ثقافة وفنون

سارة شما… اسم سوري في فضاء الفن التشكيلي العالمي

‭}‬ طرطوس ـ سانا
تُمازج الفنانة التشكيلية سارة شما بين اللونين الأحمر القرمزي والأخضر، ليكون اللون الأسود الملون – كما وصفته – عنصراً مهماً في لوحاتٍ تحكي قصصاً متنوعةً عن حالات إنسانية كالأمومة والشيخوخة والتراث وغيرها، وإن كانت تعمل على مختلف الألوان.
شما التي ولدت في مدينة دمشق كانت الأولى على دفعتها بكلية الفنون الجميلة عام 1998، نسخت أعمال كبار الفنانين خلال فترة دراستها الجامعية بعد أن قرأت تقنياتهم وأسلوبهم الفني بتعمّق، وعملت بالطريقة ذاتها في ذلك الوقت بهدف الاستفادة من تجاربهم، وهي ترى أن طريقها وأسلوبها الفني تطورا تلقائياً، والسبب في ذلك إصغاؤها لفطرتها.
فكانت مستمعةً جيدةً لها، وتطمح إلى ألا يكون هناك حدود لنشاطاتها و»الحشرية» التي تدفعها لابتكار لوحات جديدة تحمل مواضيع مختلفة مستوحاة من أحداث وصور اجتماعية إنسانية وطبيعية لإخراج عمل فني متقن.
وشما التي كرمتها وزارة الثقافة في دار الأوبرا في دمشق عام 2021 ، واختيرت عام 2010 كفنانة «شريكة مشهورة» لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قالت في تصريح إعلامي: «الفكر المتجدّد والحرية على الرغم من وجودهما في تاريخ الفن بنسب قليلة عاملان في قوة وتميز الفن أيّاً كان نوعه، سواء الموسيقا أو المسرح أو الرسم والنحت».
وأضافت: «إن تعلم الفنان لغات أخرى مع القراءة الدائمة والبحث والمتابعة، إضافةً إلى المشاركة في المعارض الخارجيّة شيء أساسي للخروج من محيطه الضيق إلى العالمية، التي تفتح أفقاً أكبر أمامه في عالم الفن وتحديداً جيل الشباب»، مبينةً أن العقل قد يحدّ في بعض الأحيان من حرية الفنان، وبالتالي قدرته على الإبداع وهنا اللاوعي أفضل بتأثيره ونتائجه.
تحريك واختراق المشاعر وإثارة اللاوعي لدى المتلقي و»حركشته» للوصول إلى خياله هاجس شما الحقيقي مع كل لوحة تنجزها، تاركةً له خوض عالمها وتفسيرها بحسب رؤيته الخاصة، لتضع بين يديه لوحةً جدليةً متعددة الانطباعات محفزةً للفكر.
الأنثى وارتباطها بالأمومة موضوع يثير اهتمام شما، فهي تنظر للأم على أنها حالة خلق لشيء قيّم وهو الطفل الذي هو جزء منها، وسيكبر ليشكل شخصيةً جديدةً، ووصفت ذلك بالاكتشاف الجديد للحياة مع كل ولادة.
لم تغِب شما في بعض لوحاتها عن عالم الشيخوخة وتقدم العمر وحالة التغيير التي تظهر على الشخص المسنّ، ورأت فيه جمالاً هائلاً وعالماً ملهماً للفنان، له سحره الخاص.
أما بالنسبة للتراث الذي تعتبر شما نفسها جزءاً منه، فهو بالنسبة لها ذلك التاريخ الممتد لآلاف السنين والأرض التي جاءت منها، والتراب الذي تتلمسه، والهواء الذي تتنفسه، والعالم الذي تراه بامتداده الواسع بما فيه من حياة ووجود وفن، وكل ما هو على هذه الأرض وفي الفضاء الرحب.
شاركت شما بالعديد من المعارض الفردية والجماعية في جميع أنحاء العالم، ونالت العديد من الجوائز العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى