عبد اللهيان: إيران لن تتدخّل إطلاقاً بالاستحقاق الرئاسيّ وستدعم بقوّة أيّ قرار للبنانيين وتصريحات ماكرون ادّعاءات فارغة
أوضح وزير الخارجيّة الإيرانيّة حسين أمير عبد اللهيان أنّ زيارته الأخير إلى لبنان أتت على أساس جدول زمنيّ معدّ مسبقاً، مشيراً إلى أنّ لقاءاته ومباحثاته خلال هذه الزيارة كانت مهمّة. وأكّد أنّ الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة لا تُريد للبنان وشعبه سوى الخير، لافتاً إلى “وجود تعاون مستمرّ بين إيران ولبنان”. وأضاف “ هناك أخبار إيجابيّة في هذا الصدد ورسالتنا إلى القادة اللبنانيين هي أنّ بلادنا لن توفّر أيّ جهد ودعم من أجل دعم مسار التعاون بين البلدين”.
وفي حديث تلفزيونيّ ضمن برنامج “تسعون دقيقة” على قناة “أن بي أن” مع الزميلة سوسن صفا درويش قال الوزير عبد اللهيان “لطالما نصحنا وما زلنا ننصح القادة اللبنانيين والأطراف السياسيّة ببذل الجهود والتسريع بانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة ونحن واثقون من أنّ القادة في لبنان يمتلكون الخبرة والقدرة والإرادة لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة وتشكيل الحكومة العتيدة”، معرباً عن اعتقاده بأنّه يجب ألاّ يتدخَّل أيّ طرف خارجيّ في الانتخابات الرئاسيّة اللبنانيّة.
وردّاً سؤال أشار إلى أنّه “في فترة ما، كان كثيرون في لبنان يسألوننا عن موعد عودة العلاقات الإيرانيّة السعوديّة، اليوم عادت العلاقات إلى وضعها الطبيعيّ وقبل أسبوع كانت لي زيارة إلى المملكة العربيّة السعوديّة والتقيت وليّ العهد السعوديّ (محمد بن سلمان) وإلى الآن لم يتمّ انتخاب الرئيس في لبنان. هذه رسالة تقول إنّه يجب على اللبنانيين أن يقرِّروا بأنفسهم ونحن مرتاحون لعودة العلاقات بين إيران والسعوديّة ما ترك حالة إيجابيّة على المنطقة ولبنان”.
وجدّد التأكيد أنّ “قادة لبنان يجب أن يتخذوا القرار وعلى الدول الخارجيّة أن تدعم مسار التواصل بين اللبنانيين”، كاشفاً عن أنّ “وليّ العهد السعودي طرح بعض الأفكار بشأن الملفّات الإقليميّة وقد تحدّث عن بعض الأفكار المُتعلّقة بلبنان ولكن أعود وأجدّد تأكيد ضرورة أن تتفق الأطراف اللبانيّة وأنّ إيران لا تُريد للبنان سوى الخير”.
وأردف “نرى اليوم مبادرات دوليّة وإقليميّة لمساعدة لبنان، إلاّ أنّ النقطة المُهمّة هي القرار الذي يتخذه اللبنانيون بأنفسهم والذي ينسجم مع الحقائق القائمة في لبنان، لكن أن تُطرح مبادرة وتُقدّم استمارة للأطراف اللبنانيّة ويُطلب منها أن تُسجِّل ملاحظاتها والمواصفات التي يجب أن يتحلّى بها الرئيس العتيد، الحقيقة هي أنّ اللبنانيين أنفسهم يعرفون الإجابات أكثر من أيّ طرف آخر”.
واعتبر أنّ “تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تؤكّد أنّه لا يتفهّم جيداً الحقائق القائمة في لبنان”، لافتاً إلى أنّه “ينبغي على الطرف الذي يُريد مساعدة لبنان أن لا يتّهم وعلى أساس ادّعاءات فارغة، طرفاً آخر”.
ورأى أنّ “هذه التصريحات التي لا أساس لها لن تزيد الوضع إلاّ تعقيداً وقال “بل سنوات أجرينا مباحثات مع الجانب الفرنسيّ بشأن لبنان وكان الهدف من ذلك في ذلك الحين مساعدة الفرنسيين للتوصّل إلى فهم أدقّ وأقرب إلى الواقع بشأن الحالة اللبنانيّة وكانت تلك المحادثات تساعد الفرنسيين على التوصُّل إلى فهم أقرب إلى الواقع”، داعياً فرنسا إلى “أن تقود حواراً ومحادثات مع إيران لكي تحصل على معلومات ورؤية أدقّ بشأن إيران والمنطقة”.
وأكّد أنّ “إيران لم تتدخّل في أيّ وقت بالشؤون اللبنانيّة لكنّها ظلّت تدعم دائماً وبكل قوّة لبنان وسيادته وأمنه ووحدة أراضيه”، لافتاً إلى أنّ “أعيننا على قرار المسؤولين اللبنانيين، يجب أن تُشكّل اللجان داخل لبنان ولكن إذا تقرّر تشكيل لجان إقليميّة أو دوليّة بهدف المساعدة الاقتصاديّة تهدف إلى بناء تعاون تجاريّ واقتصاديّ مع لبنان ودعم الاستقرار وأن تكون على تواصل مباشِر مع المسؤولين اللبنانيين، فإنّ مثل هذه الخطوة تخدم لبنان وحينها لن يكون مهمّاً أن يكون هناك لجنة خماسيّة من أجل لبنان”.
وعزا إطالة أمَد يطول أمد إنجاز الاستحقاق الرئاسيّ إلى أمرين “الأول تدخُّلات بعض الأطراف الخارجيّة والثاني، الحالة الديمقراطية الفريدة الخاصّة في لبنان”، معرباً عن اعتقاده “أنّ ما يُساعد لبنان في نهاية المطاف هو هذه الديمقراطية الخاصّة وكذلك المشاورات والتفاهم بين اللبنانيين “.
وأكّد أنّ إيران “لن تتدخل على الإطلاق في هذا الشأن اللبنانيّ وستدعم بكلّ قوّة أيّ قرار في هذا الصدد”.
ورأى أنّ “لعودة العلاقات الطبيعيّة بين لبنان والسعوديّة آفاقاً إيجابيّة بالنسبة للبنان وقد طرح المسؤولون السعوديون خلال لقائي بهم، فكرة بهذا الشأن لكنّنا متفقون على أنّ الأطراف اللبنانيّة هي من يجب أن تتخذ هذا القرار وإلى جانب ذلك فلقد تشاركت مع المسؤولين اللبنانيين الأفكار البنّاءة التي تُطرح اليوم على المستوى الإقليميّ”.
ورداً على سؤال، رأىّ أنّ “النظام الدوليّ الحاليّ يشهد تغيُّرات أساسيّة وهناك لاعبون وفاعلون جُدد يدخلون على الساحة الإقليميّة ومنها الصين وبموجب الدستور الإيرانيّ، السياسة الخارجيّة ومن منظور استقلاليّتها تقوم على مبدأ “لا شرقيّة ولا غربيّة»، بمعنى أنّنا لن نسمح لروسيا والصين أو أيّ طرف آخر بالهيمنة على إيران سياسيّاً، كما لن نسمح لأميركا بأن تُهيمن على إيران، لكن لتحقيق المصلحة الوطنيّة نبني علاقات مع الشرق والغرب “.
وأكّد أنّ “العلاقات الإيرانيّة السعوديّة تسير في الإتجاه الصحيح وهناك اتفاقات بيننا وبين الجانب السعوديّ للتعاون الثنائيّ وبالنظر إلى مدى تقدُّم هذه التوافقات وتفعيلها في المستقبل يُمكننا أن نحكم بشكل أدقّ”.
وتابع “رؤيتنا بشأن العلاقة مع دول الجوار ودول المنطقة والدول الإسلاميّة والسعوديّة، هي رؤية إستراتيجيّة وليست تكتيكيّة وقد سمعت من المسؤولين السعوديين في جدّة أن نظرتهم كذلك إلى العلاقات مع إيران هي نظرة إستراتيجيّة وليست تكتيكيّة”، معرباً عن اعتقاده أنّ هذه الرؤية تخدم البلدين والمنطقة.
وفي ما يتعلّق بالاتفاق النوويّ قال “حاليّاً هناك اتفاق بين إيران والولايات المتحدة بشأن تحرير أرصدة إيرانيّة مجمّدة في كوريا الجنوبيّة وقد أبرمنا اتفاقاً آخر مع الجانب الأميركيّ بشكل غير مباشر بشأن تبادل السجناء وطبعا إذا تمّ تنفيذ هذين الاتفاقين بشكل صحيح فحينها ستكون الخطوة التالية هي التركيز على مباحثات ديبلوماسيّة غير مباشِرة بغرض إلغاء العقوبات عن إيران”.
أضاف “كما أنّ هناك مبادرة أطلقها سلطان عُمان ونعمل حاليّاً على تبادل بعض الرسائل في إطار هذه المبادرة وتهدف هذه الخطوة إلى عودة جميع الأطراف الأعضاء في الاتفاق النوويّ المُبرَم سابقاً إلى التزاماتها”.
وأكّد أنّ إيران لم تبتعد في أيّ وقت عن مسار الديبلوماسيّة والحوار.