرية خاصة بأوكرانيا، تجمع مختلف الأنظمة العسكرية من الشرق والغرب لتفتيت روسيا، ولو كانت برية جوية تبقى لها تناقضات، وبطبيعة الحال كلّ هذة التعزيزات تعطي دلالة على أنّ الحرب طويلة بالمدة الزمنية والجغرافية.
أما انتصارات الجيش الروسي، تدلّ على الثقة بالنصر، من خلال ما تطرق إليه فلاديمير بوتين بوصف دينامياته الجيدة بالإيجابية، مع الثقة بالنفس، وهذا يمكن القول بأننا لا يمكن إغفال تقدم القوات الروسية على القسم الغربي في سوليدار، الذي أعطى زخماً قوياً في المدّ الاستراتيجي لتحقيق أهداف استراتيجية أخرى، من خلال اكتساح روسيا هذه المعارك الصعبة والتي أغلبها تحت الأرض في مستهل النزاع الحاصل، وهذا واضح في سياق الأشمل مع الولايات المتحدة الأميركية، ضمن حدود الرؤية بالنسبة للدول الأوروبية على الأقلّ، حتى يستمرّ الرئيس الروسي فلاديمير بالمخطط لتحقيق كامل النصر الذي يتجسّد بشخصيته الذكية، ليعيد أمجاد الإتحاد السوفياتي بعصر جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى