أخيرة

دبوس

أوروبا…

أوروبا العجوز، يبدو أنها ولجت مرحلة الخَرَفْ. أولاف شولتز، وينس ستولتنبرغ اتفقا البارحة على انّ الخطر الحقيقي على السلم الأوروبي واستقرار القارة العجوز هي روسيا، لم يلحظا أبداً انّ أميركا تدفع بهم دفعاً لبذل المال والتضحية بالترف الأوروبي، ولربما، بعد قليل بذل الدم تماماً كالأوكرانيين، كلّ ذلك كيما يخوضوا حربها اليائسة ضدّ روسيا والصين حتى لا تفقد هيمنتها المارقة على العالم، لم يلحظا ذلك أبداً، وأسهبا كثيراً في تبيان الخطوات العملية، إنْ في التسليح والصناعة التسليحية، أو في رصد الأموال الباهظة لإلحاق الهزيمة بروسيا.
ستولتنبرغ شطح في منطقة التمنيات والهلوسات وأحلام اليقظة حتى ظننته للوهلة الأولى سانشو بانزا تابع دون كيشوت، والذي كان يسير معه مثل ظله، ورغم انّ دون كيشوت كان يتمتع بحماقة منقطعة النظير، إلا انّ سانشو كان يبزّه في الحماقة، فستولتنبرغ انطلق لا يلوي على شيء في سرد الإنجازات الأوكرانية في ساحات الوغى ضدّ الجيش الروسي حتى ظننت لهنيهة انّ زيلينسكي العجيب قد يقتحم بين لحظة وأخرى، وعلى ظهر دبابة سيمفروبول، عاصمة شبه جزيرة القرم، لنتبيّن لاحقاً، وخلال زيارة الوفد الأفريقي له، والذي كان يحاول التوسّط لإنهاء الحرب الروسية الناتوية، أنّ زيلنسكي يرفض التفاوض أو الاجتماع مع الروس تماماً، مما يحمل في طياته انّ الرجل وقواته المسلحة، التي أُشبعت ضرباً في ساحات القتال، لم تحقق أيّ إنجاز على الإطلاق يعطيه ورقة للجلوس والتفاوض، وتماماً كما قال بوتين البارحة، بأنّ الجيش الأوكراني تكبّد خسائر كارثية من دون ان يحقق أيّ إنجاز…
أين تذهب أوروبا؟ وعلام تعوّل في كلّ هذا التشدّد الفارغ في معاداة الجارة اللصيقة الكبرى؟ لست أرى سوى مجموعات من الشعوب، بقيادات مسلوبة الإرادة، تنفذ ما هو مطلوب منها بدون ان تمتلك حق الاعتراض.
بيتر بافل، رئيس تشيكيا، يطالب البارحة بوضع كلّ الروس في أوروبا تحت المراقبة، هكذا يصبح الأداة ملكياً أكثر من الملك!
آخر ثلاثة رؤساء وزراء لبريطانيا، ريشي سوناك وليز وبوجو، تحتار حينما تنظر الى سحناتهم أيهم أكثر حماقة من الآخر!
فرنسا، ومنذ شيراك، لم تحظ برئيس عليه القيمة، من ساركوزي الى هولاند إلى ماكرون، مهرّجون ضعفاء فاسدون…!
هذه هي حال أوروبا العجوز، التي تندفع خلف بايدن النائم، ولا تعلم، ولا تملك ان تعلم الى أيّ كارثة دهماء يقودها، أنظروا الى قيادات الشرق، بوتين، الخامنئي، شي جين بينغ، بشار الأسد، حسن نصرالله، عبد الملك الحوثي، وانظروا الى قيادات الغرب، بايدن النائم، ماكرون وقبله هولاند وساركوزي، أولاف شولتز، ريشي سوناك، وقبله بوجو وليز، وزيلينسكي العجيب، لتعرفوا إلى أين تتجه الأمور…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى