الوطن

المؤتمر الشعبي لفلسطينيّي الخارج نظّم ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني في بيروت

مهدي: فلسطين ملك عام لكلّ أجيال الأمة ولا يمكن لأحد التنازل عن حبة زيتون منها

نظّم المؤتمر الشعبي لفلسطينيّي الخارج، على مدار يومين 20 و 21 أيار 2023، ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني في العاصمة اللبنانية ـ بيروت، لبحث الاستراتيجية الوطنية وسبل العمل الفلسطيني المشترك والنهوض بالحالة الفلسطينية الراهنة، حيث شاركت شخصيات وطنية من الخارج وضيوف من الداخل، وممثلون عن الفصائل والمؤسسات الفلسطينية.
واستمع الحضور لكلمات الشخصيات الوطنية المشاركة في الملتقى ضمن الجلسة الافتتاحية، أعقبها إجراء حوار موسّع حول المرحلة المقبلة ومسارات العمل فيها، بمشاركة أكثر من 130 شخصية وطنية فلسطينية من الداخل والخارج وممثلين عن القوى والفصائل الوطنية، تخللها عرض للرؤية الاستراتيجية الوطنية المقترحة والحوار حولها.
البيان الختامي
وتوصل الملتقى للمخرجات التالية:
أولاً: اعتماد الرؤية الاستراتيجية للحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية كوثيقة وطنية توافقية لإدارة المرحلة القادمة واشتقاق الخطط والبرامج الإجرائية والتنفيذية.
ثانياً: الدعوة لتشكيل الجبهة الوطنية الفلسطينية الموحّدة على قاعدة التمسّك بثوابت الشعب الفلسطيني وتبنّي خياري التصدي والمقاومة كخيار استراتيجي للتحرير والعودة وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
ثالثاً: عقد ملتقى حوار وطني قادم خلال عام واحد، لمتابعة إنجاز مخرجات هذا الملتقى، باعتباره منبراً وطنياً للحوار والنقاش وتبادل الآراء وانضاج المبادرات.
وعلى هامش الملتقى أقام مركز العودة الفلسطيني في لندن ندوة سياسية بعنوان: «النكبة 75 واتجاهات الصراع والحل»، بحضور كتاب ومثقفين ونشطاء فلسطينيين.
أدار الندوة الناشط السياسي في الولايات المتحدة الأميركية ورئيس منصة «أنا فلسطيني الدولية» خالد الترعاني.
صالح
وتحدث المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات الدكتور محسن صالح فقال: «إنّ ذكرى النكبة الـ 75 تحمل خليطاً متضارباً من المشاعر والآلام باتجاه المأساة التي عاشها الشعب الفلسطيني، وأن يحيا إلى حدّ هذه اللحظة في ظلّ بيئة عربية ضعيفة مشتتة لا تستطيع القيام بواجبها تجاه القضية الفلسطينية العظمى».
وأشار صالح إلى أنّ «ذكرى النكبة تأتي في ظل واقع فلسطيني بائس لا يمكنّنا من أن ننفذ مشروعاً وطنياً على الأرض»، مضيفاً أن هناك مجموعة بأن يوجد 7 ملايين فلسطيني خارج ديارهم وأرض فلسطين بكاملها تحت الاحتلال.
لكنه شدّد في المقابل على أنّ «الشعب الفلسطيني مليء بالطاقات والأمل، فمئة عام كلها انتفاضات وثورات وصمود، وبالتالي فإنّ النكبة هي العنوان الذي نجتمع عليه حتى ننطلق باتجاه الأمل وصناعة الإنسان وتجديد الذات وتوريث الراية من جيل إلى جيل».
خريشة
النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة، أشار إلى أنّ السنوات الـ75 من عمر النكبة الفلسطينية تخللتها نكبات كان المسبّب الرئيس لها الاحتلال الإسرائيلي والدعم الأميركي والأوروبي له، مضيفاً أنّ إحياء ذكرى النكبة بشكل سنوي محطة تذكير لنا وللأجيال وللعالم أنّ الشعب الفلسطيني يعيش المأساة منذ أكثر من 7 عقود ولا أحد يتحرك من أجل إنهاء معاناته.
وتحدث خريشة عن رزمة مشاريع سياسية عديدة تخللت سنوات النكبة لم تفضِ إلى نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وفي المقدّمة منها حقه بالعودة إلى دياره الأصلية كما نصّ عليه القرار الأممي 194.
وأشار إلى أنّ هذا الواقع أوجد قناعة لدى الفلسطينيين باتت تتعزّز بشكل أكبر لدى الجيل الشاب بأنّ الحلّ يكمن بالمقاومة لإعادة فرض الحقائق على الأرض واستعادة الحقوق.
صوالحة
الناشط والكاتب الفلسطيني في بريطانيا محمد صوالحة اعتبر أنّ عوامل القوة لدى الفلسطينيين حالياً باتت أقوى بكثير مما كانت عليه في العام 1948 في كلّ المجالات.
وأضاف أنّ تأييد الفلسطينيين على المستوى الشعبي يزداد بشكل جارف في الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية على عكس ما هو عليه المستوى الرسمي الذي يزداد تأييداً لـ»إسرائيل» أكثر وأكثر.
وبيّن أنّ «إسرائيل» قامت بدعم غربي كان ولا يزال ملتزماً بأمن واستقرار «إسرائيل» واستمرارها، لكن القادة الغربيين باتوا يدركون الآن بأنّ المشروع الصهيونيّ وصل إلى الذروة وبات مهدّداً بالانهيار.
المصري
مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات) هاني المصري، قال إنه بعد 75 من النكبة ورغم كلّ الحروب والدمار والمؤامرات، إلا أنّ القضية الفلسطينية لا تزال حية ومستمرة، مع عدم إغفال الأوضاع الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
وأكد المصري أنّ هناك نقاط قوة كثيرة لدى الفلسطينيين أهمّها عدالة القضية الفلسطينية وتفوقها الأخلاقي.
وأشار المصري إلى أنّ «إسرائيل» تشهد في الوقت الحالي أزمة بنيوية عميقة تتعلق بهويتها وبمن هو اليهودي وبالصراع بين التيارين الديني والليبرالي، وهو ما يوفر ما أسماها فرصة تاريخية للفلسطينيين في الوقت الحالي لخفض وتيرة الصراع من جانبهم حتى تتصاعد داخل الإسرائيليين.
مهدي
وتخلّلت الندوة مداخلة لناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي المحامي سماح مهدي قال فيها:
صحيح أنه في 15 أيار من هذا العام مضى على احتلال فلسطين 75 عاماً، إلا أنها أيضاً 75 عاماً من المقاومة والصمود ومقارعة الاحتلال.
وأكد مهدي أنّ لصراعنا مع الاحتلال وصفاً واحداً وهو صراع الوجود. فأرضنا لا تحتمل هويتين، فإما هويتنا أو هوية العدو. وبكلّ تأكيد، نحن لن نسمح للغاصب بالانتصار، وسنستمرّ في صراعنا حتى زوال المحتلّ عن بلادنا.
ورأى مهدي وجوب تثبيت قاعدة أساس مفادها أن فلسطين هي ملك عام لكلّ أجيال الأمة السابقة والحالية والقادمة. وبالتالي لا يملك أحدٌ حق التنازل عن حبة زيتون من فلسطين.
وأشار مهدي إلى أنه في العام 1921 زار فلسطين ونستون تشرشل بصفته وزيراً للمستعمرات. وشملت جولته بلدية تل أبيب التي أنشأها الإنجليز عام 1909 لتكون البذرة الأولى لكيان العدو.
في حديقة البلدية حيث استقبل تشرشل، غرز منظمو الحفل في الأرض الرملية أشجاراً سرقت من قرب خط الحدود الوهميّة مع لبنان. خلال الاحتفال مالت الأشجار المسروقة وبانت جذوعها المقصوصة. عندها انفجر تشرشل ضاحكاً، ومال على رئيس البلدية وهمس في أذنه قائلاً: أخشى أن تسقط دولتكم يوماً ما حتى لو ساعدناكم وساعدكم كلّ العالم على إنشائها، فلا شيء ينبت في هذه الأرض بدون جذور.
وختم مهدي: نحن أصحاب الأرض المتجذّرون فيها، وهي لن تكون لسوانا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى