مانشيت

لودريان يغادر اليوم ويعود بعد أسبوعين بدعوة للحوار لتحديد عناصر السلة قبل اسم الرئيس/ حوار فرنسي سعودي إيراني لحسم مكان الحوار والجهة الداعية وجدول الأعمال / بري: فرنسا لم تطو صفحة فرنجية وميزه لودريان عمداً… ونحن متمسكون به/

كتب المحرّر السياسيّ
يقول مصدر نيابي تابع عن قرب زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان، إن تلخيص مهمة أدريان من خلال أغلب ما تسرّب عن لقاءاته مع مختلف الكتل النيابية، يمكن أن يضع للمهمة مجموعة عناوين، الأول هو احتواء موجة العداء لفرنسا التي طغت على الكتل النيابية التي وقفت ضد ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، خصوصاً المسيحيّة منها، والتي قالت إن فرنسا تتبنى ترشيح فرنجية بعكس إرادة الأغلبية النيابية المسيحية المعنية بمنصب الرئاسة قبل سواها، شارحاً أن جوهر المبادرة الفرنسية التي شكل اسم فرنجية أحد مفرداتها، هو استحالة إنتاج رئيس جديد خارج توافق يضمن تأمين النصاب على الأقل والاعتراف بنتائج الانتخابات والتعاون مع الرئيس الجديد، من أغلب القوى السياسية الفاعلة التي تشكل مقاطعتها للعهد الرئاسي سبباً كافياً للفشل، في بلد يحتاج إلى تجميع كل عناصر النجاح حتى أبسطها. وهذا التوافق يحتاج تفاهماً على سلة كاملة تضم اسم رئيس الجمهورية واسم رئيس الحكومة والمناصب الرئيسية في الدولة وعناوين العمل للمرحلة المقبلة، وفرنسا منفتحة على الاستماع الى بدائل تحقق هذه الأهداف، عن غير طريق التأقلم مع الفراغ وإلقاء المسؤولية على الطرف المقابل، باعتباره قادراً على تعطيل النصاب، ولا قدرة لأحد على إلزامه بالعكس، خصوصاً أن التعطيل كان سلاحاً معلناً للفريقين اللذين ظهر أن بدونهما معاً لن يتأمن النصاب ويتم الانتخاب. وعلى هذا الصعيد تقول المصادر إن مهمة لودريان أُنجزت، حتى لو صوّر البعض عرض لودريان للمبادرة الفرنسية بمثابة إعلان بدء من الصفر، او تخلٍّ عن فرنجية.
العنوان الثاني لمهمة لودريان، برأي المصادر، كان إلقاء مسؤولية التقدم ببدائل واقعية على الكتل النيابية الكبرى، غير الدعوة للتأقلم مع الفراغ وإلقاء مسؤوليته على الطرف المقابل بتهمة تعطيل النصاب. وهنا تقول المصادر إن لودريان نجح بتقديم الحوار جواباً لم يستطع أحد رفضه، حتى لو لم يقل البعض بصورة واضحة إنهم يوافقون على الحوار، لكن مع إضافة أن الحوار القابل للحياة ليس حواراً يديره طرف لبناني، طالما أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعتذر عن تكرار الدعوة للحوار بعدما صار طرفاً يتبنى ترشيحاً واضحاً للرئاسة، والمناوئون لهذا الترشيح يجاهرون برفض دعوة للحوار تصدر عنه، وبكركي لم تبدِ رغبة بلعب هذا الدور رغم توجيه بري رسالة واضحة تدعوها للقيام بالمهمة. وهذا يعني أن الخلاصة هنا تقول بأن طريق الحوار يحتاج الى المزيد من الإنضاج لكن كوة في الجدار قد فتحت.
الخلاصة الثالثة لمهمة لودريان، وفق المصادر النيابية، هي أن تحديد الجهة الداعية للحوار ومكان الحوار ومستواه وطبيعته وجدول أعماله، قضايا تحتاج الى تفاهم فرنسي سعودي أولاً ثم سعودي إيراني ثانياً، ووضع الأميركيين في صورة الخلاصات ثالثاً، وهذا ما سيفعله لودريان خلال الفترة الفاصلة بين نهاية جولته اليوم وعودته بعد أسبوعين الى بيروت نحو جولة ثانية.
الأكيد برأي المصادر النيابية بعد جولة لودريان أن لا بديل للحوار، وأن لا طريق لانتخاب رئيس بغير الاتفاق على سلة كاملة، لأن الرئيس الذي يقدر على تحقيق الطمأنة اللازمة لنصف المجلس النيابي، ويلبي الحاجة التي تفرضها نصف المهمات المطلوبة يجب أن يترافق الاتفاق على اسمه مع اسم رئيس للحكومة يطمئن النصف الثاني من مجلس النواب ويضمن تحقيق النصف الثاني من المهمات، آخذاً بالاعتبار أن مهام رئيس الجمهورية تتصل بالسياسات الخارجية والاستراتيجية، بينما مهمات رئيس الحكومة والحكومة تتصل بالإصلاحات والمال والاقتصاد.
على خلفية هذه الخلاصات دعت المصادر النيابية الى قراءة كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال “ليس صحيحاً أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان طوى صفحة المبادرة، وغير صحيح أنه تخطّى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”، لافتاً إلى أن “لودريان أعطى فرنجية إشارة لتمييزه عن غيره بدعوته إلى الغداء”. وأشار بري، في حديث لـ قناة “الجديد”، إلى أنني “أبلغت لودريان بأسباب تمسّكي وحزب الله بفرنجية وأهمها أنه صادق وصريح ويلتزم بكلامه”، مؤكداً أنه “مستعدّ للمشاركة بأي حوار يُدعى إليه في المجلس النيابي عبر تكليف أحد من كتلة التنمية والتحرير”. وكشف أنه “غير الصحيح أن الولايات المتحدة تعرقل الرئاسة اللبنانية، وهي سوف تتعاون مع أي رئيس منتخب”.

استكمل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لقاءاته مع ما تبقى من القوى السياسية سعياً لوضع تصور ينقله الى بلاده وخماسية باريس، على أمل العودة بمبادرة حل قابلة للحياة، علماً أن اجتماعه مع قائد الجيش في مكتب الأخير في اليرزة كان الأبرز أمس، حيث أكد المبعوث الفرنسي لقائد الجيش دعم فرنسا للجيش. وتقول مصادر سياسية مطلعة على حراك لودريان لـ «البناء» إن الاخير استمع الى وجهات نظر القوى السياسية وإلى طروحاتها للحل الأزمة في لبنان، الا انه أكد أمام القوى السياسية أن الحوار ضروري لحل الأزمة في لبنان وان التفاهم يجب أن يكون من خلال التفاهم على الرئاسة والحكومة والقضايا الخلافية. وبحسب المعلومات فإن لودريان سوف يعود في شهر تموز إلى لبنان بعد أن يكون قد وضع تقريباً بنتائج زيارته أمام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والذي على أساسه سيتمّ وضع خطة حل أو مبادرة سيحملها لودريان في زيارته المقبلة إلى لبنان.
وزار رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض قصر الصنوبر حيث اجتمع إلى الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان، كما عقد الأخير لقاء موسعاً مع كتلة تجدّد التي تضمّ إلى معوض النائبين فؤاد مخزومي وأشرف ريفي، فيما اعتذر النائب أديب عبد المسيح بداعي السفر.
وأفيد أن معوّض وريفي ومخزومي شدّدوا خلال اللقاء على ضرورة أن تكون الجلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهوريّة وأنّهم مستمرّون بالتصويت للوزير السابق جهاد لأزعور.
كما استقبل لودريان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي تقدّم بخريطة طريق مكتوبة لحلٍّ مبنيّ على استعادة الدولة لسيادتها وإجراء الإصلاحات المطلوبة.
كما استقبل لودريان نواباً تغييريين هم إبراهيم منيمنة وحليمة قعقور وميشال الدويهي وبولا يعقوبيان ووضاح صادق وياسين ياسين، وقد استبقاهم لودريان الى مائدة غداء. بعدها، استقبل رئيس الاشتراكي المستقيل وليد جنبلاط برفقة نجله تيمور جنبلاط.
نفى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن “الموفد الفرنسي جان إيف لودريان طوى صفحة المبادرة، وغير صحيح أنه تخطّى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”، لافتاً الى أن “لودريان أعطى فرنجية إشارة لتمييزه عن غيره بدعوته الى الغداء”.
وأشار بري، الى أنني “أبلغت لودريان بأسباب تمسكي وحزب الله بفرنجية وأهمها أنه صادق وصريح ويلتزم بكلامه”، مؤكداً أنه “مستعدّ للمشاركة بأي حوار يُدعى إليه في المجلس النيابي عبر تكليف أحد من كتلة التنمية والتحرير”.
وكشف أنه “غير الصحيح أن الولايات المتحدة تعرقل الرئاسة اللبنانية، وهي ستتعاون مع أي رئيس منتخب”.
وأردف “النائب السابق وليد جنبلاط ليس بحاجة الى موعد والأبواب مفتوحة له في اي وقت يريد”، مشدداً على أن “كل محاولات البعض لتحقيق الشرخ بيني وبينه باءت بالفشل ولن تنجح”.
وأكّد رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله”، الشيخ محمد يزبك، انه “لا يُمكن فرض أيّ شخصية على الآخرين، بل يجب أن نتفاهم ونتحاور، لذلك كانت هناك دعوات عديدة للحوار، لكن الفريق الآخر كان غير قابل للنقاش”. ولفت إلى أن “لنا رؤيتنا واختيارنا لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية من منطلق قناعاتنا بأنه شخصية وطنية، ونحن لا نريد رئيساً يحمينا، بل نريد رئيساً لا يطعن في الظهر، وهذه المكتسبات التي حصلت للبنان أن يُحافظ عليها”. وأوضح أن “في الحركة الفرنسية السعودية موقفنا واضح، ونحن ندعو الى الحوار ضمن رؤية وطروحات تكون فيها ضمانة للبنان وضمانة العيش المشترك”.
وجال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي امس في مطار بيروت للاطلاع على تركيب أجهزة كشف جديدة على الحقائب والبضائع. وأكّد ميقاتي المجهود الذي تقوم به الجمارك اللبنانية لمراقبة “كل ما يمكن مراقبته في مطار بيروت”، قائلًا: “لا يمكن أن يكون لبنان لا ممرًا ولا مصدرًا لأي ممنوعات”.
وعلى صعيد ملف حاكم المصرف المركزي بحث وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري مع سفير ألمانيا لدى لبنان أندرياس كيندل، آليّة انضمام لبنان الى الدعوى القضائية المقامة من قبل القضاء الألماني ضد حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، عبر هيئة القضايا في وزارة العدل لحماية حقوق الدولة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى