أخيرة

دبوس

هكذا ننتصر…

بالدم على السيف، وبالأمعاء الخاوية على معداتكم المتخمة، وبالكلمة على اللكمة، وباللا على نعمكم الصّدءة، وبالفراغ على الكتلة المطلقة، وبالسلب على وجودكم الثقيل البائس، نم قرير العين يا خضر، لقد آثرت المغادرة، في سبيل ان ينبثق كنتيجة لهذه المغادرة دفقٌ فيّاض من طالبي الشهادة، وباذلي الدم مدراراً بسخاءٍ حتى زوال هذا الباطل المطلق…
ليت لدينا عشر هذه الصلابة أيها البطل، نحن نأكل ونشرب ونتبسّم، ثم حينما نموت، نموت فجأة، بينما كنت تتمزّق ألماً وجوعاً وعطشاً وتموت في اليوم ألف مرة، على مدى الأيام والأسابيع والشهور، في موت بطيءٍ وئيدٍ ثقيل، مفعم بالآلام والمعاناة والعذاب، نم قرير العين أيها الأسطورة، فهكذا يموت الحسينيون، يذرفون وجودهم، ويبعثرون ذاتهم مزقاً وإرباً وفي كلّ الأرجاء، حتى تنبعث إثر ذلك زهوراً ووروداً حتى من صميم جلاميد الصخر، لتملأ الدنيا عبقاً وحياة ونوراً، نم قرير العين أيها البطل، فلقد كفّيت ووفّيت وملأت الدنيا تضحيةً وشموخاً وإيثاراً وعطاءً، لم تهرق دقيقةً واحدةً في الهباء، لقد ملأت كلّ الوقت الذي أعطاكه الله نضالاً وقتالاً ومواجهة ومنازلةً، لم ترتح ولم تجنح نحو المهادنة، فديدنك كان المجابهة حتى النصر أو الشهادة، فنلت أيها الأسد إحداهن بجدارة، وبلا مواربة، وفي رابعة النهار…
نم قرير العين فعدوّك وعدوّنا لم يكن جباناً فقط، هو عدو أحمق غبيّ مدجّج بكلّ تكنولوجيا القتل، نم قرير العين، فلا نامت أعين الجبناء…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى