الوطن

الاستحقاق يُراوح بانتظار مآل الاتصالات والمعارضة تُكمل المعركة

حزب الله يرفض اللعبة المُستنسخة: لن يصل مرشّح المواجهة إلى بعبدا أياً يكن اسمه
«التنمية والتحرير»: أزعور لا يملك رؤية إصلاحيّة وبرّي لا يخضع للابتزاز والتهديد

 

فيما راوح الاستحقاق الرئاسي مكانه، توالت مواقف كتل المعارضة إضافةً إلى «التيّار الوطني الحرّ» علىلا إعلان ترشيحها الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهوريّة بالتوازي مع دفعها النائب ميشال معوّض إلى اتخاذ خطوة شكليّة بإعلان انسحابه من السباق الرئاسي. وقال معوّض في مؤتمر صحافي أمس «قرّرت المشاركة في الوصول إلى هذا التقاطع الذي أدّى إلى ترشيح جهاد أزعور وسنُكمل معركتنا من دون تعب».
في الأثناء، كرّر حزب الله رفضه اللعبة المستنسخة للمعارضة إذ أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، أنّه «في مقابل حرصنا على الحوار والتفاهم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، فإن الفريق الذي رفع شعار الإتيان برئيس مواجهة، يصرّ على إنكار الواقع وحقيقة التوازنات الداخليّة وتركيبة المجلس النيابي، ويظنّ أنه يتذاكى على اللبنانيين، فهو بعدما استنفد لعبته الأولى واستهلك مرشّحه بجلسات تحوّلت إلى استنزاف لسمعة المؤسّسات، يُحاول اليوم استنساخ اللعبة ذاتها باستهلاك اسم آخر، واستقطاب نوّاب آخرين لهم اعتباراتهم وحساباتهم، وهذا لا يُغيّر شيئاً من طبيعة مشروع ذلك الفريق سوى اصطفافات ظرفيّة وتعقيد الأمور، ومحاولة كسب الوقت على حساب مصالح البلد وانتظام مؤسّساته الدستوريّة، وعلى رأسها رئاسة الجمهوريّة».
وقال «إنّ دور المجلس النيابي انتخاب رئيسٍ لكلّ اللبنانيين، وليس رئيساً لفريق سياسي نهجه الفرض والإلغاء، فهم يُجيزون لأنفسهم ترشيح من يريدون، وعندما تدعم كتل أخرى صديقاً لنا يسمّون ذلك فرضاً، لأنّ عنوان معركتهم هو رفض الرئيس القادر على التواصل مع الجميع محليّاً وخارجيّاً، وفرض الرئيس الذي يحمل صفة المواجهة، ويجرون لمن يرشّحونه اختبارات حول استعداداته لهذه المواجهة وعلى أساسها رشّحوه، وهم يتوهمون أنّهم بذلك يُمكنهم أن يوصلوه إلى الرئاسة، ونقول لهم لا تتعبوا أنفسكم وتهدروا الوقت، فلن يصل مرشح التحدّي والمواجهة إلى بعبدا أياً يكن اسمه».
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيّد هاشم صفي الدين أن «الطريق الوحيد المتاح لإنجاز استحقاق انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة هو التفاهم والتوافق، وهذا ما قلناه منذ اليوم الأول، وما زلنا ندعو إليه»، مشيراً إلى أنّ «البعض في لبنان ذهبوا يميناً ويساراً وطافوا في بلدان العالم، وحاولوا أن يتحدّثوا إلى كلّ جهة يسافرون إليها أو تأتي إليهم، وقلنا لهم لا تتعبوا أنفسكم، فكلّ هذا التعب لا يوصل إلى أيّ نتيجة، لأنّ الأمر واضح وبيِّن ولا يحتاج إلى مزيد من التفحّص والتمعّن، فطبيعة لبنان ونظامه والمعادلة الموجودة داخل المجلس النيابي بعد الانتخابات النيابيّة التي حصلت، تفرض على الجميع، أنّ أيّ انتخاب لرئيسٍ للجمهوريّة في لبنان، يجب أن يكون محل توافق».
وسأل «هل يمكن لرئيس تحدٍ أياً كان هذا الرئيس أن يقوم بهذا البلد وينهض به ويجد الحلول السياسيّة والاقتصاديّة فيه، خصوصاً في ظل وضع البلد المتأزم والمنهك والمتهاوي»، لافتا إلى أنه «حينما كان لبنان بأفضل حالاته وغنيّاً وعنده مقدّرات، وكان وضعه السياسي فيه الحدّ الأدنى من الالتئام والوئام، لم يستطع أن ينتج حركة سياسيّة واقتصاديّة فاعلة ما لم يكن هناك توافق».
وأشار إلى أنّ «التدخل الأميركي الذي حصل في الأيّام الأخيرة وكان فظّاً وفجّاً وغليظاً، له هدف واحد وهو العرقلة، وإذا كان المقصود من هذا التدخّل هو التحدّي، فالأميركيون يعلمون أنّ في هذا التحدّي مزيداً من العرقلة، سواء في انتخاب رئيس الجمهوريّة أو في إدارة أيّ أمر سياسي في المستقبل».
من جهته، لفت عضو كتلة التنمية والتحرير النّائب محمد خواجة أنّ «ازعور لا يملك رؤية إصلاحيّة ولا يتمتّع بهذه الميزة»، موضحاً أنّ طرح اسمه «هو لتطويق ترشيح رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة».
وعن الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيسٍ، كشف عن أن غالبيّة النواب تمنّوا على رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي عدم الدعوة إلى جلسات انتخاب بعد انعقاد 11 جلسة. وسأل خواجة «إذا عقدنا جلسة وشعروا بأنّ هناك حظوظاً أكبر لفرنجيّة هل سيؤمّنون النصاب؟»، مشيراً إلى أنّ «تأمين النصاب ليس مبدئيّاً لدى المعارضة». وشدّد على أنّ كتلة التنمية والتحرير مصرّة على ترشيح فرنجيّة.
وعن العقوبات المطروحة على المسؤولين عن تعطيل الانتخابات الرئاسيّة، أكّد خواجة أنّ «برّي لا يخضع للابتزاز والتهديد أيّ أنّ موضوع العقوبات لا يهم حركة أمل»، مضيفاً «علاقاتنا واضحة أمام الصديق كما أمام الخصم».
بدوره، قال عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل النائب الدكتور قبلان قبلان «نحن مع أن لا تُفرغ سدّة الرئاسة ليوم واحد، ولكن المعنيين بهذا الشأن هم من عطّلوا الانتخابات وما زلنا نسمع الكثير من التجنّي على المجلس النيابي الذي منذ اللحظة الأولى يدعو رئيس المجلس إلى جلسات ولم يتأخّر ولكن هناك من لا يريد انتخاب الرئيس ويُريد التعطيل لأخذ الفرصة في أن يكون رئيساً».
وأكّد أنّها «ليست المرّة الأولى التي يحصل فيها فراغ على مستوى رئاسة الجمهوريّة ولكن لم يتعطّل البلد يوما، أمّا اليوم ومع كلّ الأزمات المتعدّدة وكلّ الضغوط ومحاولة تحطيم كلّ المؤسّسات الدستوريّة في البلد، إلاّ أن الأمر الخطير أنّ هناك كثراً في هذا البلد يتناغمون مع الخارج من أجل تعطيل المؤسّسات الدستوريّة الكبرى بدءاً من المجلس النيابي والحكومة وغيرها وهو ما يتلاقى مع مشاريع خارجيّة تريد التحطيم والانهيار ليعاد البناء على طريقتهم».
طوني فرنجيّة
إلى ذلك، أكد النائب طوني فرنجيّة أنّه «في حال انتخاب رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة رئيساً للجمهوريّة، سيعمل بجديّة على معالجة موضوع النازحين السوريين وتحقيق الإستراتيجيّة الدفاعيّة، بالإضافة إلى سعيه لبلوغ الإصلاحات الاقتصاديّة الضروريّة واللازمة، ما سيؤدّي للوصول إلى حال من الاستقرار السياسي والاقتصادي وإلى نجاح عهده، وهذا ما يزعج مجموعة من خصومه السياسيين، إذ إنّهم ينظرون إلى نجاح رئيس تيّار المردة كتحدٍّ لهم ولحجم حضورهم السياسي، بدلاً من أن يقاربوه من باب المصلحة الوطنيّة والمسيحيّة».
وقال خلال استقباله وفداً من شباب قضاء بشرّي في دارته في زغرتا «غالباً ما يتكتّل التيّار الوطني الحرّ والقوات اللبنانيّة ضدّ رئيس تيّار المردة في مختلف الاستحقاقات، وأمام الاستحقاق الرئاسي الحالي يأخذون على فرنجيّة أنّه مرشّح حزب الله، متناسين أنّهم في الانتخابات الرئاسيّة السابقة تكتّلوا واجتمعوا ضدّ فرنجيّة لينتخبوا مرشّح حزب الله آنذاك الرئيس السابق ميشال عون».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى