الوطن

تجدُّد انتفاضة العرقوب وسورية ونوّاب وأحزاب يُشيدون بمواجهة الشعب والجيش للعدوّ

 

تجدّدت انتفاضة العرقوب عبى قوات الاحتلال “الإسرائيلي” حيث رشق أمس، متظاهرون من أبناء قرى المنطقة بالحجارة آليّة عسكرية معادية، كانت تقوم بحماية جرافة في منطقة بركة بعثائيل خراج بلدة كفرشوبا، ما أدّى إلى تحطيم زجاجها وردّ جيش العدو بإطلاق عشرات القنابل الغازيّة باتجاه المتظاهرين، في ظلّ حالة من التوتّر الشديد سادت المحور الحدودي المذكور.
في غضون ذلك تواصلت الإشادات بمواجهة الأهالي للعدو. وفي هذا الإطار وجّهت سورية التحيّة للشعب والجيش اللبناني لدفاعهما ببسالة عن أرض لبنان وسيادته ضدّ الاعتداءات الإسرائيليّة” على منطقة كفرشوبا”، مؤكّدةً أنّ “هذه الاعتداءات لن تلقى سوى الخيبات المتتالية والهزائم المستمرّة”.
وقالت وزارة الخارجيّة والمغتربين السوريّة في بيان “واجه الشعب اللبناني وجيشه طيلة يوم أمس (الجمعة) بشجاعة وبسالة الاعتداءات الإسرائيليّة على جنوب لبنان في منطقة كفرشوبا، وتصدّى الأبطال اللبنانيون للمحاولات الإسرائيليّة للنيّل من سيادة لبنان وحُرمة أراضيه”.
أضافت “لقد انقلبت مخطّطات جيش الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتواصلة وبالاً على الكيان الصهيوني الذي كان هدفه تغيير الطبيعة الجغرافيّة في المنطقة”.
وإذ حيّت الشعب اللبناني وجيشه لدفاعهما الباسل عن أرض لبنان وسيادته، دانت بكل قوة “الاعتداءات الإسرائيليّة المستمرّة على لبنان والتي لن تلقى سوى الخيبات المتتالية والهزائم المستمرّة”.
وزار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فيّاض، المُزارع إسماعيل ناصر في منزله في بلدة كفرشوبا، حيث كان باستقباله إلى ناصر، رئيس بلديّة كفرشوبا الدكتور قاسم القادري، مختار البلدة محمد القادري وفاعليّات.
وأشاد فياض بـ”الموقف البطولي لناصر بوجه الجرّافة الإسرائيليّة”، معتبراً أنّ “ما حصل يؤكّد أنّ لدى أبناء الجنوب الإرادة والإصرار على تحرير أرضهم التي ما زالت محتلّة من قبل العدو الإسرائيلي”.
بعدها، توجّه فيّاض إلى منطقة تلال كفرشوبا وتحديداً بالقرب من بركة “بعثائيل”، حيث اطّلع على مواقع الخرق من قبل جنود العدو “الإسرائيلي” وعلى عمليّات التجريف التي قام بها في المنطقة، كما اتصل بوزير الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميّة، ودعاه إلى “زيارة المنطقة والكشف على الطريق الممتدّة من داخل بلدة كفرشوبا حتى تلالها، من أجل وضع خطّة لإعادة تأهيلها وإصلاحها لما لها من أهميّة في هذه المنطقة الحدوديّة”.
وأكّد فيّاض أنّ “المقاومة لا يغمض لها جفن، وهي حاضرة وجاهزة في إطار قواعد الردع التي فرضتها وكرَّستها لحماية الأمن والسيادة والمقدرات للبنان أرضاً وشعباً”.
من جهته، أكد عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب الدكتور قاسم هاشم، أنه لا يمكن السكوت عن ممارسات العدو الصهيوني عند الحدود في منطقة كفرشوبا، معلناً عن رسالة واضحة حمّلها لقائد الكتيبة الهندية في قوات “يونيفيل” بضرورة إعادة الأمور كما كانت عليه، وذلك خلال تواجد الأهالي يوم الجمعة الماضي في المنطقة التي شهدت أعمال جرف من قبل العدو.
ولفت إلى أنّ وجود شريط شائك ما زال بأجزاء كبيرة في المنطقة، إضافةً إلى خندق خلّفه العدو ويمكن ردمه بأيّ لحظة، وقال “نُريد ضمانات من قوات يونيفيل بنزع هذا الشريط خلال فترة أسبوع وإلاّ من حقّ الناس أن تتحرّك، لأنّ هذه الشرارة التي أطلقت من خلال مواجهة المواطن إسماعيل ناصر، وهو أحد أصحاب هذه الأرض ووقف بوجه الجرّافة، بات عنواناً ورمزاً لانتفاضة لن تتوقف إلا بإحقاق الحقّ”.
وأشار إلى أنّ “الجيش اللبناني قام بواجبه الوطني بمساندة الأهالي في وجه العدو”، مضيفاً أنّ “العدو يحاول القيام بممارسات جديدة من خلال حفر الخنادق، تمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، وهو يقوم بقضم المزيد من الأراضي تدريجيّاً”.
وتابع “كما طلبنا من الحكومة اللبنانية تقديم شكوى لمجلس الأمن حول هذا العدوان، لأنّه حتّى في المواثيق الدوليّة وفي الأمم المتحدة إن كان هناك احتلال لمنطقة ما، لا يحقّ للمحتلّ تغيير معالم هذه المناطق”.
وحيّا لقاء الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة اللبنانيّة، في بيان، أبناء كفرشوبا والعرقوب والجيش، على “تصدّيهم ومقاومتهم البطوليّة للاعتداءات الصهيونيّة المتكرّرة على أراضيهم المحتلّة، ومحاولة تغيير معالمها وفرض الأمر الواقع الاحتلالي فيها”.
وأكّد أنّ “هذه الوقفة الشجاعة التي نجحت في إزالة السياج الصهيوني وإجبار جنود العدو على التراجع، إنّما جسّدت أبهى أشكال التلاحم بين الشعب والجيش، ومن ورائهما المقاومة الجاهزة دائماً، في إطار الثلاثيّة الماسيّة الجيش والشعب والمقاومة، التي أثبتت بالأمس أنّها السبيل الأنجح بل الوحيد لحماية لبنان من الأطماع والإعتدءات الصهيونيّة والدفاع عن السيادة الوطنيّة، فيما أدعياء السيادة في الداخل كانوا ينبرون للدفاع عن الصحفيّة الكويتيّة التي حظّر الأمن العام دخولها إلى بيروت لكونها من المطبّعين مع كيان الاحتلال، في خرق واضح ومفضوح لقانون مقاطعة العدو الإسرائيلي”.
وأكّد أنّ “من يحرص على السيادة، عليه أن يتمسّك بهذه المعادلة الثلاثيّة التي حرّرت الأرض وباتت الضمانة لردع الاعتداءات الصهيونيّة، وأن يتخلّى عن مواصلة سياسة التحريض ضدّ المقاومة خدمةً للسيد الأميركي، وأن يسلك طريق الحوار والتوافق الوطني لانتخاب رئيسٍ يُعبِّر بصدق عن إيمانه وحرصه على أن تكون معادلة الجيش والشعب والمقاومة جوهر الإستراتيجيّة الدفاعيّة، لاستكمال تحرير الأراضي اللبنانيّة المحتلّة ودرء الخطر الصهيوني عن لبنان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى