أولى

لا حل سياسيا ولا حل أمنيا في الضفة الغربية

كل يوم يمرّ على الضفة الغربية يحمل المزيد من التأكيد أن حجارة اتفاق أوسلو تتناثر في كل الأرجاء، وأنه لم يبق منه شيء، لأن لا أحد يجرؤ بعد على الحديث عن الرهان على احترام الاحتلال لمناطق سيطرة السلطة الفلسطينية وفق الاتفاق، والتدرج في ترتيب التفاهمات على المناطق الأخرى كما وردت في الاتفاق. فالمنظمات الدولية وحلفاء الكيان وعلى رأسهم واشنطن يتحدثون عن أن الاستيطان لم يترك لحل الدولتين مجالاً، وهم أنفسهم يتحدثون عن استحالة الحديث عن حلّ سياسي، أو شيء يتصل بالسياسة مع حكومة نتنياهو الحالية، التي يمسك فيها بن غفير بالأمن بينما يمسك سمورتيتش بالاستيطان.
المفردة الوحيدة المتبقية من أوسلو هي التعاون الأمني، وهي تسمية تجميلية لتشغيل أجهزة الأمن الفلسطينية في خدمة أمن الاحتلال كما كان جيش انطوان لحد في جنوب لبنان خلال فترة الاحتلال. وهذا الدور المطلوب من أجهزة السلطة في مواجهة المقاومة هو جزء من الحل الأمني الذي لا يرى قادة الكيان غيره طريقاً في التعامل مع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس. ومفردات هذا الحل الأمني، المزيد من الحواجز والمزيد من الاقتحامات والمزيد من القتل والمزيد من الاعتقالات، والمزيد من الاستيطان والمزيد من إطلاق قطعان المستوطنين المتوحّشين لارتكاب الاعتداءات على الفلسطينيين.
كما لم يعُد بين الفلسطينيين من يعيش أوهام الرهان على حل سياسيّ مع قادة الكيان يميناً ويساراً، ولم يعد لديهم أيضاً أوهام انتظار الإسناد العربي بعد موجة التطبيع، كذلك طوّر الفلسطينيون جوابهم على الحل الأمنيّ الذي يؤمن به قادة الكيان، ومضمونه المزيد من المقاومة ثم المزيد من المقاومة. وقد اختبر الفلسطينيون هذا الخيار واكتشفوا فعاليته، وهم يرون كيف يقف جيش الكيان مذعوراً أمام جنين، وقد رأوه يقيم ألف حساب لدخول غزة على الخط، وأكثر وأكثر لاحتمال تدخل محور المقاومة، خصوصاً عبر لبنان. وخلال سنوات ما بعد معركة سيف القدس، تأكد جيل الفلسطينيين المولود بعد العام 2000، من أن الجيل المقابل له في الكيان لا يستطيع مواجهته، لأن المستوطن المولود بعد العام 2000، جندياً كان أم ضابطاً، ينتمي لجيل الهزائم الاسرائيلية، بينما الفلسطيني المولد بعد العام 2000 فهو ابن انتصارات قوى المقاومة، وبعكس عدم يقين الجيل الجديد من المستوطنين من أن كيانهم باقٍ، ثقة ويقين الجيل الجديد من الفلسطينيين بأن مقاومتهم سوف تنتصر ودولتهم سوف تبصر النور.
ما يجري في الضفة الغربية بصورة يوميّة مع تنفيذ معدل وسطي لعشر عمليات يومياً، كما تؤكد مصادر قوى المقاومة، يقول إن لحظة تاريخية في هذه المواجهة مقبلة بلا ريب، وإن هذه اللحظة التاريخيّة ليست بعيدة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى