أولى

أوكرانيا بالنسبة لروسيا مثل «إسرائيل» عند المقاومة

يؤكد الروس أنّهم لن ينفقوا وقتاً وجهداً في التحقيق لتحديد الجهة التي قامت بالتنفيذ اللوجستي لعملية الاستهداف الرمزي للكرملين، فهم يعتبرون أن هناك جبهة تقودها واشنطن تضم جماعات إرهابية تستهدف روسيا وهناك عملاء أميركيون وغربيون في روسيا وهناك أوكرانيا تحت حكم فلاديمير زيلينسكي كرأس حربة في المشروع الأميركي الغربي الذي يستهدف روسيا، ويعتبر تفصيلاً جزئياً تحديد مَن هي الجهة من بين هؤلاء التي تولت تنفيذ العملية طالما أن قرار التنفيذ صادر من غرفة عمليات معلومة تقودها واشنطن.
بالتوازي يعتقد المسؤولون الروس أن نقطة الضعف والجبهة الواضحة في هذه الجبهة، واليد التي توجع الأميركيين هي أوكرانيا، تماماً كما ينظر حزب الله للحال بين أميركا و»إسرائيل»، ويتابع مسؤول روسي الحديث أنه عندما هدّدت المسؤولة الأميركية باربرا ليف بجعل الوضع في لبنان يسوء أكثر في تلميح لمزيد من الضغط المالي نحو الانهيار وأخذ لبنان الى الفوضى، لم يتكبّد حزب الله عناء البحث عن كيفية إيصال الردّ الموجع لواشنطن، فقال فوراً إن الرد سيكون بالحرب على «إسرائيل»، ويتابع أن موسكو ستفعل الشيء ذاته فما دام القرار أميركياً ونقطة الضعف الأميركية في أوكرانيا فلا نقاش في موسكو حول أن الرد سيكون في أوكرانيا وبما يوصل رسالة الغضب الروسية، وبحجم يؤثر على رسم سياق جديد للحرب باتجاه الحسم، لأن موسكو ليست معنية بتوزيع الأدوار بين أطراف غرفة العمليات الأميركية.
مسؤولون روس آخرون يقولون إن هذا المنهج في الردع قد يحقق أهدافه في منتصف الطريق، فالأميركيون هم الذين فرضوا على الإسرائيليين القبول باتفاق تفاوضيّ في ملف ترسيم الحدود البحرية للبنان تحت سقف حدّده حزب الله تفادياً لحرب كانوا يعرفون أن حزب الله مستعدّ لخوضها والفوز بها في حال لم يتم التعامل مع تهديداته التي ترجمتها بالنار طائراته المسيّرة في حقل كاريش، ويضيف أن موسكو قد تبدأ الرد، لكن قد لا تتمكن من إكماله، اذا وصلت رسالة أميركية لزيلينسكي تقول بدخول مفاوضات لإنهاء الحرب بشروط تقبل بها روسيا، وإذا لم يحدث ذلك، فالميدان سوف يقول كلمة الفصل.
لا يستبعد مسؤولون آخرون أن تكون واشنطن تريد أن تذهب الأمور بهذا الاتجاه، في ظل بلوغ الجيش الأوكراني حافة الانهيار ونفاد مخزون الذخائر في مستودعات حلف الناتو، كما تقول الوثائق الأميركية المسرّبة، بحيث بات تقديم نظام زيلينسكي كبش فداء لإنهاء الحرب، بتحميله وزر حماقة يقال إنه ارتكبها ودفع ثمنها، وإن الناتو لم يهزم معه، بل هُزم وحده، رغم كل ما قدّمه له الغرب.
بكل الأحوال تبدو تطورات كبرى على مسرح الحرب في أوكرانيا وراء الأبواب.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى