رياضة

الحكم العُماني شوّه ختام الدوري اللبناني «صحّح الخطأ بالخطأ» والعهد يتوّج بطلاً

إبراهيم وزنه
في ضوء انعدام الثقة بحيادية الحكّام اللبنانيين، وسعياً منه لتخفيف العبء عن طواقمه التحكيمية، لجأ الاتحاد اللبناني لكرة القدم إلى تكليف طاقم حكّام عُماني لقيادة المشهد الأخير من بطولة الدوري اللبناني… هذا التدبير الاحترازي اعتمده الاتحاد ظنّاً منه بأن الأمور ستسير على خير. وبالانتقال إلى “المكان” فعلى ملعب جونيه المؤهّل الوحيد في زمن القحط، دارت المعركة الكروية، بين فريقين لا ينتميان إلى تلك المنطقة جغرافياً (العهد والأنصار) وكالعادة، فُرض عليهما الانتقال إلى مدينة جونيه مع جماهيرهما لأداء “الرقصة” الأخيرة قبل أن يرفع أحدهما الكأس عالياً، ليضيف إلى ألقابه لقباً جديداً، وما بين طموح العهد “بالتاسعة” والأنصار بـ “15” أطلق الحكم خالد الشقصي صافرة البداية.
بداية، وفي “غوغلة” سريعة على الطاقم العُماني، تبيّن لنا بأن الحكم “الشقصي” أقل خبرة وصلابة ميدانية وخبرة خارجية من زميله الذي تمّ تعيينه حكماً رابعاً خلال اللقاء المسمار والحاسم، أحمد الكاف الذي سبق وأدار المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا! فلماذا تمّ استبعاده عن قيادة هذا اللقاء، وهو الأهم في البطولة؟!
وبالانتقال إلى تفاصيل المباراة، فقد قدّم الفريقان مباراة رائعة، لجهة السرعة والانتشار والتسديد ووفرة الفرص وروعة الصد من الحارسين، وزاد من جمالية اللقاء الجمهورين ـ لبعض الوقت فقط ـ تقدّم العهد بهدف ملعوب عن طريق ربيع عطايا (د40)، بعد ذلك حصلت المعضلة الأولى، حيث حرم الحكم الشقصي الأنصار من التعادل الصحيح والصريح (د62) عبر النازل لتوّه نادر مطر، حيث أعلن عن فاول بحق “اللواتي” بعد تمريره الكرة أمامية، وفي عالم كرة القدم يجب أن تعطى الأولوية في سياق إتاحة الفرص يا جناب الحكم وهذا ما لم تفعله؟! ومع توقّف المباراة وتكسير الكراسي في المدرجات الأنصارية ورميها إلى أرض الملعب ومحاولات رئيس “الأخضر” نبيل بدر للتهدئة وضبط الأمور، عادت لتستكمل ـ على مضض ـ إلى ان صحّح الحكم الخطأ الأول بخطأ آخر، حيث أعلن عن ضربة جزاء للأنصار متغاضياً عن تسلل مفضوح، ليسجّل حسن معتوق هدفاً، ولتعود اللعبة إلى نقطة الصفر، ولكن كيف لجمهور الأنصار أن ينسى؟ تنطلق المجريات مجدداً على وقع خشونة زائدة واستئساد لافت من قبل اللاعبين مع تبديلات هجومية، ورغبة المدربين جمال طه ورأفت محمد باللعب المفتوح، والمواكبة الشاملة للهجمات واعتماد الكرات الأمامية الطويلة. وهنا أثمرت المجريات هدفاً أوروبياً للعهد عن طريق محمد ناصر ليرد عليه “المعتوق” سريعاً مدركاً التعادل مرّة ثانية (2 ـ 2)، ثمّ عاد العهد ليتقدّم عبر لاعبه الاسكتلندي لي اروين من ضربة حرّة ثابتة خدعت الحارس هادي كنج واستقرت في الزاوية (3 ـ 2)، قبل أن “يفلت الملق” مجدداً بعد خطأ ارتكبه نصار نصار على اللاعب محمد حيدر الذي سقط أرضاً محاولاً تعطيل سير المباراة، وبعد تدافع بين اللاعبين على الخط، عادت الجماهير الأنصارية لتستكمل مسلسل الغضب، وراحت تقذف أرض الملعب بما تيسّر من قناني وكراسٍ بلاستيكية ومن بعدها عملت على اقتلاع السياج الحديدي الفاصل بين المدرّج والملعب وحال بينهما رجال قوى الأمن، لكن البعض منهم نجح في العبور إلى أرض الملعب الأخضر، وسط تضارب بين القوى الأمنية والجماهير وتبادل “سمفونيات” الشتائم بين المدرجين، ليخرج الطاقم العماني من أرض الملعب تحت حراسة أمنية مشدّدة وقد نال نصيبه من المقذوفات والسباب.
ومن تداعيات اللقاء، إطفاء الكهرباء في الملعب، إلغاء مراسم التتويج، واستقالات أنصارية من مواقعها الاتحادية، لينطبق الوصف على المشهد الأخير، الحكم العُماني شوّه ختام الدوري اللبناني … والعهد أحرز التاسعة بغياب الروح الرياضية عن ملاعبنا ومدرجاتنا اللبنانية… ومرحبا فوتبول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى