أخيرة

دبوس

أفقياً،

لقد طرح الخيار، ومنذ سنين، بإزاء دولة الهيمنة، خروج رأسي يوفر عليكم جولات من الصراع الدامي، فتغادروا طواعية أرضاً ليست لكم، وترفعوا أيديكم عن ثروات تؤول الى شعب آخر، تقومون بالاستيلاء عليها دون وجه حق سوى من نزعات شيطانية مغرقة في التوحّش، وممارسات تسلّطيّة، لا تقيم وزناً لمصالح وخيارات الشعوب الأخرى، ولا تضع في الحسبان سوى المصلحة الآثمة، لتكريس الهيمنة والتغوّل، ومآرب شاذة مريضة تستبيح كلّ شيء لتكريس وجود مريض شاذ لكيان مصطنع طارئ لا يحمل من مقوّمات الوجود الطبيعي أيّ صفة أو مقوّم لوجود طبيعي قادر على الانسجام والتعايش مع الفطرة الإنسانية، طرح ذلك الخيار ولا من مجيب، ولا من حسيب، ولم يتوقف الإيغال في ممارسة القهر والعدوان والسرقة والنهب للثروات دقيقة واحدة، والشام تعاني، ليس فقط من تبعات العدوان الإرهابي الكوني بقيادة إمبراطورية الهيمنة لإثني عشر عاماً عجافاً، ولكن أيضاً من صلافة ولا إنسانية العقوبات الجائرة الظالمة، والتي لم تراع أيّ حالات إنسانية، او حاجات طارئة او حتى كوارث طبيعية، بل أمعنت في محاولات إلحاق الأذى الأعظم بالشعب السوري المقاوم، من دون ايّ اعتبار لظروف خاصة، او جائحات وبائية…
كان الهدف دائماً للشيطان الأعظم، هو الاستثمار المطلق حتى للكوارث الطبيعية، والجائحة الكونية لإلحاق أكبر كمية من الإيلام لدمشق المقاومة، ولكن الأمور كما يبدو وصلت الى منتهاها، وساعة الحقيقة شارفت على البزوغ، لقد بلغ السيل الزبى، وبلغت القلوب الحناجر، وعدوّ كهذا لا يرعوي ولا يرتدع بغير القوة، قمين بنا ان نخاطبه باللغة التي يفهم، ونوقظه من سبات غبائه بما يكفي من ضربات الإيقاظ، ليذوق مرارة ما قدمت يداه من مظالم وتجاوزات على حقوق الآخرين.
يبدو انّ رسالة دمشق التي تطير في الأثير الآن، وتدق رؤوس الظالمين كيما يفيقوا من هذا السبات الآثم، مفادها، سنعيدكم إنْ لم ترتدعوا وتقوموا بالجلاء، الى بلادكم، أفقياً…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى